خيار صارم أحبط مشروعا إرهابيا يهدد الجزائريين

سعيد بن عياد

أكدت الجزائر بما لا يدع مجالا للشك والتردد أنها لم لن تتساهل في معالجة أي خطر إرهابي يحمل تهديدات للأمن الوطني وسلامة الأرض التي رويت بدماء شهداء الثورة التحريرية المجيدة التي أعادت العزة والكرامة لكل شبر من هذا الوطن المفدى الذي لطالما احتضن المحرومين وناصر المضطهدين ولم يبخل في توفير جهود حفظ الأمن والسلم الإقليميين.
وحسمت القوات المسلحة للجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني الخيار لمواجهة  تداعيات اعتداء المجموعة الإرهابية متعددة الجنسيات التي توغلت وهي مدججة بأسلحة حربية إلى قاعدة إنتاج الغاز بعين اميناس واستعملت أبرياء جزائريين وأجانب دروعا بشرية من اجل تحقيق أهدافهم الإرهابية الدنيئة غير مبالين بما ينجر عن جريمتهم التي تدينها الشرائع والقوانين والأعراف.
 ولم يكن ممكنا بلا شك انتظار الكثير من الوقت لإنهاء الاعتداء الإرهابي الذي يحمل تهديدا واضحا لأمن وسلامة البلاد وشعبها ويستهدف المقدرات الاقتصادية ومن ثمة كان من الطبيعي أن يتم التدخل وبطريقة احترافية مشهود لها لإحباط المشروع الإرهابي  لمجموعة المجانين الإرهابيين الذين لا يعيرون اهتماما للمدنيين والأبرياء مهما كانت جنسياتهم. فهم خططوا للفرار بالرهائن لطلب الفدية أو المساومة وتفجير مركب إنتاج الغاز وهو أمر لا يمكن التفاوض بشأنه مهما كان الثمن.
لقد امتدت مجموعة التخريب العدوانية إلى موقع حيوي واستراتيجي ليس بالنسبة للجزائر فقط وإنما لشركائها ولم يكن بأي شكل من الأشكال البقاء في حالة التردد أو السقوط في مخطط المعتدين الذين أرادوا كسب الوقت من خلال التفاوض ما يمكنهم من إتمام جريمتهم الإرهابية بتفجير مصنع الغاز وبالتالي ضرب احد المكاسب الاقتصادية للبلاد بكل ما يخلفه ذلك من نتائج مدمرة للبيئة.
وكان الوزير الأول عبد المالك سلال في اجتماع غدامس مع نظيريه من ليبيا وتونس في ضوء تطورات ما يحصل في منطقة الساحل والصحراء وبالذات مالي قد حذر بلغة لا تقبل التأويل من مغبة المساس بحرمة التراب الوطني أو بالمصالح الحيوية للشعب الجزائري مؤكدا أن الجزائر تكون صارمة من خلال الجيش الوطني الشعبي الساهر على سلامة وامن البلاد متحملا واجباته الوطنية والإقليمية بما في ذلك التكفل بالحالات الإنسانية التي لم يتأخر في أي وقت عن المساهمة في معالجتها على الحدود أو داخل القارة السمراء.
ومن الطبيعي أن يتابع الرأي العام الجزائري تطورات الأوضاع في ظل صلابة الموقف الشعبي المؤيد للدولة في تفعيل كل ما يستلزمه الموقف من تجنيد للإمكانيات واستعمالها للذود عن الوطن والشعب في وقت تقطع فيه الجزائر شوطا كبيرا على مسار التنمية الشاملة التي امتدت لبلدان الجوار بمختلف أشكال التضامن والمساعدة. وضمن هذا التوجه وفي هذا الظرف الصعب بالذات يبقى الشعب الجزائري بكامل أطيافه  مجندا وملتفا حول الخيار الاستراتيجي للدولة  ومؤسساتها بالسهر على حماية المكاسب الوطنية ومنع أي عبث بالاستقرار مهما كان مصدره بما في ذلك رفض أي تفاوض مع الجماعات الإرهابية أو ابتزاز حلفائهم.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024