أبت «الشعب» إلا أن تشارك الشعب الفلسطيني «يوم الأسير»، فرغم الظروف التي تعيشها الجزائر في يوم يوارى فيه احد أبنائها الأبرار الفقيد علي كافي الثرى، كان لقضية الأسرى الفلسطينيين نصيب في هذا اليوم الأليم، تخلله نقاش أثرى الفعالية، وعكس الأخوة والتضامن الجزائري مع القضية الفلسطينية العادلة..
سميرة لخذاري
أجرى عبد العزيز مجاهد، اللواء المتقاعد في الجيش الوطني الشعبي، مقارنة «طفيفة» بين الثورتين الجزائرية والفلسطينية، تعقيبا على ما قاله وزير العمل الفلسطيني أحمد مجدلاني، مبرزا أن ثورتنا التحريرية قامت على المد القومي، في حين أن نظيرتها الفلسطينية ما تزال مستمرة في عصر الردة، حيث «تسلح الأنظمة والحكومات العربية مواطنين ضد إخوانهم؟!».
وقد جعل ذات اللواء المتقاعد من منبر «الشعب»، الذي استضاف أبناء البلدين الشقيقين، فضاء لحمل نصيحته الى الفلسطينيين مستمدة من أبيات نظمها شاعرهم محمود درويش بعد ١٩٨٢، موجها فيها رسالة إلى ابناء وطنه بنزعهم لنضالهم من الأمة العربية وعدم جعلها وساما يتباهى به فحسب. ومن جهته رد وزير العمل الفلسطيني، على هامش النقاش، الذي تلى مداخلات ندوة «الشعب»، على حكم مجاهد الذي تأسف على عدم مشاركة الفلسطينيين للفنزويليين عزاءهم اثر فقدانهم لرئيسهم شافيز، هذا الأخير الذي قطع علاقته مع إسرائيل في وقت كانت فيه سفارات الصهيونيين متواجدة في بعض الدول العربية، حيث أكد ذات الوزير على مشاركة بلده فنزويلا حزنها، من خلال فتح عديد البيوت الفلسطينية على الأراضي المحتلة للعزاء، إضافة إلى توجه الرئيس محمود عباس الى سفارة فنزويلا في بلده للقيام بواجب العزاء، وقابلتها زيارة برلماني فلسطيني لفنزويلا الذي التقى بالرئيس الحالي لفنزويلا، هذا الأخير الذي اكد على بقاء بلده على موقفه تجاه القضية الفلسطينية والتي تبقى على خطاها السابقة.
أما عن تأثير الاختلافات السياسية بفلسطين على الاسرى، فقد أكد وزير العمل أحمد مجدلاني من فوروم «الشعب»، في رده على سؤال القناة الجزائرية الثالثة، ان دفاعهم المستميت عن الأسرى الفلسطينيين لا يتوقف على أسرى اتجاه سياسي معين دون آخر، وإنما راية الدفاع مرفوعة باسم الفلسطيني مهما اختلفت مشاربه أو اتجاهاته.
وتحدث ذات السفير الفلسطيني على عضوية بلده في ٢٩ نوفمبر الفارط كمراقب دائم في الأمم المتحدة، حيث أكد على مجهوداتهم المتواصلة للظفر بالمستويات الثلاثة التي تستوجبها هذه العضوية، ويتعلق الأمر بتشجيع الاعتراف الثنائي بدولة فلسطين، اضافة إلى الانخراط في المنظمات، الوكالات، المعاهدات والاتفاقيات الدولية، بالأخذ بعين الاعتبار شروط الانخراط فيها، والمضي قدما لاتخاذ الاجراءات اللازمة.
أما المستوى الثالث فيتعلق بالانضمام إلى محكمة العدل أو الجنايات الدولية بلاهاي، التي تتطلب انضمامهم في مرحلة أولى إلى اتفاقية روما، مؤكدا في هذا الشأن على الطلب الذي قدمته فلسطين ليبقوا في انتظار الرد، بهدف ملاحقة مجرمي إسرائيل وعلى رأسهم ناتنياهو.
استمرار القضية في عصر الردة
شوهد:533 مرة