يؤكد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى لمالي، فضيلة الشيخ محمود ديكو، في هذا الحوار الذي خص به «الشعب» في ليلة السابع والعشرين من رمضان الكريم، اعتقاده الراسخ، بأن الجزائر تعد امتداد طبيعي لمالي ولها دور هام جدا في مساعدة شعبه لتجاوز محنته، كما يرى أن الأولوية الحالية ببلاده المصالحة والحوار الوطني بين جميع أطياف ومكونات المجتمع المالي.
@ «الشعب»: فضيلة الشيخ كيف تقيمون الدور الأول للانتخابات الرئاسية، بعد الجدل الكبير الذي دار حولها في ظل الظروف المعقدة خاصة شمال البلاد؟
@@ الشيخ محمود ديكو: لست مختصا في السياسة، ولكن ما شاهدناه من إقبال شعبي كبير على مراكز الاقتراع يدل على رغبة الشعب المالي في تجاوز المرحلة الانتقالية الحرجة وإحداث تغيير حقيقي نحو الأفضل بعد المحنة التي مر بها، ونعتبر ذلك دفعة قوية نحو تجاوز الأزمة.
@ تحلى المترشحون الـ٢٨ هذه المرة بكثير من المسؤولية والهدوء تفاديا لما من شأنه تعكير الجو، هل يعني هذا أن النخب السياسية فهمت جيدا حجم التحدي الذي ينتظر البلاد؟
@@ المترشحون مضطرون للتجاوب مع رغبة الشعب وإرادته الجامحة في إحداث التغيير، والكل لاحظ أن الانتخابات الرئاسية لهذه السنة مختلفة عن المواعيد السابقة، من خلال الاهتمام الشعبي الذي اثبت به الماليون أن لهم رأي يريدون إبرازه. كان لازما على المترشحين الخضوع لهذه الإرادة وتفادي كل ما يغير الأمور عن مسارها الصحيح لأننا اليوم في حاجة إلى التفاهم أكثر من أي شيء آخر.
@ هل سطرتم في المجلس الإسلامي الأعلى برامج أو مبادرات لتوحيد الصفوف وتهيئة الأجواء المناسبة لإنجاح الاستحقاق؟
@@ في كل سنة نقوم في رمضان بتنظيم دروس ومحاضرات دينية بالمساجد، لكن هذه السنة خصصناها لدروس لتوعية الشعب بأهمية الموعد الانتخابي والحمد لله الشعب تجاوب مع الاقتراع في ٢٨ جويلية وكانت نسبة الإقبال مهمة.
@ ماهي الخطوة القادمة التي ترونها على قدر عال من الأهمية بعد الدور الثاني المنتظر في ١١ أوت؟
@@ أهم شيء في المرحلة القادمة الحوار والمصالحة الوطنية، لذلك ندعو من يفوز بالانتخابات الدخول في مشاورات جدية وحوار بناء وصريح يجمع كافة أطياف وأطراف المجتمع المالي من عشائر وقبائل دون أي إقصاء لان لكل واحد دوره الفاعل لمصلحة بلده ونحن في المجلس الإسلامي الأعلى نعمل على ذلك بكل طاقاتنا.
@ الأوضاع في شمال البلاد وخاصة مدينة «كيدال» لم تستقر بعد، كيف ستتصرفون في هذا الجانب الحساس؟
@@ كرئيس مؤسسة دينية مهمة، وواحد من سكان الشمال من «تومبكتو» بالضبط، من واجبي رفقة الجميع، الدعوة إلى توعية شباب المنطقة وتوجيههم إلى الطريق الصحيح وإعطائهم إرشادات تحول دون استغلالهم وانخراطهم في أعمال العنف والإرهاب.
ويجب عليهم أن يفهموا أن الأولويات اليوم ليست مشكلة تمرد، وإنما هي قضية مصالحة وطنية وتفاهم بين أبناء الوطن الواحد.
@ إلى أي مدى يمكن أن تساهم دول الجوار في إنجاح مساعي المصالحة والمشاورات، وكيف ترون الدور الجزائري على وجه الخصوص؟
@@ أنا قلتها أثناء زيارتي الأخيرة لبلدكم الشقيق وأعيدها اليوم، الجزائر امتداد طبيعي لمالي وللشعب الجزائري دور مهم في مساعدة الشعب المالي، وأتمنى أن تنهمك في دعم جهود المصالحة والحوار الوطني لانها رائدة في المنطقة وقادرة على فعل أشياء ثمينة للماليين.
وبالنسبة لدول الساحل الإفريقي، فالأكيد أن الحاجة دعمها ومساندتها مهمة جدا ولا بد من الاعتماد عليها وإشراكها. ونحتاج في المنطقة إلى بناء تحالف قوي ونضع أيدينا مع بعض لمواجهة التحديات.
@ هل يفهم من هذا أن السلطة السياسية المقبلة في مالي مطالبة بالحرص على تقوية علاقتها بدول الساحل بدل فرنسا والغرب؟
@@ طبعا، أنا صرحت بهذا الكلام في لقاءات مع بعض المترشحين، ونصحتهم بالالتفات إلى تعزيز العلاقات مع الدول المجاورة والتركيز على تعزيزها أكثر من أي وقت مضى، فلفرنسا والدول الغربية عامة أجندة خاصة تختلف تماما مع مصالح مالي وبلدان الساحل.
ولابد على المرشح الذي سيفوز بالرئاسة أن يعمل في هذا الاتجاه وتوطيد العلاقات مع الجزائر على وجه الخصوص ويستحيل أن يتحقق السلام في مالي دون مساهمة الجزائر.
@ سؤال أخير فضيلة الشيخ، كيف هي أجواء الشهر الفضيل في مالي؟
@@ نحن في مالي نستمتع بالشهر الفضيل، وتسود أجواء روحانية مميزة، حيث تقام الدروس والمحاضرات بشكل يومي، والحمد لله نحن نعيشه بحق لاسيما في العشر الأواخر، فكل مساجد العاصمة باماكو ممتلئة والناس عاكفون بها قبل توديع رمضان.
وفي الأخير لدي رسالة ود لمالي ولكافة شعوب دول الساحل وخاصة الشعب الجزائري الشقيق الذي نحبه ونريده أن يشارك لمساعدة إخوانه في مالي، وأقول لكم رمضان كريم وعيد مبارك وكل عام وانتم بخير .
رئيس المجلس الإسلامي الأعلى لمالي لـ«الشعب»:
الجزائر سندنا القوي في استعادة السلام
حاوره: حمزة محصول
شوهد:420 مرة