أكد أمس السيد عمارة بن يونس وزير التهيئة العمرانية والبيئة والمدينة انه بصدد الاعداد لاجراءات تسمح من الآن فصاعدا فتح المحلات التجارية والمرافق الخدماتية بالعاصمة،، مشيرا الى انه لايعقل ان عاصمة البلاد تنام على الساعة الثامنة مساءا،، وتغلق ابواب محلاتها بدءا من الخامسة مساءا.وشدد بن يونس خلال حصة «نقاش الاسبوع» الذي تنشطه فاطمة الزهراء مشتة بالقناة الأولى ان السلطات العمومية وخاصة بالتنسيق مع وزارتي الداخلية والجماعات المحلية والمالية تدرس حاليا كل الخيارات المطروحة منها الشروع في عمل تحسيسي تجاه التجار قصد اقناعهم بضرورة فتح محلاتهم ليلا،، حتى تتمكن العائلات الجزائرية من قضاء البعض من اوقاتها في الاحياء الرئيسية المعروفة،، كما هو معمول به خلال شهر رمضان الكريم،، وكذلك في العواصم العالمية الكبرى،، منبها في هذا الشأن الى ان ابداء اي موثق لايستجيب لهذه المبادرة قد يعرض اصحابه الى تدابير ردعية،، قد تصل الى عقوبات صارمة.
واعتبر بن يونس ان المدن الجزائرية فقدت هويتها من باب انعدام قاعات السينما فلا توجد الا اقل من ١٠ قاعات بالعاصمة (٢٢٠ قاعة لاتشتغل او تم تحويل نشاطها) ناهيك الحديث عن المسارح والمكتبات،، وفي هذا السياق شخص الوزير تشخيصا دقيقا حالة مدينة الجزائر التي حقا تحمل مالا طاقة لها به،، فهناك الانتشار الفوضوي للهوائيات المقعرة، عبر المنازل ،، وفي هذا الصدد،، فان هناك عملا توعويا سيتم انجازه قريبا قصد ازالة هذه الصحون،، واحلال محلها بتقنيات ربط وايصال جماعية،، كما حذر من مغبة استمرار البعض في اتخاذ اسطح العمارات فضاءا للبناء،، مع الاشارة الى التهاون الذي يبديه التجار في ترك الفضلات ملقاة امام محلاتهم وفي الاسواق كذلك،، هذه الانشغالات المسجلة على مستوى الوزارة حددت لها آجال تطبيقها ألا وهي شهر افريل،، واشعار الجميع بأنه من الضروري ادراج مبدأ هيكلة المدن الجزائرية،، وفق مقاربة صارمة لاتخضع ابدا للترددات او العمل الظرفي او المناسباتي.
وفي سياق حديثه قال بن يونس بأنه من الآن فصاعدا لن يسمح بانجاز مشاريع سكنية بدون ايلاء العناية للمرافق الخدماتية الحيوية من مراكز صحية وغيرها،، وهذا القرار سيشمل كل المدن الجديدة، بوغزول، سيدي عبد الله،، يوينان والمنيعة بالاضافة الى مدن أخرى مبرمجة ذراع الريش، وعين نحاس، وادي تليلات وسيدي بلعباس،، هذه المشاريع الضخمة تتطلب ان توفر مناصب الشغل، وان تحتوى على مناطق نشاطات، وفي هذا الاطار تم توجيه نداء عاجل للمستثمرين قصد القدوم الى هذه الاماكن، مع تقديم لهم كل التحفيزات والتسهيلات اللازمة.
وضمن هذا التوجه فان وزارة التهيئة العمرانية والبيئة والمدينة وضعت في مقدمة اولوياتها تقييم حالة الاقليم،، وهذا منذ شهر على الاقل، وهذا بدراسة معمقة للمخططات الجهوية مبرزا بان ٨٠٪ من الكثافة السكانية توجد على مستوى الشمال في حين ان المناطق الجنوبية لاتشهد هذا التوافد الكبير لعدة اعتبارات معروفة على صعيد الاغراءات المادية الاخرى،، وكل مسعى في هذا المجال لابد من ان يربط بالتكفل بالانسان وترقية بواسطة مزايا للاستثمار،، وهي مسؤولية جماعية لكل القطاعات،، والعمل جار في هذا الاطار لاحداث وثبة ترضي كل المعنيين خاصة مع المخطط الوطني للتهيئة العمرانية.
وكشف السيد بن يونس ان وزارته بصدد الاعداد لتنظيم ملتقى دوليا حول المدن،، خلال شهر جوان القادم يشارك فيه الفاعلون في هذا القطاع من مهندسين لهم تجربة رائدة في هذا المجال وبخاصة على مستوى البحر الابيض المتوسط،، وتبعا لذلك قال الوزير ان هناك اهتماما خاصة بمدف مثل الجزائر العاصمة، وهران، قسنطينة، وعنابة،، وهذا من ناحية ترميم عماراتها وصلت الى حوالي ٢٠٠ بناية في قسنطينة،، والعملية تجري على قدم وساق في باقي المناطق.
جمع ٤ ملايين طن من النفايات
ويرى السيد بن يونس بأن مشكل الاكياس بلاستيكية تجاوز كل الحدود، واصبح خطرا محدقا بالمحيط،، فهناك استهلاك لحوالي ١٥ مليون كيس، يكلف ٥ ملايير و ٥٠٠ مليون سنتيم وهناك ماهي مستوردة من الخارج. لاتستجيب لشروط البيئة في الجزائر، لذلك انشئت لجنة لدراسة تنامي هذه الظاهرة وايجاد البدائل اللازمة، فالكثير من البلدان قضت على هذه الأكياس منها مؤخرا موريتانيا ومالي، بالاضافة الى مابين ٢٠ و٣٠ دولة،، ومن جهة اخرى فان هناك عملا منسقا بين الوزارة ووزارة الصحة واصلاح المستشفيات لايجاد حلول فورية لاتلاف النفايات الطبية والصيدلانية عبر مايعرف بالمحارق،، وستعمم الظاهرة الى باقي مستشفيات الوطن،، والى يومنا هذا تم جمع حوالي ٤ ملايين طن من النفايات والقضاء على ٥٥٠٠ مفرغة عشوائية،، كما ان مركز خميسي للردم سيسر بطريقة علمية من خلال طرح مناقصة دولية.