تبادل الأخبار الأمنية بين الدول العربية

الآنية والسرعة التحدي الاكبر

سلوى روابحية

تناول أمس الاجتماع الدوري لمنسقي الأخبار والرياضة والبرامج التلفزيونية المنعقد بالجزائر منذ ٢٤ فيفري الجاري، موضوع تغطية وتركيب الخبر الأمني وعرضه على التبادل الاخباري في ورشة عمل من تنظيم المركز العربي لتبادل الأخبار والبرامج التابع لاتحاد إذاعات الدول العربية.
في محاضرته حول موضوع الخبر الأمني، حلل الإعلامي احمد ابراهيم بكثير من الإسهاب كيفية معالجة وتركيب الخبر الأمني ومدى دقتها وحساسه وتبادله بين دول الوطن العربي في ظل المتغيرات الاخيرة التي طبعت العديد من الدول العربية وما اصطلح على تسميته بالربيع العربي وإفرازات تصاعد العنف والإرهاب وتغذية مختلف انواع الجرائم  التي تطورت مؤخرا قال أحمد ابراهيم في مداخلته ان عدلية تركيب الخبر الأمني حساسة للغاية وتتطلب فطنة كبيرة ومهنية اكبر حتى لاتتحول الى عملية اشهار للإرهاب ولمرتكبي أعمال العنف والتأثير على سير التحقيق، وهنا عرج على الاعتداء الذي شهدته المنشأة الغازية بعين امناس والانتقادات التي وجهت في كيفية معالجة الخبر الأمني او طريقة تدخل الجيش لوضع حد للجماعة الإرهابية التي هاجمت مركب تيقنتورين، ليتبين فيما بعد وخاصة من وجهة نظر المتقدمين من الدول الغربية، انها كانت الطريقة المثلى للقضاء على الارهابيين وانهاء عملية احتجاز الرهائن بالمنشأة، وكان لابد من ان تتم العملية في سرية تامة قبل ان يفتح المجال لاعطاء كل المعلومات الضرورية حول الاعتداء الإرهابي والتصدي له.
ولان مصادر الاخبار الأمنية قد تنوعت بحكم انتشار الهجمات الأمنية وافرازات الربيع العربي ونتائجه في كل من مصر وتونس واليمن وليبيا  المتميزة بالمواجهات الدامية، فإن الضرورة تحتم على الدول العربية ان تنسق فيما بينها  في اطار التبادل الاخباري للمعلومة الأمنية بالنظر الى التطور الحاصل على وسائل الاتصال الذي اصبح فضاء مفتوحا دون رقابة او حجب للمعلومة، فضلا على ان اي تبادل الخبر الأمني يتطلب الكثير من المهارات والمهنية.
النتائج الاخرى التي تضمنها عرض الإعلامي احمد ابراهيم توصي بضرورة تكاثف الجهود في عمليات تغطية الخبر الامني وتركيبه بين الاعلامي ورجل الأمن من اجل تحقيق الهدف المنشود بعيدا عن السقوط في المحظور او الاشهار للإرهاب، وضرورة استفادة الهيئات العربية بخبرات متخصصة وعدم ترك المجال للقنوات الفضائية الخاصة لتفسير الظاهرة الإجرامية وتطوير اساليب المعالجة الاعلامية للاخبار الأمنية وعدم الاكتفاء ببيانات اقسام الشرطة والأمن واخيرا ولعله الاهم، الالتزام  بميثاق شرف اعلامي متوازن وواضح ، يحترم حق الانسان العربي في اعلام نزيه ومهني بعيدا عن التهويل والاساءة للوطن والمواطن على حد سواء.
النقاش الذي اثرى مداخلة الاعلامي أحمد ابراهيم انصب حول الاشكاليات التي تواجه تغطية الخبر الأمني والتي قد تختلف من دولة عربية الى اخرى خاصة وانها عرفت تطورا سريعا خلال السنوات الماضية من حوالي ٢٠٠ خبرا الى ازيد من ٨٥٠ خبر أمني وذلك على مستوى التعاون بين البلدان الغربية.
الاجتماع الذي حضره ممثلون عن عدة دول عربية في قطاع الاعلام حرص على بحث افضل السبل في كيفية التنسيق فيما بينها والاعتماد على الآنية والسرعة لتضييق الخناق على القنوات الاخرى حتى لاتنقل المعلومة الأمنية وفق منظور خاص عادة مايتميز بالإثارة والتشهير.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024