البيــــان المشـــترك عقـــب زيــــارة وزيــــر الخارجيــة البرازيلــــي إلى الجزائــــر

بعث الحوار السياسي و تطوير التعاون في الميدان الطاقوي

توجت زيارة العمل التي قام بها وزير الشؤون الخارجية البرازيلي ماورو ليكر فييرا إلى الجزائر باصدار أول أمس، بيان مشترك هذا نصه الكامل:
«بدعوة من رمطان لعمامرة وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية و التعاون الدولي للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية قام وزير الشؤون الخارجية لجمهورية البرازيل الاتحادية ماورو ليكر فييرا يومي 27 و28 أكتوبر 2015 بزيارة عمل إلى الجزائر.
وتندرج هذه الزيارة في إطار تعزيز علاقات الصداقة و التضامن التقليدية التي تربط الجزائر والبرازيل كما تمثل مرحلة هامة في بعث الحوار السياسي والتشاور حول المسائل الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتعزيز التعاون الثنائي.
كما شكلت مناسبة لعقد الدورة الأولى للحوار الاستراتيجي بين الجانبين، حيث تم التوقيع على الاتفاق المتضمن تأسيسه خلال الدورة ال4 للجنة الحكومية المختلطة التي جرت ببرازيليا في 19 جويلية 2010.
وقد حظي فييرا باستقبال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. كما استقبل من قبل الوزير الأول عبد المالك سلال.
في ذات الصدد أجرى وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية و التعاون الدولي رمطان لعمامرة محادثات معمقة مع رئيس الدبلوماسية البرازيلية، حيث تمحورت المحادثات حول وضعية العلاقات الثنائية وآفاق تعزيزها من خلال وضع برامج ومشاريع ومبادرات شراكة ذات فائدة متبادلة في شتى المجالات.
وقد أكد الوزيران في هذا السياق التزامهما بالعمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية  وتنويعها حيث يشكل التكامل والقدرات التي يتوفر عليها اقتصادا البلدين مؤهلا يجب استغلاله.
كما اتفقا على تعزيز الإطار القانوني الموجود وتشجيع تطوير التعاون والمبادلات الثنائية في ميادين الطاقة والصحة والتجارة والأشغال العمومية والفلاحة  والتنمية الاجتماعية والتعليم العالي والبحث العلمي.
في هذا الصدد أشار لعمامرة و فييرا إلى أهمية عقد اجتماعات قطاعية تحضيرا للدورة المقبلة للجنة المختلطة للتعاون الحكومي في تاريخ سيتم تحديده باتفاق مشترك.
كما تطرقا باهتمام خاص إلى تطوير التعاون الثنائي في الميدان الطاقوي في وقت تعرف فيه أسعار النفط انخفاضا محسوسا مما يضر باقتصادات البلدان المنتجة مؤكدين على أهمية استقرار السوق النفطية في الحفاظ على مصالح البلدان المنتجة والمستهلكة.
وفي معرض تطرقهما للمسائل الإقليمية والدولية سجل الوزيران بارتياح تطابق تحاليلهما و وجهات نظرهما حول عديد المسائل ذات الاهتمام المشترك وأعربا عن إرادتهما في تعزيز التشاور وتنسيق مواقفهما على مستوى المنتديات الدولية.
كما أكدت الجزائر والبرازيل على الأهمية التي توليانها لتعزيز دور الأمم المتحدة سيما من خلال الإصلاح العاجل لمجلس الأمن بغية إقامة نظام أكثر عدلا  وتمثيلا وتوازنا.
وأشارا  إلى ضرورة مواصلة الجهود الدولية من اجل مكافحة الإرهاب مع التأكيد على الدور المحوري الذي يلعبه في هذا الإطار التعاون الإقليمي والدولي سيما إستراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة هذه الآفة العابرة للأوطان.
وأعربا من جانب آخر عن استعدادهما للمساهمة في الجهود الدولية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للأوطان والوقاية منها.
