حلم راود ديغول منذ 1945

امتلاك فرنسا للقنبلة النووية للدخول لنادي الكبار

سهام بوعموشة

وصف لحسن زغيدي أستاذ جامعي وباحث مختص في التاريخ الذكرى الـ ٥٣ للتفجيرات النووية الفرنسية بصحراء الجزائر بالأليمة، ولها جذورها التاريخية أي منذ الحرب العالمية الأولى التي طبعها أول تفجير لقنبلتي ناكازاكي وهيروشيما بتاريخ الـ٠٦ و٠٩ أوت ١٩٤٥، حيث دخل العالم في نوع جديد من الحرب الباردة والتسابق نحو التسلح النووي.
وأعطى لحسن زغيدي أمثلة عن بعض الدول الكبرى آنذاك والتي أعلنت عن امتلاكها للقنبلة النووية كالاتحاد السوفياتي لتلتحق بها بريطانيا، مما كون ثلاثي النادي النووي. مبرزا في هذا السياق أن ديغول راوده هذا الحلم منذ سنة ١٩٤٥، وقامت بإنشاء معهد الدراسات النووية الفرنسية، هذا الأخير كان بداية للبحوث التي استمرت خلال الفترة ١٩٤٥ و١٩٥١، وجاءت ١٩٥٢ عملية تنفيذ هذه البرامج النووية.
واستعرض الأستاذ الجامعي في تدخله بالندوة التاريخية حول الأشعة النووية وانعكاساتها على الإنسان والمحيط و المنظمة من قبل جمعية مشعل الشهيد بالتعاون مع جريدة «الشعب»، المسار التاريخي للتجارب النووية الفرنسية بالصحراء قائلا أنه منذ ١٩٤٥ استطاعت فرنسا إنشاء عدة مفاعل نووية وهي دوي، ار٠٢، جي ١ سنة ١٩٥٦ وجي ٠٢ في ١٩٥٨ وجي ٠٣ سنة ١٩٥٩، وفكرت في إيجاد مكان لتفجيرها، نظرا لان أمريكا وبريطانيا لهما فضاءات  للتفجير.
ولهذا فقد وجهت أنظارها نحو الصحراء الجزائرية عام ١٩٤٥، واختارت منطقة رقان والحمودية بحكم شساعتها ومناخها، حيث جهزت شبه مدينة علمية تقنية تتكون من ٦٥٠٠ فرد منهم علماء، تقنيون، إداريون وجنود فرنسيون لحراستهم و٣٥٠٠ من الجزائريين منهم المسجونون أو عامة الشعب لبناء هذا المفاعل النووي.
أوضح لحسن زغيدي أنه حين جاء ديغول طلب الملف النووي من طرف معهد الدراسات العلمية التي أخذت عدة خطوات فيه وقررت المباشرة في عملية التفجير بعد ثلاث سنوات أي في الثلاثي الأول من سنة ١٩٦٠، خاصة أنه كان هناك تعامل فرنسي إسرائيلي لبناء مفاعل «ليمونة»، لكن الجنرال شارل ديغول عجل بضرورة القيام بهذه التفجيرات التي اختير لها التوقيت المناسب لتنفيذ العملية. مشيرا الى أن سنة ١٩٥٨ كانت ميدانية عسكرية لاستكمال خطي شال وموريس، وهذا الفشل أدى الى انقسام داخلي بين مؤيد ومعارض لديغول الذي لم يستطيع السيطرة على الثورة رغم غلقه لكل المنافذ الشرقية والغربية.
وقال أيضا أن التفجيرات التي كانت سرية حين تمت أطلق عليها اسم «اليربوع الأزرق» التي تمثل رمزية التعاون الإسرائيلي الفرنسي، لكن هذه العملية فضحتها وزارة الدفاع الأمريكي التي اكتشفت بأن الإشعاعات دخلت شرق ليبيا، وقد تزامنت ذلك مع زيارة الرئيس الأمريكي لفرنسا الذي لم يكن راضيا بما فعله ديغول نظرا للانعكاسات السلبية للتفجيرات النووية.
 وأضاف المحاضر بأن ديغول حاول إقناع الرئيس الأمريكي بضرورة امتلاك فرنسا لقنبلة نووية مخاطبا إياه: «إذا كان لك ما تبيد به عدوك مرة واحدة، يكفيك بأن تقف في وجهه ما كان لك أن تبيده عشرات المرات»، مؤكدا أن موقف أمريكا كان موقفا إنسانيا، أما الاتحاد السوفياتي فكان ضعيفا، في حين الموقف الدولي كان ضد التفجيرات التي مست حرمة ارض وقتلت شعب .

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024