رئيس جمعية القصر للثقافة بورقلة حسن بوغابة لـ«الشعب»:

إشراك كل المتغيرات ضروري لخلق وسيلة تواصل موحدة

ورقلة : إيمان كافي

ثمن رئيس جمعية القصر للثقافة والإصلاح بورقلة حسن بوغابة قرار رئيس الجمهورية القاضي بضرورة الإسراع في إنشاء الأكاديمية الوطنية للغة الأمازيغية واصفا إياه بالقرار الشجاع والذي يأتي ضمن سياق عام وإرادة سياسية واضحة وهادفة إلى تكريس اللغة الأمازيغية وإضفاء بعدها الوطني. مؤكدا على أهمية تمكين كل المتغيرات اللهجية المتعددة والمتنوعة التي تزخر بها الثقافة الأمازيغية الوطنية من إثبات حضورها وتواجدها في قالب أكاديمي واحد وموحد للغة الأمازيغية.
وأوضح حسن بوغابة أن قرار إنشاء الأكاديمية الوطنية للغة الأمازيغية جاء ضمن سلسلة من المكتسبات الهامة التي تعززت بها اللغة الأمازيغية منذ دسترتها كلغة رسمية، مثنيا في نفس السياق على قرار ترسيم يوم 12 يناير عطلة مدفوعة الأجر وتعميم الاحتفالات به على مستوى كل التراب الوطني، حيث اعتبر أنها خطوة من شأنها تمكين كل المناطق التي تنتمي للثقافة الأمازيغية في الوطن من إبراز تراثها الثقافي الأمازيغي المادي واللامادي.
وعن تصور الجمعية للدور الذي من الممكن أن تلعبه الأكاديمية الوطنية للغة الأمازيغية في التأسيس لوسيلة التواصل الواحدة والموحدة لنقل الثقافة الأمازيغية من التراث الشفهي إلى التراث الكتابي، قال نفس المتحدث أنه خلال لقائه مع الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية في احتفالات السنة الماضية بعيد يناير والتي نظمت ببلدة أعمر كان قد طرح فكرة تواجد المتغيرات المحلية في كوكبة اللغة الأمازيغية وأكد على أهمية إدراج المتغير الورقلي كغيره من المتغيرات الأخرى للغة الأمازيغية على غرار «القبائلية، التارقية، الشاوية، المزابية» وذلك لتمكين المتغير الورقلي من المشاركة في التأسيس لوسيلة تواصل واحدة لنقل الثقافة الأمازيغية إلى التراث الكتابي، وذلك لاعتبارات عدة أهمها التعداد الكبير للسكان الناطقين باللسان الأمازيغي الورقلي من جهة، فضلا عن المبادرات الشخصية والجماعية للبحث في المتغير الورقلي من طرف الجمعية وكذا عدد من الباحثين الأكاديميين الذين اهتموا بثقافة المجتمع الأمازيغي بورقلة.
ومن هنا شدد رئيس الجمعية بوغابة على أهمية إشراك كل متغيرات اللغة الأمازيغية الموجودة في الجزائر لخلق إطار واحد ومشترك عبر أكاديميين ممثلين لمختلف متغيرات اللغة الأمازيغية من أجل التأسيس للغة أكاديمية موحدة بين جميع الناطقين بالأمازيغية، مضيفا أن الاختلاف بين المتغيرات المتعددة والمتنوعة في اللغة الأمازيغية الحاضرة على مستوى الوطن ليس كبيرا ولكن مع ذلك فإن أي استثناء لأي جهةٍ كانت في المشروع الهادف إلى بناء إطار لغوي واحد قد يخلق عائقا مستقبلا في تدريسها بهذه المناطق.
من جانبها دليلة شيباني المحامية والعضوة في الجمعية ترى أن تراث الثقافة الأمازيغية المحلي يحمل زخما معرفيا كبيرا خاصة ما تعلق فيه بالتاريخ المحلي للمنطقة وخصوصية هذا المجتمع وبالتالي من شأن تدوينه أن يثمن الفكر المجتمعي الأمازيغي الورقلي ويساهم في التأريخ للعديد من الأحداث التي شهدتها المنطقة ويحمي بذلك الذاكرة المجتمعية المحلية من الاندثار.
صاحب أول قاموس ورقلي يؤكد على أهمية الإسراع في تدوين التراث الأمازيغي
خالد فرتوني هو شاب خاض غمار التجربة بإصدار أول قاموس عربي- أمازيغي عام وشامل لكل مفردات اللغة الأمازيغية الورقلية تحت المسمى الأمازيغي «إيولّنْز تيقّارقرنت» سنة 2016 في انتظار الإعلان عن إصداره الجديد قريبا والمتمثل في كتاب مدرسي موجه لتعليم أبجديات اللغة الأمازيغية للطور التحضيري والإبتدائي أمازيغي- عربي حمل عنوان «أوّل أنّا».
يعتقد الباحث فرتوني أنه من المهم أن تنطلق اللغة من خلال القواميس والمعاجم والكتيبات المصورة قبل الانطلاق في إصدار المؤلفات والأعمال الأدبية، ويعتبر أنه من المهم جدا أن يهتم حاملو شهادة البكالوريا في ورقلة بدراسة اللغة الأمازيغية والالتحاق بالجامعات التي توفر هذا التخصص عبر الوطن وذلك لخلق طبقة محلية من المتكونين أكاديميا في اللغة الأمازيغية.
وعن رأيه فيما يخص التأسيس لوسيلة التواصل اللغوي لنقل الثقافة الأمازيغية من التراث الشفهي إلى التراث الكتابي فقد اعتبر أن الاتفاق على حروف للكتابة مهم ولكنه ليس إشكالا لأن الأهم في نظره هو أن يكون هناك إنتاج وأن يتم الإسراع في تدوين التراث الأمازيغي وتوثيقه، فبالنظر إلى كم الأشخاص الذين يتوفون كل عام فإن ما تفقده معهم الثقافة الأمازيغية من زخم تراثي من كلمات، شعر وأغاني كبير وكبير جدا، لذلك فإن طريقة الكتابة في الوقت الحالي ليست إشكالا لأن المهم حاليا هو «أن نكتب وأن ندون هذا التراث» يضيف المتحدث.
مع ذلك يتفق فرتوني مع الآراء الداعية إلى اعتماد الحروف اللاتينية كوسيلة للتواصل في الأمازيغية حيث يفضلها ويعتبرها أسهل  وأكثر مرونة في الكتابة، مشيرا إلى أن ما تحتاجه هو فقط التقنين والبحث في كيفية تكييف قواعد اللغة الأمازيغية مع الحرف اللاتيني.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024