لكل حي رواده من المحتاجين وعابري السبيل

شباب يضربون المثل في العمل التضامني بتندوف

تندوف: عويش علي

 صور التكافل الاجتماعي بتندوف تنقلها «الشعب»
 شباب يرفع التحدي رغم شح الموارد ونقص التجربة

موائد إفطار عابري السبيل باتت اليوم من السمات الرائجة في تندوف، فقد أصبح لكل حي رواده من المحتاجين وعابري السبيل، يتنافس على خدمتهم شباب رفعوا التحدي ورسخوا مبدأ العمل التطوعي رغم نقص التجربة وغياب الدعم المالي.
المتجول في شوارع تندوف هذه الأيام، يرى مدى الإقبال والتوافد الكبيرين على راحة الصائمين ومد يد العون للفئات الهشة من المجتمع، عبر عديد البرامج التي سطرتها الجمعيات مع بداية الشهر الكريم، أو من خلال نشاطات مستقلة لشباب الأحياء لرسم الفرجة والبهجة بين العائلات التندوفية، فلا يكاد يخلو حي من أحياء بلدية تندوف هذه الأيام من موائد إفطار عابري السبيل، وكانت «الشعب» قد تجولت في شوارع المدينة ورصدت جانبا من هذه النشاطات التي جسدت روح التعاون والتكافل الاجتماعي في أبهى صوره التي يمتاز بها المجتمع الجزائري كلما حلّ شهر رمضان.
كانت بداية جولتنا من حي موساني دقائق قليلة قبل رفع أذان المغرب، حيث لمسنا التنظيم المحكم والتوافد الكبير للمسافرين وبمن انقطعت بهم السبل بالولاية، وقد تم تهيئة إحدى الساحات العمومية من طرف شباب الحي، وما هي إلا لحظات حتى بدأ توافد الوجبات الساخنة وأباريق الشاي والقهوة من البيوت المجاورة للساحة وتوزيعها على الموائد حسب تقاليد المنطقة، وبحسب عمار تواقين أحد المشاركين في العملية فإن عدد الوجبات الموزعة يصل إلى حدود 180 وجبة يومياً، وأكد المتحدث أن هذه العملية التي تدخل عامها الخامس تتم بمبادرة خاصة من شباب متطوع يعتمد بالأساس على مساعدات المواطنين وبعض رجال الأعمال.
 غير بعيد من حي موساني، شباب حيي البدر و179 مسكن خصصوا بعض الساحات العمومية لإفطار المحتاجين وتوزيع وجبات ساخنة على الأسر المعوزة، وهي الحالة نفسها التي وقفت عندها «الشعب» بالمركز التجاري بحي النصر، هذا المركز الذي طاله الإهمال لسنوات عديدة يشهد ترميما وإعادة اعتبار من طرف جمعية «ناس الخير» فيتحول مع حلول شهر رمضان من كل عام إلى قبلة لعابري السبيل ومحج للعائلات المعوزة والضعيفة الدخل من أجل الاستفادة من وجبات ساخنة وأخرى محمولة.
«سلة رمضان» تنتشر في محلات البقالة
وأنت تتجول في المحلات الكبرى للمواد الغذائية بتندوف يُصادفك وجود «سلة رمضان»، وهي فكرة حديثة النشأة ومبادرة لاقت استحسان المواطنين وكانت محل إشادة من طرف العديد من السلطات المحلية بالولاية، حيث يتم التبرع بالمواد العينية للمحتاجين والتي يشرف على توزيعها بين الحين والآخر كل من جمعية «شباب الإحسان»، «كافل اليتيم» وجمعية «جزائر الخير» التي أخذت على عاتقها تمويل أسر الأرامل والمطلقات بالمواد الغذائية خلال الشهر الفضيل.
توزيع أزيد من 2600 وجبة في مطاعم الرحمة
