أجمع مجاهدون وممثلو الأحزاب السياسية، على تميز المسار النضالي للمجاهد علي كافي رئيس المجلس الأعلى للدولة فقيد الجزائر، وذلك إبان الثورة التحريرية وبعد الاستقلال، مؤكدين أن الجزائر فقدت برحيله أحد رجالها المخلصين الذين وهبوا حياتهم من أجل الدفاع عن الجزائر من الاستعمار، وكذا الدفاع عن مواقفها ووحدتها الترابية خلال تقلده لمناصب المسؤولية أثناء نضاله ضد المستدمر الفرنسي وبعده.أعربت المنظمة الوطنية للمجاهدين، في بيان تلقت «الشعب» نسخة منه، عن تأثرها العميق إثر وفاة المغفور له الرئيس المجاهد علي كافي، منوهة بالخصال الحميدة التي ميزت نضاله.
وكان الفقيد بحسب ما ورد في البيان، «منذ شبابه مفعما بحب الوطن والغيرة على مصيره إبان الاحتلال الفرنسي، وبعد استرجاع الاستقلال الوطني، حيث قاده ذلك مبكرا للإقبال على أحضان العلم والمعرفة طالبا بمدرسة الكتابية بقسنطينة، ثم جامع الزيتونة بتونس ويومها برزت مواهب هذه الشخصية الوطنية في التفاعل مع الأحداث التي كانت تشهدها البلدان المغاربية، خاصة في كل من الجزائر وتونس وما ترتب عنها إثر انتهاء الحرب العالمية الثانية من مقاومة ضد الاحتلال الفرنسي، وكان من أهم تلك الأحداث مظاهرات ٨ ماي ١٩٤٥ في كل من سطيف وخراطة وقالمة التي واجهتها إدارة الاحتلال بأبشع وسائل الفتك، فسقط أزيد من ٤٥ ألف شهيد، وكان لتلك الحصيلة المؤلمة إثرها العميق في نفس الفقيد فدفعته لمقاسمة أقرانه من الرعيل الأول من المناضلين اليقين أن الاستعمار الفرنسي لا يفهم إلا لغة الرصاص التي خاطب بها جماهيرنا المسالمة» .
وأمام خطورة الأحداث التي عرفتها البلاد خلال التسعينات، يضيف «البيان»، أجمع المجاهدون على انتخابه أمينا عاما للمنظمة الوطنية للمجاهدين سنة ١٩٩٠ إلى غاية ١٩٩٢، «وأمام مقتضيات الوضع في تلك الفترة عين الراحل على رأس المجلس الأعلى للدولة من سنة ١٩٩٢ إلى نهاية ١٩٩٤، يومها عاد الرئيس على كافي إلى منظمة المجاهدين لمواصلة مهامه كأمين عام، إلى أن تم انعقاد المؤتمر التاسع سنة ١٩٩٧، فآثر المجاهد الانسحاب من الساحة السياسية والتفرغ للقراءة والكتابة» .
شخصيات وأحزاب سياسية تعزي الجزائريين بوفاة الراحل كافي
سارة بوسنة
شوهد:343 مرة