يعد إحياء أيّ ذكرى مناسبة للوقوف على حصيلة المشوار المجتاز بمحاسنه ومساوئه، وهذا ينطبق اليوم على مؤسسة "الشـعــب" التي تطفئ شمعتها الـ 55، في ظلّ مشهد إعلامي مختلف تماما مع ذلك الّذي نشأت وترعرعت فيه، إذ كانت تتربع هي وأختها «المجاهد» الصادرة بالفرنسية على الساحة الإعلامية الوطنية.
لكن اليوم، بعد مضيّ نصف قرن ونيف، ها هي تجهد وتجتهد من أجل المحافظة على مكانتها كأمّ لجرائد الإستقلال.
بعد نكسات مرت بها، إلاّ أنّها استعادت فعلا أنفاسها من جديد، رغم العدد الهائل من العناوين ورغم الأزمة المالية التي جعلت رقم أعمالها يتدحرج موازاة مع تقلّص الإشهار، موردها الرئيسي.
بفضل مخطط إعلامي وتواصلي وبواسطة عملية «ماركتينغ» خاصة، من أجل ألاّ يخمد صوتها، أحدثت لإشعاعها منبرين الأوّل خاص بمنتداها الدوري والثاني بفضاء ضيوفها «ضيف الشعب» الذي يتردد عليه خبراء، سفراء ومختصين في شتى الميادين إضافة إلى مشاركتها في أغلب الصالونات والمعارض وخروجها إلى مؤسسات وولايات وفق رزنامة مناسباتية معيّنة، أكثر من ذلك فإنّ جريدة «الشعب» لم تترك قطار التكنولوجيات الحديثة يمرّ دون أن تمتطيه، إذ ضمنت مرورها من الورقي إلى الرقمي بواسطة موقعها وجريدتها الإلكترونية إضافة إلى بثها المباشر لأهم الأحداث الوطنية والقطاعية.
فهنيئا لجريدتنا الغرّاء بعيد ميلادها الخامس و الخمسين.
رحم الله شهداء الواجب المهني وشهداء الواجب الوطني الّذين تستعد الجزائر لإحياء إحدى أكبر إنتفاضاتهم ليوم 11 ديسمبر 1960.