وفي معرض تطرقهما للنزاعات الإقليمية في شمال إفريقيا والساحل، أشاد وزير الخارجية البرازيلي بالدور المحوري الذي تلعبه الجزائر كفاعل إقليمي سواء في إطار الاتحاد الإفريقي أو عبر مبادراتها للوساطة، مؤكدا في هذا السياق بان الجزائر تعد شريكا هاما للبرازيل بالنظر إلى الدور الذي تلعبه من اجل تحقيق الاستقرار في محيطها الإقليمي.
أما بخصوص الوضع في مالي فقد نوه البرازيل بجهود الوساطة الدولية بقيادة الجزائر و التي توجت بالتوقيع على اتفاق السلم والمصالحة في مالي الذي انضمت إليه جميع الأطراف الفاعلة في 20 جوان 2015.
و دعا الوزيران الأطراف الليبية الى الإلتزام التام و بنية حسنة بخيار الحوار الذي يقوده الممثل الشخصي للأمين العام الأممي في ليبيا برناردينو ليون بغية التوصل إلى حل سياسي نهائي يحمي وحدة ليبيا وسلامتها الترابية واستقرار هذا البلد والمنطقة من تدخل عسكري أجنبي وخيم العواقب.
كما نوه الوزيران  بمبادرة بلدان جوار ليبيا الرامية الى التوصل إلى حل سياسي لهذا النزاع.
وفي تطرقهما لمسألة الصحراء الغربية أكد الوزيران دعهما لجهود الامين العام الاممي بان  كي مون ومبعوثه الشخصي كريستوفر روس من أجل التوصل إلى تسوية سياسية عادلة ودائمة للنزاع تمكن الشعب الصحراوي من تحقيق مصيره طبقا للوائح مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
وجددا تمسكهما بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامتها الترابية ودعيا جميع أطراف النزاع إلى تغليب سبيل الحوار من أجل التوصل إلى حل سياسي لهذه الأزمة.
و عن القضية الفلسطينية أكد الوزيران ضرورة التعجيل بالتوصل إلى حل دائم و نهائي على أساس لوائح الأمم المتحدة. و جددا دعمهما التام لحق الشعب الفلسطيني المشروع في إقامة دولة مستقلة و ذات سيادة.
ومن جهة أخرى أعرب الوزيران عن ارتياحهما بشأن الحوار حول البرنامج النووي الإيراني  بين مجموعة ال 5 + ألمانيا الذي مكن من التوصل إلى حل شامل ويحظى بقبول الجميع على المدى البعيد و يضمن حفظ السلم والإستقرار في الشرق الأوسط.
وفي تطرقهما إلى ندوة الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية التي ستعقد بباريس من 30 نوفمبر إلى 11 ديسمبر 2015  أكد الوزيران على ضرورة التوصل إلى اتفاق حول ترقية التنمية المستدامة و الحد من تأثير التغيرات المناخية والوقاية من الكوارث الطبيعية.
وأعربا عن ارتياحهما للإتفاق الذي تم بكوبا بتاريخ 23 سبتمبر 2015  حول تعويض الضحايا والمسائل القضائية وهي نقطة شائكة  في المفاوضات بين الحكومة الكولومبية والقوات الثورية المسلحة الكولومبية. و نوها في هذا الصدد بالدور الذي لعبته البلدان الضامنة وهي كوبا والنرويج وكذا التزام الأطراف بالتوقيع قبل شهر مارس 2016 على اتفاق نهائي يؤدي الى المصالحة الوطنية.
كما أعرب الوزيران عن ارتياحهما للتقدم المحرز في مسار تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية و كوبا.
وبخصوص آليات التعاون ما بين المنطقتين أبرز الطرفان القدرات الهامة التي يوفرها منتدى البلدان العربية-أمريكا الجنوبية ومنتدى أمريما الجنوبية - إفريقيا الذي من المزمع عقد قمتيهما على التوالي يومي 10 و11 نوفمبر المقبل بالرياض  وفي كيتو شهر مايو 2016.
وتقدم  فييرا للعمامرة بجزيل شكره للإستقبال الحار الذي حظي به والوفد المرافق خلال تواجده بالجزائر.
ووجه فييرا إلى لعمامرة دعوة للقيام بزيارة رسمية إلى البرازيل. وسيتم تحديد تاريخ هذه الزيارة بموجب اتفاق مشترك عبر القنوات الدبلوماسية».

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19533

العدد 19533

الخميس 01 أوث 2024
العدد 19532

العدد 19532

الأربعاء 31 جويلية 2024
العدد 19531

العدد 19531

الثلاثاء 30 جويلية 2024
العدد 19530

العدد 19530

الإثنين 29 جويلية 2024