انطلقت أمس، فعاليات الملتقى الدولي حول الإصلاحات السياسية في الجزائر ...المسار والأهداف تحت «شعار تعزيز الديمقراطية وترسيخ الحكم الراشد» ، استعرض فيه الكثير من التجارب البرلمانية من طرف وفود لدول عديدة شقيقة كالمغرب وصديقة كمالطا واندونيسيا والجمهورية الإسلامية الإيرانية. التي حلت ضيفة على الجزائر بالإضافة إلى خبراء في المجال.
أوضح المتدخلون في الملتقى الدولي المنظم بالنادي الوطني للجيش ببني مسوس وعلى رأسهم نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني المكلفة بشؤون التشريع فتيحة عويسات، أن التظاهرة فرصة لتبادل الخبرة والتجربة البرلمانية والمزاوجة بينها وبين الطرح الأكاديمي للخروج برؤية مشتركة متعددة الزوايا حول أهمية الإصلاح السياسي والاستمرار في إرساء دعائم الديمقراطية الحقيقية للتماشي مع تحديات الظرف الراهن.
واستعرض ممثل البرلمان الاندونيسي تجربة بلده في الاصلاح السياسي والدستوري خاصة، والذي جاء استجابة لمطالبة شعبية وظرفية بدأت في ١٩٩٨ إثر الأزمة المالية لتتحول فيما بعد إلى أزمة اقتصادية فسياسية فاجتماعية، وهو ما جعلهم يسارعون إلى حلها ومعالجتها لأن عدم الإسراع في ذلك قد يجعل الأزمة ترتد إلى عنف مسلح ، مباركا المبادرة التي أعلنت عنها الحكومة الجزائرية
وأعطى المتحدث تفصيلا عن الإصلاحات التي شرعت بلاده في تطبيقها تدريجيا لا سيما الاصلاح الدستوري الذي تم اعتماده عبر ٠٤ مراحل عن طريق التعديل بدل نزع الدستور لتجنب حدوث فراغ خطير فكانت الانطلاقة من التوافق القومي على ما هو ثابت ومتغير والمسائل الموضوعة الجوهرية منها والتقنية عبر الحوار مع كل الشرائح وتحديد مسألة الحرية وتنظيم الحكم الذاتي للبلديات عبر تعزيز التنسيق مع المفوضين.
من جهته أكد ممثل مجلس الشورى لجمهورية إيران الإسلامية حجة الاسلام غلام الله مصباح مقدم في مداخلته على أهمية الخطوة التي شرعت فيها الجزائر بغية تحديث نفسها وتكريس المشاركة الشعبية، مشيرا إلى الدور الفعال للبلدين في هذا المجال، آملا أن يتم تعزيز العلاقات الثنائية بعد الانتخابات الرئاسية التي ستجري الجمعة المقبل بإيران .
وأعرب حجة الإسلام عن احترامهم للمواقف الجزائرية حيال القضايا العربية المصيرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والسورية ومعارضتها للاقتتال بين الإخوة والتزامها بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ، مذكرا بإنجازات بلاده في مسار الإصلاحات التي بدأت بالاستقلال وقطع التبعية الأجنبية والدفاع عن الأمن والسلم الدوليين .
