الخبير حشماوي:

غياب إطار قانوني ينظم شركات المناولة عقد الوضعية

أجرت الحوار: سعاد بوعبوش

أكد الخبير الاقتصادي محمد حشماوي في حديث مع «الشعب» أن ولايات الجنوب الجزائري على الرغم من اهتمام السلطات العليا بالبلاد في كل المشاريع الخماسية ورصد مبالغ هامة بغية النهوض بعجلة التنمية بها، إلا أنها لم تحقق بعد نتائج مرضية محملا مسؤولية سوء التسيير للسلطات المحلية.
 الشعب/ كيف تقيم التنمية بمناطق الجنوب ؟
الخبير الاقتصادي محمد حشماوي: أعتقد أن التنمية في الجنوب أخذت حصتها من حيث الإهتمام والدليل على ذلك المبالغ المخصصة لهذه الجهة في إطار الخماسيات الأخيرة التي فاقت ٥٠٠ مليار دينار جزائري بغية إعطائها حركية جديدة ، وبالرغم من ذلك ما زالت ولايات الجنوب تعاني من التهميش وربما هذا راجع للطبيعة التضاريسية الصعبة للمنطقة  أو موقعها الجغرافي الشاسع والبعيد حال دون تحقيق النتائج المرجوة طول هذه الفترة وخلق إعتقاد راسخ لدى ساكنتها بأنهم مهمشون .
@ لا يمكن التحجج بأن العامل الجغرافي سبب في عدم إحداث تنمية بهذه المنطقة ؟
@@ طبعا مما لاشك فيه أن هذا يبقى عاملا إلى جانب العوامل الأخرى بالنظر إلى الميزانية المرصودة في كل مرة لهذه المناطق التي تعبر عن إرادة حقيقية لتحسين ظروف معيشة الساكنة ، إلا أن هناك نقاطا أخرى تطرح نفسها بشدة في هذا المقام والمرتبطة أساسا بكيفية إدارة هذه المناطق وكذا لعجلة التنمية بها  وسوء التسيير لمواردها ، فلا يجب أن ننسى  أن الجنوب الجزائري يتمتع بمساحة كبيرة ويتوفر على خيرات كبيرة وطاقات هائلة ولكن للأسف لم يتم تطبيق الإجراءات المتخذة لصالح الجنوب بصفة جيدة وربما ساهم في ذلك اتخاذ بعض التدابير غير السليمة تسببت في إهدار الأموال.
@ هناك من يرى أن مؤسسات المناولة المتهم الأول؟
@@ لا أحد ينكر أن مؤسسات المناولة وكذا مؤسسات التوظيف تتحمل القسط الأكبر في تتدهور الوضع بولايات الجنوب وهذا راجع لغياب القوانين أو إطار قانوني ينظم نشاطها ويحدد مجالها وفقا لخصوصة كل منطقة ، ما تسبب في نشوء هذه المؤسسات
وانتشارها بطريقة عشوائية ، كما أن أغلبها ذات طابع تجاري ربحي بحت أكثر منه تنموي وبالتالي لم تلب طموحات الساكنة لاسيما الشباب منهم ما جعلها في قفص الاتهام، وهو ما يفسر الإجراءات الأخيرة التي أمر بها الوزير الأول .
@ هل تعتقد أن البطالة سبب كاف للخروج إلى الشوارع ؟
@@ صحيح أن التشغيل أصبح هاجسا حقيقيا لكل الشباب والبطالة هي مشكل وطني ولا ينحصر في منطقة دون أخرى ، إلا أن شباب الجنوب يعانون أكثر نظرا لانعدام حركة اقتصادية كبيرة تستقطب
وتستوعب اليد العاملة المحلية سواء أصحاب الشهادات أو البسيطة .
وما زاد من ذلك غياب مرافق عامة وكذا هياكل التكوين المهني وانتشارها بطريقة عادلة على كل المنطقة ما جعل شباب الجنوب يعتقد بأنه مهمش ،
وعزز ذلك عدم استفادته من خيرات منطقته الكثيرة لاسيما البترولية منها مقارنة بالمناطق الأخرى،  
وهذا الشعور أمر خطير جدا يتعين على السلطات العليا وكذا المحلية أن تأخذه على محمل الجد.
وفي هذا الإطار علينا أن ندرك بأن البطالة بالجزائر أصبحت قنبلة موقوتة يجب على المسؤولين إيجاد آليات ناجعة وكفيلة بالتخفيض من نسبتها لاسيما وسط فئة الشباب بما في ذلك الجنوب.
@ ما هي الحلول الكفيلة  لتجنب الاحتقان الاجتماعي؟
@@  بما أن الجنوب الجزائري يتمتع بخصوصية معينة تميزه عن باقي مناطق البلاد فيتعين الاستثمار فيها من خلال التنويع في النشاط الاقتصادي بالجنوب ، و تكييف ذلك حسب خصوصية كل منطقة سواء عبر تشجيع السياحة، الفلاحة والصناعة ما من شأنه خلق مناصب شغل ترضي طموحات الشباب وتفجر طاقاتهم ،  وخلق إطار قانوني يهتم بالتشغيل بهذه المناطق.
وفي المقابل على الشباب أن يكون مسؤولا وواعيا   ويهتم بصالح البلاد لأنه ينتمي إلى الجزائر وهو جزء لا يتجزأ عن كيانها ، أما السلطات العمومية فيتعين عليها إشراك المجتمع المدني في تسيير هذه المناطق
والعمل على إحداث تنمية حقيقية بتوفير الظروف الملائمة من خلال تكييف مراكز التكوين المهني وفقا لخصوصيات المنطقة ومنحها تكوين يتماشى وفرص العمل المتاحة بهذه المناطق للنهوض بها والابتعاد عن كل ما يضر بها.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024