شددت رئيسة جمعية الأمل لمساعدة مرضى السرطان حميدة كتاب، أمس على ضرورة إيلاء الأهمية لعملية تحسيس وتوعوية سكان المناطق الجنوبية بخطر التفجيرات النووية الفرنسية، للتقليل من آثار هذه الجريمة البشعة على صحة السكان، خاصة وأن الدراسات العلمية أظهرت أن ١٨ نوعا من الأمراض السرطانية ناجما عن الإشعاعات النووية، منها سرطان الغدة الدرقية، الكولون، الدم، الثدي.وأكدت كتاب، في ندوة تاريخية بعنوان «الأشعة النووية وانعكاساتها على الإنسان والمحيط» نظمها مركز «الشعب» للدراسات الإستراتيجية بالتنسيق مع جميعة مشعل الشهيد، أن الأولوية اليوم «ليس لتعويض ضحايا التفجيرات النووية الفرنسية فقط، وإنما التفكير في التكفل بالمرضى وتشخيص الأمراض الموجودة الناتجة عن هذه الجريمة النكراء»، مسجلة غياب وعي بالكامل لدى سكان المناطق التي أجريت فيها التفجيرات، في كيفية التعامل مع المخلفات حيث توجد عائلات في رڤان و أدرار تستعمل الفضلات الحديدية لصنع أواني منزلية، وهو ما يضاعف درجة الخطورة بالإصابة بأمراض وتشوهات، ناجمة عن الإشعاعات النووية.
ولفتت كتاب، النظر إلى أن الكثير من النساء الصحراويات أصبحن يصبن في سن مبكرة بمرض السرطان، مقارنة بمعدل عمر الإصابة لدى النساء في الولايات المتحدة أو في العالم المتقدم، حيث يظهر هذا المرض بعد سنة الخمسين في تلك الدول، وسجل في الجزائر لدى نساء لم يتجاوز عمرهن الـ ٣٠ سنة، كما أظهرت زيارات ميدانية لمنطقة القصر بولاية أدرار إصابة ٨٠ بالمائة من أطفال القصر بالصمم، الناجم عن الإشعاعات النووية، الأمر الذي بات يفرض علينا «التحسيس بمخاطر هذه الإشعاعات، من خلال القيام بحملات توعوية لإظهار خطر ملامسة الأشياء المشعة، وللكشف المبكر عن مرض السرطان خاصة وسط نساء المناطق المتضررة».
وحسب المتحدثة، سيسمح هذا الإجراء بتحديد عدد المصابين بهذا الداء، وتسطير خطة واضحة للتكفل الأحسن بهم، خاصة في ظل نقص مراكز تشخيص مرض السرطان بالجنوب.
وعن عدد المصابين بهذا الداء، قالت كتاب أنه لا توجد إحصائيات دقيقة، مرجعة السبب إلى غياب دفتر السرطان، وهو الدفتر الذي قالت أن وزارة الصحة تعكف على إعداده، غير أنها أشارت إلى تسجيل العديد من الإصابات بمرض السرطان الناجم عن الإشعاعات النووية وسط سكان أدرار والولايات المجاورة.
أما على المستوى الوطني، فقد بلغ عدد المصابين بمرض السرطان ٢٥٠ ألف حالة، في حين يسجل سنويا ٤٤ ألف حالة جديدة في كل أنواع السرطانات، ١٠ آلاف حالة خاصة فقط بسرطان الثدي.
وخلصت كتاب، إلى التأكيد على ضرورة ألا يقتصر الحديث عن التفجيرات النووية الفرنسية وأثارها المضرة، في الندوات والمؤتمرات الصحفية، بل ينبغي أخذ العبرة من الحدث لمحي القليل من آثاره، عن طريق التحسيس والتشخيص المبكر لمرض السرطان ومتابعة الأجيال القادمة، وهي مسؤولية تقع على عاتق الجميع دون استثناء.
رئيسة جمعية أمل لمساعدة مرضى السرطان
تحسيس سكان الجنوب بالإشعاعات النووية أولوية وطنية
زهراء.ب
شوهد:183 مرة