استراتيجيـة ثنائيـة الأبعاد ترصدها مجلـة “الجيـش”

جبهة داخلية متماسكة وقوات مسلحة محترفة

فنيدس بن بلة

حمايـة الحـدود ومكافحة الإرهـاب والجريمة المنظمــة 

«يواصل الجيش بكل عزم وإصرار مهامه بغرض حماية الحدود ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة حتى القضاء النهائي على هذه الآفة التي دمرت دولا وأبادت شعوبا. ويبقى الرهان في تحقيق ذلك محكوما بقوة الوحدة الوطنية وتماسك الجبهة الداخلية للمحافظة على المصلحة العليا للوطن، أمنه واستقراره”. هكذا لخصت مجلة “الجيش” في عددها لشهر جويلية الدور الذي تؤديه المؤسسة العسكرية، مجنّدة مختلف وحداتها في سبيل مواجهة كل التهديدات في محيط إقليمي مضطرب يفرض مزيدا من الحيطة والرؤية الاستشرافية دون الاستخفاف بالأمور واستصغار الوقائع والمتغيرات.

ورد هذا الاهتمام في رسالة رئيس الجمهورية بمناسبة عيدي الاستقلال الوطني والشباب، منوّها بما يقوم به الجيش في حماية الجزائر، داعيا إلى ضمّ الطاقات لمواصلة بناء الوطن وتقدمه.
وشدد عليه اللواء ڤايد صالح رئيس أركان الجيش في كل زيارات التفقد للوحدات، مبرزا أهمية الاستعداد الدائم للتصدي لكل أشكال التهديد ومواصلة القضاء على بقايا العصابات الأرهابية.
اهتمت مجلة “الجيش” بالجولات الميدانية التي قام بها اللواء ڤايد صالح للنواحي العسكرية، متوقفا عند الاحترافية التي بلغها الجيش ورفع من خلالها درجة جاهزية القتال بفضل التكوين الدائم والتفتح على التكنولوجيات الحربية واستعمالها بإتقان وتحكم.
ولخصت هذه الزيارات وجلسات العمل مع قادة الوحدات والإطارات عبارة واحدة ذات مدلول ومعنى: “عزم وثبات لمواجهة التحديات”. وتقابلها في الصفحة الأولى من المجلة الوفية باعتماد الألوان الوطنية الأخضر، الأحمر والأبيض، صورة كبرى ضياءة عن تخرج دفعة من الأكاديمية العسكرية لشرشال تحت عنوان “تفان دائم... جهود ومثابرة”.
مجلة الجيش التي تجول بالقارئ في مختلف الميادين العسكرية وترصد مختلف الأحداث والتطورات برؤية استشرافية وقراءة متأنية، تعطى الإجابة عن السؤال الكبير: ما العمل في هذا الظرف المتميز بانتشار موجة إرهابية تحمل تسميات متعددة، لكن تتفق في الهدف والغاية؛ هي موجة تحركها عصابات إجرامية تخترق الحدود والأوطان مستغلة الهشاشة الأمنية في بعض الدول لمحاولة الانتشار والتسلل لدول أخرى، غايتها تعميم “الفوضى الخلاقة” وبث اللاإستقرار.
لكن حسابات الإرهابيين تجاه الجزائر سقطت بفضل سهر الجيش والأسلاك المشتركة المجندة لحماية الوطن واعتبار الاستقرار خطا أحمر.
يظهر هذا جليا من خلال العمليات البطولية التي تنفذها وحدات الجيش في مختلف النواحي العسكرية لملاحقة فلول الإرهاب وتجار المخدرات والتهريب. وهي عمليات كشفت عن احترافية عالية لعناصر الجيش التي صارت مضرب المثل في التصدي للإرهاب بحزم وعزم، تترجمها الأرقام المسجلة في الميدان والمعلومات المسربة عبر اتصال تحرص عليه المؤسسة العسكرية لتنوير الرأي العام وإحاطته بكل كبيرة وصغيرة، واضعة الحد للإشاعة والدعاية المغرضة لأبواق لا تريد الخير للجزائر.
من هنا جاءت افتتاحية الجيش، كاشفة عن خارطة طريق تنفذ لاستئصال الأرهاب من البلد الأمين الطاهر.
هي خارطة طريق تعتمد استراتيجية ثنائية البعد والمقصد: أولها، بناء جبهة داخلية متماسكة بالتركيز على تقوية وتثمين عرى الانتماء للوطن والروح الوطنية وترسيخ معانيه السامية في إذهان وقلوب المواطنين والعسكريين على حد سواء. وثانيها، بناء قوات مسلحة عصرية محترفة متطورة تقوم بمهامها الدستورية بكفاءة واقتدار.
على هذا الأساس، فإن التفاف الشعب حول الجيش يشكل النواة الصلبة لمنظومة الدفاع الوطني التي تنتظم وتلتف حولها القوى الحية للأمة، وتتكاتف من أجل جزائر قوية آمنة.
تيقنتورين تجربة رائدة خاضها الجيش، اعتمادا على الذات في مواجهة الإرهاب، متخذا من ممارسات سابقة في العشرية السوداء محطة ثابتة في الذهاب إلى الأبعد في دحر بقايا عصابات الجريمة المنظمة. وهي استراتيجية تكسب النجاح بفضل التفاف الشعب حولها المشبع بروح الوفاء لرسالة الشهداء الأبرار ووصيتهم الخالدة: “إذا استشهدنا حافظوا على ذاكرتنا”.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19529

العدد 19529

الأحد 28 جويلية 2024
العدد 19528

العدد 19528

السبت 27 جويلية 2024
العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024