كما كان متوقعا، انتخب أعضاء المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني الديمقراطي «الأرندي» بالإجماع عبد القادر بن صالح أمينا عاما بالنيابة، بعدما تمت تزكيته وفق ما أعلن عنه محمد شريف عباس الذي ترأس الاجتماع بصفته الأكبر سنا، في ظل شغور المنصب بعد استقالة الأمين العام السابق أحمد أويحيى التي أصبحت سارية ٤٨ ساعة قبل الاجتماع.
ترأس محمد شريف عباس العضو القيادي ب «الأرندي» انطلاق أشغال دورة المجلس الوطني الأولى بعد رحيل الأمين العام الأسبق الذي أعلن عن استقالة مطلع الشهر الجاري أصبحت سارية المفعول في الخامس عشر منه، والذي غاب كما كان متوقعا، وجلس إلى جانب عباس، بوعبد الله غلام الله، بعدما دخلوا سويا برفقة عبد القادر بن صالح إلى القاعة التي احتضنت الأشغال بتعاضدية عمال البناء بزرالدة، وفي كلمة مقتضبة أكد أن «الدورة جاءت بناء على تقديم استقالة الأمين العام الأخ أحمد أويحيى التي وجهها إلى كل المناضلين، وبرر فيها الأسباب والدوافع لتقديمها»، مضيفا «ونختصرها حسبما ورد فيها حفاظا على وحدة الحزب ووحدة المناضلين ومستقبل الحزب».
وأفاد ذات المتحدث في سياق موصول «مهما يكن الوضع، نعتبره صعب يحتاج إلى رزانة وثبات وشعور بالمسؤولية القصوى، لأن التجمع الوطني الديمقراطي برجاله ونسائه حزب له مكانته في كل المحافل السياسية وفي المجتمع الجزائري»، وفي كلام وجهه إلى أعضاء المجلس الوطني قال «انتم قادرون على تجاوز هذه المرحلة العصيبة» مقرا «ما كنا نتوقع أن تأتي مرحلة كهذه في وقت من الأوقات، لا بد من الشعور بالمسؤولية على اعتبار أن استقرار الحزب يقع على عاتق الجميع».
وبعدما أشار خلال الجلسة الافتتاحية إلى أن المشاورات التي سبقت الأشغال أفضت إلى تزكية عبد القادر بن صالح أمينا عاما بالنيابة إلى غاية المؤتمر الوطني، تمت عملية الانتخاب وفي كلمة ألقاها بالمناسبة دعا جميع المناضلين إلى البقاء معبئين، لتفويت الفرصة على خصومهم ومضاعفة الجهد لتصفية أجواء الحزب لتوفير الاستقرار له وللبلاد، موضحا لقاءنا يكتسي أهمية كبيرة ليس فقط لأنه موعد تنظيمي... لكننا من خلال الاجتماع نسعى معكم وبفضلكم لتحويل الموعد إلى مناسبة تاريخية، البداية الحقيقية للخروج من الأزمة التي عصفت بالحزب مؤخرا وتحويلها إلى منعطف هام نتجاوزها برص الصفوف«، كما ذكر بالمناسبة بالمصاعب التي عاشها التجمع وتم تجاوزها بالتوصل إلى الحلول التوافقية».
وشدد بن صالح الذي أكد بأن الأمين العام السابق «يستحق منا العرفان على مساهمته في إيصال الحزب إلى ما وصل إليه الآن وعلى المجهودات التي بذلها في خدمة الوطن»، على ضرورة تفضيل العمل داخل هياكل الحزب وبين صفوفه عبر التجسيد الميداني لمبادئ الوحدة والتجنيد الدائم، والقيم التي جمعتنا منذ ١٩٩٧، لاسيما وأن الحزب معني بالمشاركة في مسيرة البناء متوقفا عند خطورة التوترات والاضطرابات خاصة في العالم العربي.