الإدارة الاستعمارية عملت على تجهيل الجزائريين

زهور ونيسي: مدارس ابن باديس ساهمت في تربية جيل مثقف وواع

سهام بوعموشة

أكدت الوزيرة السابقة للتربية والأديبة زهور ونيسي أن الإدارة الاستعمارية قلصت من عدد المساجد والتعليم بالجزائر، وكانت تريد الاستيطان، وأن العلامة عبد الحميد بن باديس شجع على تعليم أبناء الشعب الجزائري من الجنسين، مما ساهم في محو أمية الشعب واسترداد حضارته وقيمه العربية الإسلامية، وكذا تربية أجيال متحضرة ومثقفة من الطراز العالي، متحديا الإدارة الاستعمارية التي كانت تهدد والده بعرقلة تجارته إن لم يوقف ابنه التدريس بجمعية التربية والتعليم الموجودة بقسنطينة وتلمسان .
وفي هذا الصدد، أبرزت ونيسي في مداخلتها القيمة أمس  بعنوان «التعليم أثناء الاحتلال الفرنسي» على هامش معرض «ذاكرة وانجازات» أهمية جمعية التربية والتعليم التي أنشات سنة ١٩٣١ وهي الأولى بقسنطينة ، وكانت المحاضرة من التلميذات اللائي درسن بها رفقة شقيقاتها وأقرانها آنذاك، قائلة أنه من بين مواد القانون الأساسي لهذه الجمعية هو أن يدفع الأب ثمن تدريس ابنه، أما البنت فتدرس مجانا.  وهي وسيلة أضافت وزيرة التربية سابقا تقول، لتشجيع الآباء على إرسال بناتهم إلى هذه المدراس في الوقت الذي كان مصير البنت الزواج بعد التوقف عن الدراسة في سن العشر سنوات، مستعرضة نوعية التعليم الذي كانت تتلقاه رفقة شقيقاتها وهو تعليم نظامي في شتى العلوم اللغة، الأناشيد، الخياطة وتعليم الصلاة قبل دخول الفصل أي في الفترة الصباحية التي تخصص للتلاميذ وفي المساء للكبار بهدف محو الأمية. وفي هذه النقطة قالت ونيسي أن والدها كان يتوجه مساءً للدراسة وأمها بعد صلاة العصر بجامع الأخضر لتأخذ دروسا في الأحاديث النبوية الشريفة، القران والأدب والأشعار. مشيرة إلى أن مدرسة ابن باديس كانت تضم معلمين وأساتذة ذي مستوى عالي منهم الشهيد محمد رضا حوحو، شيبان وغيرهم. وقالت أيضا أن التلاميذ ذكورا وإناثا كانوا يجلسون جنبا إلى جنب تحكمهم القيم والأخلاق والتربية. أما المدرسة الثانية التي تحدثت عنها الأديبة هي دار الحديث بتلمسان والتي أسست سنة ١٩٣٧، وقد تبرع لها العلامة ابن باديس بـ ٥٠٠ فرنك من جيبه، وفيما بعد ساهم تجار المدينة بأموالهم والنساء بحليهم، وهذا قصد تشجيع تعليم أبناء الجزائريين.  وبالمقابل، أشادت المحاضرة بشخصية عبد الحميد بن باديس الذي تربى في عائلة مثقفة ثقافة عربية إسلامية، واصفة إياه بالإنسان المناضل، المتحضر والمدافع عن الحرية، حيث كان يتمتع بنظرة استشرافية مستقبلية قائلة « لو حافظنا على فكره لما وصلنا إلى أفكار متطرفة». مضيفة أن ابن باديس سلك طريقا صعبا وهو تكوين جيل جديد من الجزائريين متحصنين بالعلم.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024