ياسف سعدي

جرائم فرنسا لا يمحوها التاريخ

سهام بوعموشة

 أكد المجاهد ياسف سعدي أن اليوم الوطني للشهيد لا يمكن اقتصاره في تاريخ الـ ١٨ فيفري من كل سنة، لأن الشهداء سقطوا في ميدان الشرف منذ دخول الاستعمار الفرنسي سنة ١٨٣٠، موضحا أن اندلاع ثورة التحرير الوطني سنة ١٩٥٤ هي اعلان القطيعة مع فرنسا، وحسبه فانه يجدر بنا أن نحتفل بمائة سنة من الاحتلال دون أن نهمش المقاومات الشعبية التي قام بها الشيخ المقراني، بوعمامة، لالا فاطمة نسومر والأمير عبد القادر وأحمد باي من أجل استقلال الجزائر، داعيا الى ضرورة التأكد من المعلومة التاريخية التي تعطى من طرف البعض.
استعرض ياسف سعدي في اللقاء الذي نظمته أمس جمعية الكلمة للثقافة والإعلام بالمركز الثقافي عز الدين مجوبي ظروف استشهاد البطل العربي بن مهيدي صديقه المقرب، واصفا إياه بالشخصية التي دخلت التاريخ الوطني والعالمي وعاد بنا إلى إضراب الثمانية أيام الذي صدر أمر تنظيمه من عبان رمضان، حيث كلف العربي بن مهيدي بإيصال الرسالة الى مناضلي العاصمة على رأسهم سعدي لتنظيم الشعب.
وأضاف المجاهد أن بن مهيدي سلمه مبلغا من المال للتكفل بتمويل المؤونة للجزائريين وأنشأ مستودعات لإخفاء المواد الغذائية. وقد ساعدهم التجار وبعض الفنانين كالمطربة فضيلة الجزائرية وقوسم. مؤكدا أن الإضراب استجاب له نسبة كبيرة من الجزائريين، لكن للأسف قتل العديد من الجزائريين حوالي ٢٠٠ ألف من الموتى وكان ينفذ الحكم بالإعدام في حق ٣٥ شخصا أسبوعيا، وفي تلك الأثناء ألقي القبض على العربي بن مهيدي   .
وأشار ياسف سعدي في هذا الصدد، أن فرانسوا ميتران أمر بتصفيته نظرا لما رأى فيه من شجاعة وحبه الكبير للوطن، حيث قتل رميا بالرصاص بملعب الحراش دون محاكمة، وكي يخفي الجلادون جريمتهم كتبوا في الصحف أن الشهيد انتحر.
وأضاف المتحدث  بأنه لم يصدق الأكذوبة الفرنسية وتنقل بعد الاستقلال إلى مقبرة القطار حيث دفن بن مهيدي رفقة شقيقة الشهيد وبعض المناضلين ليأخذوا الجثة الى مربع الشهداء، وحينها شاهدوا بقايا الرصاص على جسم الشهيد رحمه الله، واكتشفوا جريمة الجلادين الفرنسيين، مبرزا في ذات الشأن أن أكبر مقبرة للشهداء توجد في الجزائر هي ميناء الجزائر وزرالدة، أين أغرق العديد من الجزائريين الأبرياء حسب شهادة السفاح ميتران في مذكراته.
وانتهز ياسف سعدي الفرصة لتوجيه رسالة الى شباب اليوم بالقيام بثورة العلم والقلم قائلا: «نحن جلبنا  ٥٠ بالمائة وهي الاستقلال، وبقي ٥٠ بالمائة على جيل اليوم استكمالها وهي اكتشاف التكنولوجيا، فمنذ خمسين سنة لم نصنع سيارة أو دراجة».
وفي رده على مسألة الاعتذار اجاب بأنه ليس من رأي هذا المطلب، لان فرنسا دخلت بالقوة وقتلت وعذبت شعبنا وآثار جرائمها ما تزال اليوم ظاهرة للعيان في صحرائنا، وسرقت ثرواتنا ونحن أخرجناها بقوة السلاح. وتجدر الإشارة الى أنه تم عرض شريط وثائقي حول إضراب الثمانية أيام ومعركة الجزائر.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024