بن حليمة مسعود الناطق باسم جمعية «طريق السلامة»

أمام المجتمع المدني اليوم مجال واسع للمساهمة في التنمية

المدرسة أحد أكبر مكاسب الاستقلال وخير جواب على الحقبة الاستدمارية
أكد بن حليمة مسعود، الناطق باسم الجمعية الوطنية للوقاية المرورية «طريق السلامة»، أن للمجتمع المدني دور بارز وحقيقي في التنمية وخدمة البلاد، بما في ذلك المساهمة في أمنها الشامل خاصة أمام التحولات الإقليمية والعالمية التي تستهدف الدولة الوطنية من خلال الهجمة الممنهجة للنظام العالمي الجديد الذي تستعمله القوى الدولية الكبرى للهيمنة على مصادر الطاقة والأسواق والسيطرة على مناطق النفوذ. وبعد أن أشار في النقاش حول المجتمع المدني والسلم إلى الرصيد التاريخي الذي يوفر للجزائر المناعة في مواجهة ما يحاك ضدها في السر والعلن اعتبر بن حليمة أن المجتمع المدني عموما لا يزال متأخرا عن المستوى المتقدم الذي يجب أن يبلغه كشريك في البناء والتنمية مسجلا أن هناك تأخر معتبر على مستوى المواطنة مثلما تعكسه بعض السلوكات والمشاهد في الشارع والمدرسة والملاعب الرياضية داعيا إلى ضرورة الإسراع في إعادة بعث الروح مجددا في منظومة المجتمع المدني لتكون ركيزة إيجابية قادرة على المساهمة في تحقيق تطلعات المجتمع بما في ذلك حماية الهوية الجزائرية بكافة عناصرها خاصة منها اللغة العربية التي تحتل تصنيفا متقدما في العالم ويمكنها أن تلعب دورها في تدعيم الانسجام الاجتماعي وتوسيع مساحة العلوم والمعارف. وبالمناسبة أشار إلى أن اللغة العربية في التعليم تحتاج إلى مرافقة لتطوير البرامج وتنمية روح الابتكار العلمي والإبداع الفني خاصة وأن الجزائر قطعت أشواطا كبيرة على مسار التطور بفضل الجهود الجبارة التي كرستها الدولة لقطاع التربية والتعليم منذ استرجاع السيادة الوطنية إلى اليوم قناعة بأن المدرسة أحد أكبر مكاسب الحرية والاستقلال وخير جواب على الحقبة الاستدمارية التي عانت طيلتها أجيال من أبائنا وأجدادنا من سياسة التجهيل والحرمان من الحق في التعليم.
ومن خلال تجربته فإن المجتمع المدني المشكل من الجمعيات والمنظمات المختلفة يمثل فضاء يستقطب جانبا واسعا من المواطنين ومطالب بأن يرقى إلى درجة عالية في تجسيد التزاماته كطرف يعطي ويبذل أكثر مما يتلقى ويقبض من أطراف أو جهات قد تستدرجه إلى خدمة غايات ليست في نطاق مهام الجمعيات التي ينبغي أن تحرص على تنمية قيم الخدمة العمومية والنهوض بالشأن العام خاصة على الصعيد المحلي حيث ينتظر المواطن ثمار التنمية. وأضاف في ذات السياق أن المجتمع المدني شريك في مختلف المجالات وليكون كذلك عليه أن يفرض بنفسه التزام خط سير يرتكز على النزاهة والعطاء والمبادرة التي تندرج في نطاق المصلحة العامة بحيث ينبغي أن تكون الجمعيات منبرا يفتح للكفاءات والقدرات المبدعة والخلاقة التي لا تنخرط في أطر أخرى كالأحزاب والمنظمات التي تقل فيها مساحة التعبير واستطرد مشيرا إلى أن السلم القائم اليوم يعد مكسبا للمجموعة الوطنية ومن ثمة لا يمكن المساس به بإطلاق مشاريع غير طبيعية.
ويتوفر اليوم أمام المجتمع المدني مجال واسع للمساهمة في التنمية على ما في ذلك من معوقات وعقبات تتطلب إرادة صلبة لتجسيد البرامج من خلال رفع التحديات وكسب ثقة المواطنين والمجتمع في الحفاظ على السلم وترقية روح المواطنة حماية للمجتمع الجزائري من أخطار مختلفة تهب عليه من حول البلاد تحت شعارات براقة أحيانا ومخادعة أحيانا أخرى تستعمل تكنولوجيات الاتصال الجديدة لاختراق الجبهة الداخلية والتأثير على فئات فاعلة فيها مثل الشباب الذي ينبغي للمجتمع المدني أن يضاعف من جهوده الجوارية لنشر ثقافة السلم وتنمية روح الدفاع عن أمن البلد ومكاسبه بالعمل والتضامن ومواكبة التغيرات الحاصلة خاصة المتعلقة بالتوازنات الاقتصادية والاجتماعية التي تتطلب ترشيدا في النفقات والتزام سلوكات حضارية في الحياة العامة وهو ما تسهر عليه جمعية طريق السلامة في التصدي لحوادث المرور بالتقليل منها، وبالتالي الحد من تعدد الضحايا مما يقود في المحصلة إلى اقتصاد في النفقات بلا شك كما أوضح محدثنا.
سعيد بن عياد   

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19530

العدد 19530

الإثنين 29 جويلية 2024
العدد 19529

العدد 19529

الأحد 28 جويلية 2024
العدد 19528

العدد 19528

السبت 27 جويلية 2024
العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024