بعث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أمس، برقية تعزية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية قدم له فيها تعازيه الخالصة بعد وفاة الأمير سعود الفيصل، واصفا الفقيد بـ«القامة السياسية العالية والدبلوماسية الفذة قل نظيرها في عصرنا”.
قال رئيس الجمهورية في برقيته: “تلقيت في هذا الشهر الكريم، بقلب خاشع، مؤمن بقضاء الله وقدره، النبأ المفجع بانتقال الصديق العزيز ورفيق الدرب صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل إلى رحمة الله وعفوه، وإنه لخطب عظيم أصاب المملكة وجميع العرب والمسلمين”.
وتابع الرئيس بوتفليقة في برقيته يقول: “لقد فقد الجميع بفقده قامة سياسية عالية ودبلوماسية فذة قلّ نظيرها في عصرنا، دأب عقودا من الزمن يعالج بحكمة وبعد نظر قضايا المملكة وقضايا الأمة العربية والإسلامية قاطبة في عالم عرفت فيه العلاقات بين الدول والشعوب صراعات وهزات، هي من التعقد والتشابك بحيث يستعصي أمر حلها على من له باع ودربة، فكان بما من به الله عليه من مواهب جمة وذكاء حاد، وإتقان لغات عدة، من خيرة من تصدى لحلحلتها، ومن أفضل المنافحين والمدافعين عن قضايا الأمة العربية و الإسلامية”.
ويضيف رئيس الجمهورية قائلا “كما أن الجميع سيذكر لسموه ما تميز به من شمائل وفضائل، دماثة في الخلق، طيبة في النفس، وقوة في الشخصية مع حصافة و صلابة في الرأي، واستماتة في الدفاع عن القضايا العادلة في العالم أجمع”.
ويواصل الرئيس بوتفليقة يقول في برقية التعزية: “ونحن في الجزائر لن ننسى أبدا مدى تقديره للشعب الجزائري ولثورته المجيدة، وتواصله المستتمر مع قادتها طيلة أيام الكفاح ومساهمته مع جلالتكم في نصرتها، وإشرافه وهو في عز شبابه على جمع التبرعات لصالح مجاهديها، كما سنبقى نذكر لسموه جهده الدائب و عمله المتواصل من أجل تعزيز أواصر الأخوة والتعاون بين بلدينا، في مختلف المجالات ووقوفه إلى جانب الجزائر في الظروف الصعبة”.
وأردف الرئيس بوتفليقة يقول إن “غيابه في ظل ما يعتور منطقتنا العربية من اضطرابات، هي خسارة فادحة لنا جميعا، ولكن المملكة العربية السعودية التي وهبها الله ما لم يهبه لغيرها من الأمم ماديا وروحيا وموقعا وجعل الأفئدة تهوى إليها من كل حدب و صوب، قد عهدناها تصبر على من تفقد من رجالها الصبر الجميل، وأن الله يعوضها فيهم خيرا الكثير، فهي ولود وزاخرة برجال يتوارثون المجد كابرا عن كابر”.
ويواصل رئيس الجمهورية في برقيته: “لا يسعني أمام هذا الخطب الجلل الذي أصابنا جميعا إلا أن أعرب لجلالتكم و من خلالكم لكل أفراد أسرتكم الميامين و للشعب السعودي الشقيق، باسم الجزائر شعبا و حكومة وأصالة عن نفسي عن أخلص التعازي وأصدق المواساة، داعيا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة، وينزله مقاما سامقا في رياض جنات الخلد والنعيم، ويحشره يوم الجمع مع الصديقين والأولياء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا”.
وكانت المملكة العربية السعودية قد أعلنت مساء أمس الخميس عن وفاة وزير خارجيتها السابق الأمير سعود الفيصل عن عمر ناهز (75 عاما) في الولايات المتحدة بعد معاناة مع المرض.