أكد أستاذ التاريخ بجامعة الجزائر الدكتور محمد لحسن زغيدي، أمس أن أهم أحداث الثورة التحريرية، سواء السياسية أو العسكرية سجلت خلال شهر مارس، ما يستحق حسبه أن يكون كل يوم من هذا الشهر يوما وطنيا بأبعاده، وأحداثه، وشهدائه العظماء.
واستعرض الدكتور زغيدي لدى تنشيطه ندوة فكرية بمنتدى الذاكرة المنظم من قبل جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع جريدة «المجاهد»، نتائج دراسة قام بها شملت أهم الأحداث التي وقعت خلال شهر الشهداء، بينت أن أيام مارس كانت كلها أحداث، حيث بعد عملية جمع للأحداث التي وقعت في هذا الشهر من جانبيها السياسي والعسكري، «وجدناها فاقت عدد أيام الشهر، لذا حصرنا أهمها في ٣١ يوما، ولذلك حينما نتصفح أيام مارس من يومه الأول إلى اليوم ٣١، نجد أن هذا الشهر يستحق أن يكون كل يوم من أيامه يوما وطنيا بأبعاده وأحداثه، بشهدائه العظماء، ومعاركهم البطولية» وهي أحداث تبقى ـ كما قال ـ دائما مضربا للأمثال الإنسانية.
وأردف قائلا: «يكفي شهر مارس شرفا أنه شهد ميلاد اللجنة الثورية للوحدة والعمل، ويكفيه شرفا أنه كان يوما لخاتمة هذا النضال والأعمال البطولية والثورة التحريرية في ١٩ مارس وهو عيد النصر».
وأضاف زغيدي، أنه منذ مطلع القرن إلى غاية الاستقلال، وقعت أعمال على الجبهتين السياسية في المرحلة الأولى التي ميزت الحركة الوطنية بميلاد أحزاب وحركات وغيرها من المواقف البطولية، والعسكرية خلال الثورة التحريرية دون أن تتوقف في أي مكان من التراب الجزائري بل بالعكس انطلقت كطلائع بدر لتنشر وتشمل كل مناطق الوطن بل تجاوزته إلى خارج التراب الوطني محققة انتصارا عظيما بقي عقدة لدى الفرنسيين لحد الآن، مقللا من محاولاتهم الرامية إلى المساس بالثورة ومكتسباتها في إشارة إلى اعتماد يوم ١٩ مارس يوما لضحايا القضية الفرنسية، فهؤلاء الذين يحلمون بعودة الجزائر ـ فرنسية، لن يكون لهم مادام يوجد جيل يعمل على تكريم الشهداء وعائلاتهم.
وحرصت أخت الشهيد العربي بن مهيدي، ضريفة بن مهيدي خلال نفس المناسبة على توجيه رسالة لأبناء الكشافة الإسلامية الحاضرين في أشغال المنتدى، تطالبهم فيها بمواصلة النضال، لأن الجزائر المستقلة مازالت محاطة بأعداء خاصة على مستوى الحدود، موضحة أنهم بإمكانهم مقاومة هؤلاء فكما قاومت الكشافة بالأمس المستعمر بدون سلاح، بإمكانهم هم كذلك عن طريق التربية والمعرفة والأخلاق.
وأدلى بالمناسبة بعض المجاهدين بشهادات عن الشهداء الذين سقطوا في ميدان الشرف خلال شهر مارس، من أمثال عبد العالي بن بعطوش الذي استشهد مخلفا ١٩ قرارا يخص تنظيمات الثورة، وعلي ملاح، وعمر عليان، العربي بن مهيدي، العقيد عميروش وغيرهم.