مليار و 200 ألف دينار كلفة الاستعمال الموازي للمياه تسجلها «سيال»
لأول مرة نظمت شركة المياه والصرف الصحي للجزائر «سيال»،أمس، لقاء حواريا مباشرا ضم 360 إطارا ساميا، تعاقب من خلاله مديروها المسيرون على التوالي بمشاركة المجتمع المدني و ممثلين عن وسائل الإعلام في مقدمتهم «الشعب»، حيث تم التطرق إلى محورين هامين مسّا الإجراءات الإستراتيجية في إطار «خطة طوارئ للتطبيقات»، تنفيذا لتعليمات وزير الموارد المائية والبيئة، والتزود بمياه الشرب بغرب العاصمة.
في هذا الإطار قال جون مارك يان الرئيس المدير العام لشركة «سيال» في تصريح للصحافة، إن هذا اللقاء المنظم بقصر الثقافة مفدي زكريا، تقوم به المؤسسة مرتين كل سنة، و تم خلاله التركيز حول إيجاد الحلول الملموسة المحتملة على المدى القصير والمتوسط للتحسين المستدام للحصول على المياه وتعزيز المكاسب المحققة في توفير هذه الخدمة العامة.
وأشار جون مارك إلى أن سيال قامت بجهود كبيرة طوال 10 سنوات وحققت تطورا كبيرا ، واليوم هي تهدف إلى إعادة النظر في سياستها واستراتيجيتها بهدف تحقيق النجاعة من خلال التطرق لعدة مواضيع هامة انطلاقا من انشغالات المواطن لاسيما ما تعلق بالتسريبات، الربط غير الشرعي و تطوير نوعية الخدمة العمومية المقدمة بصورة شاملة .
وفيما تعلق بالاستراتيجية المستقبلية المسطرة للعامين المقبلين، قال الرئيس المدير العام لـ «سيال» الشركة تعتزم الأخذ بعين الاعتبار الأحوال الجوية والجيواستراتيجية، و تركيز الجهود على تعزيز فعالية الشبكة لضمان الاستمرارية في الخدمة، وسيتم العمل بأقصى طاقة للتخفيف من حدة التبذير والانقطاعات .
وأوضح جون مارك أن الاستعمال الموازي للمياه بما فيها التبذير يمثل ما نسبته 10 إلى 15 بالمائة، ويكلف المؤسسة مليار و 100 ألف دج في العام، وهي نقطة لابد من التوقف عندها جيدا والعمل على معالجتها .
بدورها قالت شافية عبيد مديرة الاتصال و التنمية المستدامة على مستوى شركة المياه والصرف الصحي للجزائر لـ «الشعب»، أن هذا اللقاء « توب سيال» يمثل فضاء حواريا مفتوحا و شفافا، متعدد الأطراف منها الفاعلة والمعنية بداية من الزبون إلى جمعية حماية المستهلك، سونلغاز و مدير الموارد المائية لولاية الجزائر، بالإضافة إلى إشراك الصحفيين بصفتهم فاعلا رئيسيا في تدوير المعلومة.
وحسب عبيد يعد هذا اللقاء الأول من نوعه على مستوى مؤسسة عمومية، يهدف إلى إرساء قواعد حوار بناء على أساس الاحترام المتبادل بين المرفق العمومي و الزبون، مشيرة إلى أن تعبئة الموارد البشرية يبقى عاملا أساسيا للرقي إلى مستوى تطلعات الزبون، و لهذا تم إعادة النظر في بعض الأمور للمحافظة على المورد المائي والتحكم فيه في الميدان.
سلطة الضبط: تعليمات صارمة للتعامل بحزم مع التسربات
من جهته كشف مدير سلطة الضبط على مستوى وزارة الموارد المائية و البيئة إبراهيم نصالا في تصريح لـ «الشعب»، عن فتح تحقيق على مستوى الجزائر العاصمة ككل لمعرفة الأسباب التي تقف وراء انقطاع المياه والتذبذبات المسجلة لاسيما يومي العيد خاصة بالمنطقة الغربية، حيث ستكون هناك متابعة دقيقة و ميدانية من خلال التقرب مباشرة إلى المواطن ليتم اتخاذ الإجراءات اللازمة و في الوقت المناسب .
وحسب نصالا ستكون التدخلات بناء على معرفة الأسباب التقنية التي تقف وراء هذه الانقطاعات التي قد تكون فردية أحيانا فيما قد تمس القناة الرئيسية لحي ما، مشيرا إلى تفعيل أكبر للرقم الأخضر لـ «سيال» واستعماله من طرف المواطن لتلقي شكاويه و تحديد عنوانه لتحديد التدخل اللازم،ومن ثم ستكون هناك متابعة ميدانية .
وفيما تعلق بمعالجة التسربات، قال مدير سلطة الضبط إن تعليمات وزير الموارد المائية و البيئة كانت واضحة بهذا الخصوص، حيث شبه أي تسرب بمثابة حريق مهول يتوجب التدخل العاجل من طرف الفرق التقنية لـ «سيال» لمعالجته و هذا بالنظر لأهمية الثروة المائية بالنسبة لبلادنا التي تنتمي للمنطقة الجافة والحفاظ عليها من الضياع والتبذير بحسن التسيير .
وثمن نصالا اللقاء الحواري «توب سيال»، حيث اعتبره مبادرة جيدة تدخل في إطار عصرنة التسيير والتي تستوجب أن تكون دورية لتبادل التجارب والآراء و الأفكار بكل شفافية خاصة بحضور وسائل الإعلام التي تعتبر شريكا فاعلا ما أضفى الشفافية على اللقاء، داعيا إلى تعميم التجربة على مختلف المؤسسات على المستوى الوطني لتحسين الخدمة العمومية للماء.
فضاء مفتوح للزبائن والإعلام
«توب سيال» يعالج مشكل انقطاع التزود بمياه الشرب
سعاد بوعبوش

شوهد:153 مرة