ربط الرئيس الصحراوي والأمين العام لجبهة البوليزاريو، محمد عبد العزيز مستقبل المفاوضات بين طرفي النزاع بما ستسفر عليه زيارة كريستوفر روس للمنطقة نهاية الشهر الجاري، وما يتضمنه تقرير الأمين العام للأمم المتحدة المنتظر رفعه إلى مجلس الأمن الدولي شهر أفريل الداخل.
وقال الرئيس الصحراوي في رده على سؤال «الشعب» على هامش استقباله قافلة الاستقلال التي تضم ٧٠ شابا من أفراد الجالية المقيمة بفرنسا «أن هناك موعدين هامين أولهما زيارة كريستوفر روس في نهاية شهر مارس إلى المنطقة، بما فيها الأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية، والسلطات الصحراوية والمغربية، بالإضافة إلى دول الجوار، والموعد الأساسي الآخر نهاية شهر أفريل القادم حيث سيتلقى مجلس الأمن الدولي تقريرا مفصلا من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وعلى ضوء ذلك سيتخذ قرار يتعلق بمستقبل المينورسو، والمفاوضات».
واعتبر الرئيس الصحراوي هذين الموعدين، بـ «الهامين» كونهما سيحسمان في ملف المفاوضات ويحددان تاريخ انطلاقها مجددا، وصيغتها إذا كانت ستستمر في شكل لقاءات غير مباشرة، أو تعود إلى الطريقة الأولى أي المفاوضات المباشرة.
وبخصوص خيار الجبهة في المفاوضات المنتظرة، أوضح محمد عبد العزيز أن الطرف الصحراوي «يفضل ويدافع عن الخيار السلمي أي الاستفتاء لتقرير المصير، والذي سيمكن الشعب الصحراوي من الاختيار بين الاستقلال أو الانضمام إلى المملكة المغربية»، مضيفا «أن الحكومة المغربية إذا ما حاولت فرض الأمر الواقع من جديد كما حاولت سنة ١٩٧٥ فرض الإحتلال بالقوة، فإن الشعب الصحراوي سيمارس حقه في الدفاع عن حقه في تقرير المصير، بكل الوسائل المشروعة بما فيها المقاومة المسلحة، وهي حق مشروع للشعوب المحتلة والمستعمرة».
وأكد محمد عبد العزيز وهو يخاطب الشباب الجزائريين المقيمين في فرنسا، أن الشعب الصحراوي مصمم على مواصلة الكفاح حتى استرجاع استقلاله الوطني، مهما تطلب ذلك من وقت وتضحيات.
وقال الرئيس الصحراوي، «إننا متيقنون من استرجاع استقلالنا الوطني يوما ما، وواثقون أن النصر أكيد مهما طال الزمن، وكبر حجم التضحيات والمعاناة » مشيرا في هذا السياق إلى أن الجزائر كافحت «بكرامة و شجاعة» من أجل استقلالها ضد المستعمر الفرنسي وهي بالنسبة لنا «مثال يقتدى به» حتى تتمكن الصحراء الغربية من «الحصول» على استقلالها.
ووصف زيارة الشباب الجزائريين، بـ «المبادرة المهمة جدا»، كونها ستشكل فرصة لهم للإطلاع على الواقع الذي يعيشه الصحراويون، فضلا على أنها تمثل دعما للشعب الصحراوي الذي يعاني منذ ٣٨ سنة من إحتلال وحشي وظالم، ظل يستهدف الصحراويين أينما كانوا، حيث توفي الكثير من السكان تحت قصف الطيران المغربي إبان الحرب وفي السجون، وتم تسجيل مئات المفقودين «مازالنا نجهل مصيرهم»، ومئات الآلاف مشردين في مخيمات اللاجئين، ومئات الآلاف محرومين من زيارة المراقبين الدوليين.
وذكر الرئيس الصحراوي، بالإجراءات القمعية التي انتهجها النظام المغربي في حق المراقبين الدوليين حينما عمد إلى طرد منذ أقل من أسبوعين ٩ أعضاء من البرلمان الأوربي من مطار الدار البيضاء كانوا متوجهين إلى العيون المحتلة، وأحكامه الجائرة في حق ٢٥ شابا صحراويا بعد أن حاكمهم أمام محكمة عسكرية دون وجهة حق، لا لشيء إلا لأنهم طالبوا بحقهم في تقرير المصير.
واعتبر الرئيس عبد العزيز، أنه يستحيل بناء اتحاد المغرب العربي في وقت لازالت الحكومة المغربية لا تحترم القانون الدولي، ولا ميثاق الأمم المتحدة ولا الميثاق الإفريقي، ولا حق الشعوب في تقرير المصير، ولا الحدود الموروثة عن الاستعمار، مضيفا أن المغرب يبقى العائق الأول لبناء الاتحاد المغاربي بسبب احتلاله غير الشرعي للصحراء الغربية، وتشجيعه للجريمة المنظمة من خلال سياسته المشجعة على إنتاج المخدرات ونشرها في المنطقة.
وبخصوص «الربيع العربي» قال الرئيس عبد العزيز «لو كان الهدف منه حقا هي الكرامة الإنسانية وحرية الشعوب فإنه كان سيمس أولا الشعب الصحراوي، ولكن إذا كان هدفه شيء آخر إن نضالنا وكفاحنا يندرج في إطار القانون الدولي وحق الدفاع عن تقرير المصير وحقوق الإنسان».
الرئيس الصحراوي يؤكد تمسك الجبهة بالخيار السلمي
بعث المفاوضات مرهون بنتائج زيارة روس وتقرير بان كي مون
زهراء.ب
شوهد:246 مرة