اعتبر صراع الحضارات كذبة لإلهاء الشعوب

مصطفى شريف: الجزائر نموذج للوسطية والحوار

حمزة محصول

قال، الدكتور مصطفى شريف، أن بناء حضارة عالمية مشتركة ونظام دولي جديد عادل يكون بديلا للنموذج الليبرالي المهيمن، لا يتحقق إلا بالحوار والتعايش بين الثقافات. وأكد على ضرورة الجمع بين القيم الأصيلة والتقدمية واحترام الحق في الاختلاف، في السعي نحو الحداثة، معتبرا أن الجزائر تقدم نموذجا راقيا في الوسطية والحوار. أفاد، مصطفى شريف، الحائز على جائزة اليونيسكو للثقافة العربية وحوار الثقافات، أمس، في محاضرة بالمدرسة العليا للعلوم السياسية حول «ضرورة حوار الثقافات»، أن الحديث عن صدام الحضارات وصراع الأديان، دعاية مغرضة لإلهاء الشعوب عن المشاكل الاقتصادية والسياسية، ولا علاقة لذلك بالدين والثقافة. وأوضح، أن «التعايش بين المجتمعات يرتبط بتميكن الآخر من التعرف علينا، عن طريق التفكير بصوت مرتفع، وإظهار من نحن وماذا نريد، ومحو الجهل مصدر كل المشاكل، وعدم منح الفرصة للغير لينشر الدعايات الكاذبة» . واعتبر، المحاضر، أن العلاقات الدولية الحالية ليست ديمقراطية، نظرا لمحاولات الهيمنة وفرض النموذج الغربي الحداثي، الذي يقوم على الرأسمالية، والفصل الجذري بين المقومات الأساسية للحياة والفردية، ويمارس الإقصاء والتدخل في الشأن الداخلي لكل من يرفض تطبيق مقاييس هذا النموذج غير الناجح، ويعيش أزمات اقتصادية واجتماعية وثقافية، داعيا إلى المساهمة في البحث عن نظام دولي جديد عادل لضمان السلم والسلام بين الشعوب. وأكد على الحق الكامل في تأسيس حداثة على حساب قيمنا الأصيلة، والجمع بين الثوابت والمتحولات، لأن لكل مجتمع وجهة نظره الخاصة، وبالحوار يتم توضيح المشترك بين الجميع، قائلا «نحن في حاجة لنظرة الآخر لتصحيح أمورنا، والآخر في حاجة لنظرتنا كذلك، ويجب رفض المفاهيم والمصطلحات المرتبط بالحداثة والديمقراطية، المفروضة من وجهة نظر واحدة». وقال الدكتور مصطفى شريف، أن العديد من الثقافات في الوقت الراهن آلت إلى الزوال وأصبحت نوعا من الفلكلور، بعد ظهور عولمة اللاأمن والمجتمعات الاستهلاكية، بينما بقيت الحضارة الإسلامية قائمة، بسبب التمسك بالمعنى والغاية من الوجود بفضل الدين الإسلامي الذي يستوفي كل براهين ودلائل التسامح وتحرير الإنسان رغم محاولات الإساءة إليه بخلق التيارات المتطرفة، والتصرفات التي تعطي الفرصة للعدو. وهي في حاجة لتقوية العقل لنقد الذات، وإرساء العدل لتنظيم شؤونها، كما ينبغي إعطاء الاعتبار للمفكرين والعودة إليهم، لمواجهة المشاكل العديدة والمعقدة وإقامة حوار داخلي بناء قبل الحوار مع الآخرين. وقال، المفكر مصطفى شريف، أن الجزائر تقدم نموذجا مثاليا للوسطية والحوار، مستدلا بانصهار الثقافة العربية والإسلامية والأمازيغية، وخصال الأمير عبد القادر الجزائري.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024