عابد أستاذة علم الاجتماع في حوار مع «الشعب»:

إصلاح الوضع بطرق سلمية بعيدا عن التصعيد

حاورتها: فاطمة الزهراء طبة

دعت أستاذة علم الاجتماع السيدة مهدية عابد في حوار مع «الشعب»،
شباب الجنوب الى عدم الانسياق وراء العنف والوسائل غير الحضارية في المطالبة بحقوقهم، مؤكدة أنه لا يمكن إصلاح الأوضاع بطرق غير سلمية لأن ذلك ـ حسبها ـ سيزيد الطين بلة وينتج عنه انعكاسات سلبية تؤثر على التنمية المحلية وتطور المجتمع.

الشعب: كيف تقيمين الأوضاع الاجتماعية التي يعيشها سكان الجنوب؟
@@السيدة مهدية: سكان الجنوب يفتقدون للكثير من متطلبات الحياة وشروط العيش الكريم هم يعيشون يوميات أثقلت كاهلهم ما جعلهم يقدمون شكاوى ويطالبون المسؤولين بالالتفات إلى مشاكلهم التي تعترضهم بهدف انتشالهم من الأوضاع الصعبة جراء عدم وجود مناصب شغل لفائدة القاطنين بهذه الولايات، إضافة إلى مشاكل أخرى تراكمت مع مرور السنين جعلتهم يخرجون إلى الشارع ويناشدون السلطات المعنية بالالتفاتة اليهم.
@ مطالبة شباب الجنوب بتسوية انشغالات مطروحة، ما هي قراءتك للوضع؟
@@أنا أشاطر شباب الجنوب في فكرتهم المتمثلة في المطالبة بتسوية انشغالات اجتماعية مهنية عالقة والتي تعتبر حقا أساسيا لكل جزائري لكن شريطة حلها بأساليب سلمية لان الأوضاع الاجتماعية من المفروض أن تسوى بطريقة حضارية عبر فتح قنوات الحوار والقيام بمفاوضات بين الجهة المعنية والسلطات من اجل إصلاح الأوضاع المتدهورة وإيجاد حلول نهائية لهؤلاء الشباب الذين يعانون من البطالة وسوء المعيشة ومن المفروض أن يتحلى الشباب القاطنون بولايات الجنوب بالوعي اللازم وان يكونوا حريصين على تحسين طريقة مطالبتهم بالاستجابة لانشغالاتهم المرفوعة بعيدا عن التخريب والهمجية خاصة وان  مشاكلهم في الظفر بمناصب شغل والحصول على السكن لا تقتصر على سكان هذه المناطق فقط وإنما هي انشغالات مرفوعة من طرف كل الجزائريين حتى القاطنين بالمدن الكبرى في ظل الأوضاع المزرية التي يتخبط فيها الكثير منهم.
@ هل تعتقدين أن هناك تلاعبا بالشباب؟  
إذا بقيت الأوضاع على حالها في مدن الجنوب سيحدث ما لا يحمد عقباه لأن الوضعية جد حرجة في الوقت الحالي نظرا لوجود تلاعبات وجهات أخرى تقف وراء خلق أزمة وبؤر التوتر في منطقة الجنوب التي تتربع على ثروة هائلة، زيادة على نقص التأطير في تلك المناطق الذي سهل من مهمة استغلال الشباب لشن احتجاجات على الأوضاع المزرية بدعوى التعبير عن استياءهم لعدم تحسن ظروف العيش منذ سنوات، لذلك فان تكوين شباب الجنوب وتوعيتهم هي ضرورة حتمية من اجل الحفاظ على امن وسلامة المنطقة لان المشكل يرتبط بغياب ثقافة ووعي وتربية.
@ما هي أهم الإجراءات الواجب اتخاذها ؟
من اجل إصلاح الأوضاع المزرية في منطقة الجنوب، يجب أن تقوم الحكومة باتخاذ إجراءات فعالة كفيلة بمعالجة كل المشاكل التي تعترض السكان وإنهاء معاناتهم بصفة نهائية، لكن ما لا يمكن إنكاره أن السلطات العمومية لا يمكنها أن تتحمل كل المسؤولية فالمشكل يتجاوزها في بعض الأحيان ويرتبط بالمجتمع ككل لأن أحسن وسيلة لتحسين الوضع هي العمل المشترك والتنسيق بين كل القطاعات، إضافة إلى الدور الكبير الذي تلعبه الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني في إصلاح الأمور باعتبارها وسيطا هاما بين المواطن والحكومة الدولة ملزمة بأخذ مطالب شباب الجنوب بعين الاعتبار من خلال العمل على توفير المناخ الملائم لاستقرار سكان المنطقة واستفادتهم من مشاريع التنمية التي تمكنهم من الحصول على مناصب شغل من خلال معالجة ملفات التشغيل والتكوين.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024