على عكس اليوم الأول من امتحان شهادة التعليم المتوسط الذي سجل ارتياح التلاميذ اتجاه المواد التي امتحنوا فيها خاصة مادة الفيزياء، كان اليوم الثاني بالنسبة لهم كابوسا حقيقيا حيث كانت أسئلة الرياضيات أكبر معاناة أثارت استياءهم من هذه المادة الأساسية.
تنقلت «الشعب» عبر مختلف المتوسطات للتقرب من التلاميذ وتسجيل أرائهم حول امتحان الرياضيات والانجليزية في الفترة الصباحية لنهار أمس، وكانت متوسطة محمد بركاني بنهج محمد الخامس أول وجهة لنا أين التقينا مريم مع والدتها وسألناها عن مواضيع الامتحان لتقول بنبرة خوف وغضب أن «امتحان الرياضيات كان صعبا جدا استلزم استهلاك كل الوقت المخصص له ولكن دون إحراز تقدم في الإجابة عن الأسئلة، أمر وترني وجعلني أشعر بفشل كبير وأن كل ما بذلته من جهد ذهب سدى، لأنني لم استطع الخروج من حالة الخوف التي انتابتني بمجرد اطلاعي على موضوع اختبار الرياضيات، رغم أن أسئلة الفيزياء بالأمس كانت في متناول الجميع»، من جهتها لم تخف والدتها استيائها لأنها تابعت ابنتها «مريم طوال السنة ولم تكن تتمنى أن يحدث هذا، فعلى الأقل يجب برمجة أسئلة يستطيع التلميذ المثابر أن يجيب عليها».
تركنا مريم وأصدقاءها لنتوجه إلى متوسطة «باستور» أين وجدنا نفس الانطباع حول أسئلة الرياضيات ولم تكن بالنسبة لهم مفاجأة، فحسب «رسيم» تعود التلميذ على أن يكون أحد الاختبارات في المواد العلمية صعبا وهذه السنة كانت الفيزياء سهلة لذلك كان من الأكيد أن تكون أسئلة الرياضيات أما «أنابيلا» فقالت أن موضوع اختبار الرياضيات كان طويلا جدا ولا يمكن الإجابة عليه كاملا، لذلك ترى نفسها قد أخفقت في الامتحان الأول لليوم الثاني من الاختبار النهائي لشهادة التعليم المتوسط.
ولم يختلف الأمر كثيرا بثانوية «ابن الناس» بحي الأفواج بأول ماي فقد اجمع التلاميذ على صعوبة موضوع امتحان الرياضيات وكان أهم حدث ميز اليوم الثاني من امتحانات شهادة التعليم المتوسط وجعل الكثير من الطلبة يتخوفون من الرسوب بسبب فشلهم في الإجابة عن الأسئلة ولم يخرج حال الأولياء عما وصفه أبناءهم بل كانوا أكثر استياء منهم لأنهم كانوا معهم خطوة بخطوة في طريق التحضيرات والمراجعة للامتحان، وتساءلوا عن جدوى مثل هذه الأسئلة التي تثبط من عزيمة التلاميذ وتزرع في نفوسهم الشك في قدراتهم معلوماتهم العلمية.