يحصي المكتب الولائي للهلال الأحمر الجزائري توزيع أزيد من 2600 وجبة ساخنة بالمطعم المركزي بوسط المدينة والمطاعم المنتشرة عبر تراب البلدية بمعدل 260 وجبة يومياً، و150وجبة محمولة استفادت منها العائلات المعوزة عبر ثلاثة أحياء من بلدية تندوف، جاء هذا أثناء وقوفنا على عملية إفطار عابري السبيل بأحد المطاعم التابعة للهلال الأحمر بتندوف، حيث أكد لنا عبد الله بن طالب رئيس الهلال الأحمر أن أعضاء المكتب والمتطوعين بالتنسيق مع الكشافة الإسلامية باشرت منذ فترة في عملية تحضير ختان الأطفال والتي ستجري مع نهاية الشهر الفضيل، فرغم الظروف المناخية الصعبة وبعد المسافة إلا أن أيادي الخير من شباب ولاية تندوف قد ساهموا في رسم البهجة على محيا عائلات بكاملها ورفع الغبن عن العائلات ومحاولة تجنب التنقل المستمر بين المستشفيات ومركز حقن الدم، وأضاف المتحدث»أن العملية جاءت بناءً على الطلب المتزايد للعائلات التندوفية وتوجهها إلى إجراء الختان في المستشفى بعد أن كانت تُقام بطريقة تقليدية داخل البيوت.
قرابة 2400 عائلة تستفيد من قفة رمضان
أكد عبد السلام حرمة مدير النشاط الاجتماعي بالنيابة، أن حوالي 2400 عائلة استفادت من قروض غذائية خلال هذا الشهر الفضيل، وأضاف المتحدث أن قيمة القروض تراوحت ما بين 5000 و7000 دج، جاء هذا في حوار خص به «الشعب» على هامش إشراف مديرية النشاط الاجتماعي على التحضير لعملية توزيع ألبسة وأحذية لفائدة المعاقين بالولاية.
أكبر عملية ختان خلال الشهر الفضيل
حركية نشيطة يشهدها كل من مركز حقن الدم والمستشفى المختلط «سي الحواس» هذه الأيام، عقب توافد عدد كبير من الأطفال رفقة ذويهم الى مصلحة المركز لإجراء الفحوصات اللازمة لعملية الختان لهذه السنة في حدث يعكس أسمى صور العمل الخيري، وهو ما وقفت عليه «الشعب» من عين المكان.
العملية التي جندت لها إدارة المستشفى طاقما طبيا مختصا وظروفا تنظيمية محكمة انطلقت منذ أيام بعملية التحضير لختان الأطفال، وقد سخرت إدارة المستشفى المختلط بتندوف لهذه العملية في شطرها الأول حوالي 03 جراحين و12 مساعدا، وفي هذا الإطار أكد يسلم أحمد عياد رئيس جمعية كافل اليتيم في تصريح لـ «الشعب» أن العمل الخيري الموجه للأيتام لا يقتصر على تقديم إعانات غذائية مناسباتية فحسب بل يتعداه إلى العمل على توفير حياة كريمة لهم وجو عائلي يخفف عنهم فقدان الأهل.
بلدية أم العسل هي الأخرى كان لها نصيب من عملية الختان الخاصة بشهر رمضان، فبعد الصعوبات التي شهدتها العملية في السنة الماضية وارتفاع مصاريف التنقل لعاصمة الولاية، قررت إدارة المستشفى هذه السنة إيفاد مختصين للإشراف على العملية بمستشفى البلدية التي تبعد 170 كلم عن تندوف، وهي الخطوة التي لقيت استحسان المواطنين هناك، والذين أعربوا عن سعادتهم بإجراء عملية الختان على مقربة من محل إقامتهم.
عملية مماثلة تشرف عليها جمعيات على غرار «أطفال الجنوب» وجمعية «ناس الخير» نهاية الشهر الفضيل بعزمها تنظيم عملية ختان لأطفال العائلات المعوزة والمحدودة الدخل، وهو ما أكده «محمد سوداني» ممثل خلية الاتصال على مستوى المستشفى المختلط بتندوف، مؤكداً في الوقت ذاته أن أبواب المستشفى مفتوحة لإجراء عمليات ختان طيلة الشهر الفضيل، حيث استقبلت مصلحة الاستعجالات عددا معتبرا من الأطفال بهدف إجراء عملية الختان والذين قد يصل عددهم أواخر الشهر الفضيل حسب المتحدث إلى حوالي 90 طفلاً.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19750

العدد 19750

الأربعاء 16 أفريل 2025
العدد 19749

العدد 19749

الثلاثاء 15 أفريل 2025
العدد 19748

العدد 19748

الإثنين 14 أفريل 2025
العدد 19747

العدد 19747

الأحد 13 أفريل 2025