كتابة التاريخ حماية للذاكرة الجماعية
أكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني، أمس، ببرج بوعريريج على ضرورة تبليغ رسالة الشهداء إلى الأجيال الصاعدة والتواصل مع أجيال المستقبل للحفاظ على الذاكرة الجماعية وذلك من خلال كل ما له علاقة بتاريخ الثورة التحريرية.
وشدد الوزير خلال زيارة تفقد إلى هذه الولاية، على ضرورة ترسيخ مبدأ الثورة الجزائرية في ذهن الشباب الصاعد الذي يجب عليه الافتخار والاعتزاز بماضيه المشرف من خلال فتح المتاحف وهياكل أخرى تكون مزودة بتكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال ومفتوحة بعد ساعات العمل من أجل أن تصبح أداة للتواصل ولتثمين تاريخ الجزائر، وكذا تنظيم لقاءات بين التلاميذ والمجاهدين لكي يتعرفوا على بطولات أجدادهم.
واعتبر الوزير، أن الذاكرة الجماعية، هي أساس الشعوب ومنه فإن المعالم التاريخية على غرار متاحف المجاهد وغيرها يجب أن تؤدي دورا هاما للتواصل مع الأجيال لتبليغ رسالة المجاهدين والشهداء الذين ضحوا بالنفس والنفيس لكي تعيش الجزائر حرة ومستقلة.
وقال الطيب زيتوني «يجب أن لا ننسى فاتورة استرجاع السيادة الوطنية التي دفعها الشعب الجزائري غاليا»، مذكرا في هذا السياق بالاغتيالات والاعتقالات، حيث استشهد 40 ألف في تجارب نووية بالصحراء الجزائرية و45 ألف في مجازر 8 ماي 1945 والآلاف الذين تم إعدامهم تحت المقصلة إلى جانب تدمير أكثر من 8 آلاف قرية على يد المستعمر الغاشم.
وفي ما يخص كتابة تاريخ الثورة التحريرية المجيدة، أشار الوزير إلى أن ذلك هو اختصاص الباحثين الخبراء في المجال ودائرته الوزارية تسهر على جمع المادة الخام، مضيفا في هذا الصدد: «نحن في مسح شامل عبر الوطن لكل المعالم التاريخية من مراكز التعذيب والاستنطاق والمعارك والمقابر الجماعية.»
وقال في نفس السياق، «لقد وصلنا إلى مسح أكثر 90 بالمائة إلى جانب جمع شهادات لمجاهدين والتي هي عنصر مهم لكاتبة التاريخ من أفواه صانعيه إلى جانب بحوث وأعمال الباحثين على غرار ما قدمت لنا جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة التي سلمت لنا 160 ساعة تسجيل لشهادات مجاهدين».
وقد تفقد وزير المجاهدين بالمناسبة، مركز الراحة للمجاهدين بحمام البيبان ببلدية المهير، كما أدى زيارة لأرملة شهيد مقعدة ببلدية المنصورة، حيث استمع إلى انشغالاتها ليتوجه بعدها إلى النصب التذكاري ببرج بوعريريج، ومقبرة الشهداء للترحم على أرواحهم الطاهرة.
كما أشرف الطيب زيتوني، على إطلاق اسم المجاهد الراحل لحسن بوزيدي على حي 680 سكنا وتكريم مجاهدي الولاية، وذلك بمتحف المجاهد بالولاية، وتفقد المديرية الولائية للمجاهدين، ليختتم زيارته بعقد لقاء مع مجاهدين وذوي الحقوق بقاعة الاجتماعات للمركب الثقافي «عائشة حداد».