لا تزال مفرغة أولاد فايت تثير انزعاج وانشغال السكان المجاورين، ليس فقط بسبب انبعاث روائح كريهة لا تطاق، ولكن الأخطر انبعاش دخان كثيف جراء قيام أفراد بإشعال النيران في الكميات الكبيرة للنفايات الأمر الذي كاد أن يؤدي إلى الاحتجاج كما هو الحال، أول أمس، حين شعر الناس بحالة اختناق خاصة عل مستوى أحياء بلاطو وسويدانية وبابا أحسن.
ويطرح سؤال كبير عن المستفيدين من إحراق النفايات وهل للأمر علاقة بقدوم شاحنات محملة بالأتربة للإلقاء بها في المفرغة لإطفاء النيران؟ يبدو أن هناك من يستفيد من هذا حيث كلما كان حريق يلجأ القائمون على المفرغة لإخمادها بصب الأتربة التي يستقدمها أصحاب شاحنات يعملون لحساب مقاولات التهيئة والبناء الذين قد لا يجدون مواقع لرمي التربة. وللإشارة عملية الحرق تنعكس مباشرة على جوف مكان الطمر المفروش بالبلاستيك ويمكن تصور فداحة الخطر المزدوج.
إنها حلقة مفرغة يستفيد منها قلة ولو على حساب سلامة البيئة ونظافة المناخ ولا يهمهم حال السكان خاصة المرضى المزمنين الذين يتساءلون لماذا لا تقوم الجهات المعنية بالتحقيق في مسألة حرق النفايات وضبط المتسببين فيها بما ينهي الاعتداء على موقع سبق للوزير المكلف بالبيئة أن زاره ومدد في عمره لحوالي عشرين شهرا قبل إغلاقه نهائيا. وكان الوزير عمارة بن يونس الذي يبدي إرادة في النهوض بالبيئة قد زار مفرغة أولاد فايت لكنه دخلها من جهة بابا أحسن ولو دخلها من البوابة الرسمية لأصابه الذهول لم تحتمله المنطقة وسكانها المجاورين.
وإلى أن يتم تغيير المكان إلى أحد المواقع بمعالمة لتصبح مفرغة أولاد فايت مساحة خضراء هل تبادر الجهات المعنية بما فيها المصالح البلدية المختصة بفرض إجراءات منع حرق النفايات وتحسيس عمال وحراس المفرغة بخطورة ذلك وتعقب شاحنات الأتربة التي تجوب المنطقة لمنعها من إلقاء حمولتها بالموقع ويكون هذا بمثابة عربون إخلاص للدفاع عما تبقى من البيئة.
سعيد بن عياد