أعرب مدير المركز الافريقي للدراسات والبحوث حول الارهاب فراثيسكو كايتانو خوسي ماديرا عن «تفاؤله» بخصوص مستقبل مالي داعيا أمس، بالجزائر إلى اليقظة بخصوص التهديد الإرهابي الذي يبقى «حقيقيا» بالمنطقة.
وخلال حفل افتتاح ورشة حول تحليل الاستعلامات العملاتية لفائدة ٣٢ إطارا في مجال الاستعلامات قدموا من ١٤ بلدا بمنطقة الساحل الصحراوي من بينها مالي أكد ماديرا «يجب التحلي بالتفاؤل لأن جهود مالي وشركائه الدوليين تعمل على تغيير الوضع الأمني بالبلد لكن يجب أن نبقى حذرين».
في نفس الاتجاه صرح المتحدث أن هذا التربص الذي يدوم أسبوعا والمنظم بمقر المركز بدعم من الشرطة الفيدرالية لألمانيا سيتم تنظيمه أيضا بباماكو في ظرف شهر ونصف مضيفا أن ذلك يمثل «إحدى الأجوبة السريعة للاتحاد الافريقي إثر نداء وجهته المنطقة من أجل تعزيز قدراتها».
ويرى المتحدث أن عمل البعثة الدولية من أجل استقرار مالي الذي أوقف في جانفي ٢٠١٣ الجماعات المسلحة التي كانت تحاول الاعتداء على العاصمة المالية باماكو بعد سيطرتها على شمال البلد يعد «نجاحا».
كما صرح المتحدث أن «الجماعات المسلحة وتجار المخدرات قد أضعفوا بشكل معتبر وأن شبكاتهم اللوجسيتية قد دمرت» مشيرا الى أن «تحرير مالي قد سمح بتنظيم انتخاب حر عبر البلد وتنصيب رئيس دولة انتخب بطريقة ديمقراطية».
وقد باشر ابراهيم بوبكار كيتا الذي انتخب يوم ١١ أوت الماضي مهامه كرئيس مالي يوم ١٩ سبتمبر خلال حفل تنصيب رسمي بالعاصمة باماكو بحضور عدة رؤساء دول وحكومات من بينهم الوزير الأول عبد المالك سلال الذي مثل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.
وقال ماديرا أن الامر يتعلق بـ «تطور هام (انتخاب كيتا) لأنه سيعزز شرعية أولئك الذين تقع عليهم مسؤولية البحث عن حل دائم للأزمة التي تواجهها مالي والمنطقة».
من جهة أخرى حذر مدير المركز يقول «رغم الضربات القوية الموجهة له الا أن العدو (الجماعات المسلحة) لم يستسلم».
وحسب قوله دائما فإن «الطبيعة الهجينة والارهابية والإجرامية لهذه المنظمات وكذا هدفها في السعي الى الحكم باستعمال السلاح من أجل فرض الشريعة بمنطقة الساحل وغرب افريقيا تبقى كاملة».
كما يرى من جهة اخرى أن «التهديد الارهابي في مالي والمنطقة حقيقي» معتبرا أن «الجماعات الارهابية تتوفر على طاقة كبيرة في إعادة تنظيم نفسها وتوظيف عناصر أخرى والتوسع خارج منطقة الساحل وغرب افريقيا».
وقد استمرت عملية اختطاف رهائن التي شنها مسلحون صوماليون السبت الماضي الى غاية اليوم في المركز التجاري في نيروبي في الوقت الذي يحاول فيه الجيش الكيني وضع حد لها علما أن حصيلة هذا الاعتداء أشارت الى مقتل ٦٩ شخصا واصابة ٢٠٠ أخرين بجروح حسب السلطات المحلية.
من جهة أخرى أوضح ماديرا أن «الوضع الأمني في مالي وبالمنطقة يجب اعتباره مهما وهو يتطلب عملا مستداما وتكميليا الهدف منه القضاء على دواعي الارهاب ومنع الارهابيين من ارتكاب جرائمهم».
ويتطلب ذلك حسب قوله موارد معتبرة وتوافق بين المؤسسات المختصة حول مختلف جوانب مكافحة الارهاب. غير أنه مقابل ذلك تسجل عدة بلدان افريقية «ضعفا» لاسيما في مجال تأهيل الموارد البشرية ومعالجة الاستعلامات العملاتية ومراقبة الحدود.
في هذا الشأن جدد السفير حميد بوكري ممثل وزارة الشؤون الخارجية في هذا الحفل استعداد الجزائر لعرض خبرتها وتجربتها في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة لحدود حيث أدان «بشدة كبيرة» اختطاف الرهائن بنيروبي.
ومن جهته أوضح سفير ألمانيا بالجزائر غوتس لينغينتال أن الارهاب «ظاهرة عالمية لا يمكن الانتصار عليها الا في إطار تعاون دولي» من خلال تبادل المعلومات والتكوين.
مدير المركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب
التهديد الإرهابي في منطقة الساحل حقيقة
شوهد:671 مرة