ســلال في حـديث لـ''واج'':

مشكل تشغيل الشباب حقيقي نعكف على تسويته

أكد الوزير الأول عبد المالك سلال أمس في حديث لـ «وأج» ان مشكل تشغيل الشباب حقيقي، مبرزا ان الحكومة عكفت على تسويته مع الأخذ بالحسبان خصوصيات مناطقنا سيما مناطق الجنوب .واج: أدت الحركة المطلبية للشباب البطال في بعض ولايات جنوب البلاد إلى فتح الطريق أمام مختلف أنواع المزايدات، حيث يرى الملاحظون ان الأمر يتعلق بعملية استغلال للوضع قد يصل إلى تشويه أقوالكم الوزير الأول فهل لكم من تعليق؟  
الوزير الأول: ان محاولات استغلال الوضع موجودة وستبقى دائما ويتعين على الفاعلين في الحياة السياسية ووسائل الاعلام تحليلها والتعليق عليها أو التنديد بها .
والحكومة بدورها لا تنوي تجنب هذه النوايا السيئة للتهرب من مسؤولياتها.
بل بالعكس ان مسؤولياتها تكمن في معالجة الوضعيات التي يمكن أن تتخذ كتربة خصبة للمزايدات من خلال اعطاء الأجوبة المناسبة للاختلالات وعدم المساواة التي يعاني منها المواطن الجزائري مهما كانت وضعيته الاجتماعية أو مكان اقامته.
تعلمون اني أولي شخصيا أهمية خاصة للمسائل التي تخص جنوب بلادنا الذي يعتبر خزانا هائلا من الحكمة والطيبة وانني لاتشرف لكوني بدأت مشواري المهني في ولايات الجنوب، حيث ان شساعة المنطقة وحكمة سكانها قد علماني التواضع والتأني.
ان عزيمتي وعزيمة أعضاء الجهاز التنفيذي كبيرة في تجسيد برنامج فخامة رئيس الجمهورية الذي جعل من تنمية ولايات الجنوب والهضاب العليا من الأولويات الوطنية. ان اختيار ورڤلة لأول زيارة ميدانية منذ تعيين الحكومة كان بمثابة اشارة قوية في هذا الاتجاه.
ولقد عكفنا على تسوية مشكل تشغيل الشباب مع الأخذ بالحسبان خصوصيات مناطق الجنوب لأنه مشكل حقيقي.

مشاريع تحدث التوازنات

«واج»: بالمناسبة سيدي الوزير الأول ان الخصوصيات التي أشرتم إليها تكبح التنمية الاجتماعية والاقتصادية لولايات الجنوب وتؤخر انجاز المشاريع الكبرى المهيكلة، ماذا تنوون فعله امام مشاكل التشغيل والطاقة والحركية اضافة إلى آفتي الإرهاب والتهريب، وهل تعتقدون بأن الاجراءات المعلن عنها في تعليمتكم كافية لتحسين الوضعية؟
الوزير الأول: يجب أولا ان أقدم توضيحا حيث ان النشاطات غير القانونية والارهاب لا تخص مناطق جنوب البلاد لوحدها والاعتقاد بذلك يعد أمرا خاطئا وخطيرا. ان مكافحة كل أشكال الجريمة ومنها الارهاب الذي يعد التعبير الأكثر بشاعة ينبغي أن تتم بدون هوادة وتتطلب مشاركة وتجند الجميع عبر الوطن بأكمله.
ان الجزائر تعد أكبر بلد افريقي وان تحديد سياستها التنموية يجب بالضرورة أن تأخذ بالحسبان الجوانب الموضوعية الخاصة بكل منطقة إذ ان المعطيات الجغرافية والديموغرافية والاقتصادية متنوعة وتتميز في ولايات الجنوب العشرة بشساعة مساحاتها التي تصعب من انجاز والوصول إلى المنشآت القاعدية فضلا عن سوق عمل تحتل فيها المناولة حيزا هاما مما يتطلب مراقبة أكبر وتنظيم فعال وتأهيل خاص لليد العاملة سيما الوافدين الجدد على سوق العمل.
كما يجدر التذكير بأن التكفل بملف تنمية ولايات الجنوب ليس وليد اليوم إذ انه زيادة على المخططات الخماسية الوطنية للانعاش الاقتصادي تم استحداث برامج تكميلية لانجاز التجهيزات العمومية والمنشآت. وقد تطلبت هذه العمليات أغلفة مالية كبيرة من شأنها ان تحسن بشكل ملموس المؤشرات الخاصة بعديد القطاعات على غرار السكن والتربية والصحة والمياه والطاقة. كما ستسمح بامتصاص نسبة كبيرة من اليد العاملة المحلية.
وقد خصص لهذا الغرض تسهيلات ضريبية وبنكية وتعريفية من أجل دعم انشاء المؤسسات وتعزيز النشاطات الفلاحية والخدماتية وهنا تكمن الثروة الحقيقية. أما فيما يخص تعليمة ١١ مارس فانها تعتبر أداة اضافية لمراقبة وضبط وتحسين الجهاز الحالي لتسيير التشغيل في ولايات الجنوب. فهي لن تعالج كل شيئ لكنها ستسهم بشكل سريع في تحسين الوضعية لأن المشكل في بعض مناطق الجنوب لا يكمن دائما في التشغيل وانما في الفوارق في الأجور.
هناك كثير من الأشياء بصدد التجسيد والعديد من المشاريع تنجز على غرار مصنعي الاسمنت الجديدين بكل من بشار وعين صالح وكليات الطب ببشار وورڤلة والأغواط وذلك بهدف تسوية مشكل التأطير الطبي الذي طالما كان مطروحا في ولايات الجنوب والهضاب العليا.
الاستماع للجميع دون اقصاء
 التقيتم خلال مختلف زياراتكم إلى ولايات الجنوب بممثلي المجتمع المدني وأعيان المنطقة وأكدتم على المهمة الكبيرة التي يضطلعون بها في التنمية المحلية، ما هو تصوركم للدور الذي يستطيعون لعبه؟
انهم شركاؤنا، ان الجمعيات والمنتخبين يرافقوننا في انجاز مختلف البرامج في حالة حدوث اي اختلالات او عراقيل كما يعتبرون الناطقين باسم المواطنين والمواطنات لدى الادارة المحلية والدولة.
ينبغي علينا مساعدة الحركة الجمعوية في تنظيمها وفي انجاز مختلف برامجها. كما انه من الحيوي تحسين اصغاءنا وفعالية وسائلنا وقنوات الاتصال مع المجتمع المدني والأعيان.
اننا في الاستماع للجميع دون اقصاء. وأنا على قناعة بأننا سنتمكن من تحسين وضعية الجنوب لأن هناك الارادة السياسية الراسخة للسيد رئيس الجمهورية التي تسهر الحكومة على تنفيذها .
وأؤكد دائما على زملائي اعضاء الحكومة على أهمية السعي للالتقاء بهم والتحادث معهم خلال تنقلاتهم عبر التراب الوطني وانها القاعدة التي التزم بها أنا أيضا. كما انه من الأهمية الاطلاع على واقع الميدان. ويمثل المنتخبون والجمعيات سيما تلك التي تؤطر الشباب أحسن طرف لبلوغ ذلك واني اتشرف شخصيا لكوني ساهمت في ذلك لان لدي تقدير خاص للمواطنين الذين يعيشون في تلك المناطق.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024