عندما حضرت الإمكانيات غاب الانضباط!..

¯ يكتبها: توفيق يوسفي

لأول مرة منذ توليه الإشراف على تدريب المنتخب الوطني لكرة القدم يخرج الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش عن واجب التحفظ الذي يفرضه الضمير المهني وضرورة الحفاظ على استقرار المنتخب حيث كشف عن بعض الأمور التي لم يتمكن من معالجتها في إطار داخلي وبعيدا عن أعين الإعلام.
أمور تتعلق أساسا بجانب الانضباط والشعور بالمسؤولية والوفاء للألوان الوطنية.. فعندما يتحدث البوسني عن هكذا أشياء، وهو الذي كثيرا ما أُخِذ عليه دفاعه عن لاعبيه ووقوفه إلى صفهم، فإن الأمر يكون حتما قد بلغ خطا أحمر، ووجب معه وضع النقاط على الحروف.
عدة معطيات تدفع إلى الجزم بأن الأجواء داخل المنتخب الوطني ليست على ما يرام، ولا هي في مستوى طموحات الجمهور الجزائري الذي يتنفس الكرة وينام ويستيقظ على الكرة.. أولها أن البوسني المعروف بشخصيته القوية وتحفظه الشديد دائم الحرص على عدم إثارة مشاكل المنتخب علنا، وهو ما ألب عليه في كثير من الأحيان رجال الإعلام.
لذلك فإن إثارته للجو العام غير المريح داخل «الخضر» أمام الصحافة الوطنية يحمل دلالات شديدة الوضوح، وكأنه أراد تحديد المسؤوليات قبل انفجار الوضع، خصوصا وأن الأمر يتعلق كما أوضح بمسائل جوهرية تخص أساسا سمعة الفريق التي هي من سمعة الجزائر، فعندما يتجرأ لاعبون «محترفون» على تعاطي «الشيشة» عشية لقاءات مصيرية وخلال التربصات، زيادة على تأثير التدخين على صحتهم ومردودهم كرياضيين فإن الاستهتار وسوء الانضباط وعدم تقدير المسؤولية يبلغ مداه، فهل يقومون بنفس الشيء في أنديتهم الأوروبية؟!
هل يدرك هؤلاء أن سلوكات مثل هذه قد تضر بسمعة الجزائر وتمس بمصداقيتها واحترامها للقيم الأولمبية، وتؤدي حتى إلى إقصائها من المنافسات الدولية في حال خضوع متناولي «الشيشة» لمراقبة الكشف عن المنشطات، وهو ما حدث مع لاعبين محليين في البطولة الوطنية العام الماضي..
حديث الناخب الوطني أعطى الانطباع أيضا بأن الروح الجماعية منعدمة لدى بعض اللاعبين، وأن الجو داخل الفريق لا يخلو من النفاق والتآمر وتعمد تسريب أسرار المنتخب.. كما أبدى امتعاضه من ضعف تعلق بعض العناصر بالألوان الوطنية عكس ما يصرحون به في العلن..
لقد أصبح المنتخب الوطني يفتقد لأهم عوامل الاستقرار والنجاح وهو الانضباط الذي غاب بعدما وفرته له الدولة ما يلزم من دعم مالي وإمكانيات مادية.
لذلك علينا دائما الدفاع عن الحقيقة..

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024