قدّر مدير التجارة لولاية تيبازة الساسي بيتر، كمية الخضر والفواكه التي تمّ الاستغناء عنها ورميها بسوق الجملة للحطاطبة خلال الـ20 يوما الأولى من شهر رمضان بـ240 طن كاملة، بحيث يتزامن هذا الشهر مع فترة وفرة الإنتاج وزيادة العرض مقارنة مع الطلب المعبّر عنه، إضافة إلى جنوح المستهلك هذه السنة إلى ثقافة ترشيد استهلاكه من خلال تجنّب التكديس والتبذير.
وحسب مدير التجارة للولاية دائما فإنّ 15 طنا من الخضر والفواكه تدعّم بها سوق الجملة في أول يوم من رمضان دون أن يتم تسويقها، بحيث برز ذلك جليا على هامش زيارة وزير القطاع لذات السوق أين دعا المستثمرين إلى توجيه الاستثمار الوطني نحو توفير وسائل التبريد ودعم الصناعات التحويلية الغذائية وهو المسعى الذي بوسعه إنقاذ محاصيل الفلاحين من التلف وتوفير الخضر والفواكه على مدار السنة ناهيك عن توفير مزيد من اليد العاملة بصفة دائمة.
وكان الناطق الرسمي باسم اتحاد التجار والحرفيين الطاهر بولنوار قد أشار على هامش ندوة صحفية عقدها بمقر السوق الأسبوع المنصرم إلى وجود فائض في الإنتاج هذه السنة إلا أنّ ذلك لم يكن في فائدة المستهلك ولا الفلاح أيضا بالنظر إلى وجود هفوة كبيرة ما بين سوق الجملة وأسواق التجزئة وتجاوزت نسبة الربح أحيانا 150℅ استفاد منها تجار التجزئة.
وأرجع بولنوار هذه الهفوة إلى مختلف البلديات التي تخلّت عن سياسة تكثيف الأسواق الجوارية التي بوسعها تقوية المنافسة ما بين تجار التجزئة من خلال خفض الأسعار إلى حدود معقولة، كما أشارت مصادرنا من سوق الجملة بالحطاطبة إلى أنّ الخضر والفواكه المستغنى عنها بحكم عدم ورود الطلب بشأنها تعتبر عبئا ثقيلا يتحمله عمال السوق لولا إقدام بعض مربي البقر المحليين على اقتنائها واستغلالها كعلف لماشيتهم، وكان أعضاء من اللجنة الولائية المكلفة بمتابعة مشاريع الاقتصاد الأخضر بالولاية قد أفصحوا في أكثر من مناسبة عن رغبة السلطات في اعتماد مؤسسات شبانية توكل لها مهام تحويل وتثمين الخضر والفواكه المستغنى عنها بالسوق غير أنّه لم تبرز إلى الواقع إلى حد الساعة أية مؤسسة مصغرة تهتم بهذا الشأن.
