الجزائر استرجعت الأرشيف الوطني من 12 دولة
شكل موضوع أساليب التعذيب والقمع الفرنسي على الشعب الجزائري أثناء الفترة الاستعمارية محور نقاش الملتقى الدولي والذي سيتواصل على مدار يومين، والذي يتمحور حول إحياء التراث التاريخي والثقافي وكذا تحسين الوضعية الصحية للمجاهدين.
جاءت فعاليات هذه الملتقى، بناءا على رغبة ملحة من وزارة المجاهدين لتبيان مختلف أساليب التعذيب على ضوء شهادات سردها بعض الحاضرين الذين تعرضوا لأبشع الجرائم آنذاك.
يهدف الملتقى الذي أشرف عليه وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، إلى التبليغ بالتراث التاريخي والثقافي المتعلق بالثورة التحريرية ورسالة الشهداء والمجاهدين.
الملتقى المنظم في إطار الذكرى 60 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة وتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015 شمل عدة مواضيع ذات الصلة بجرائم وممارسات التعذيب واستخدام أسلحة الدمار الشامل في الجزائر والمقاومات الدولية لممارسة الاستعمارية وكذا التعذيب ابان الثورة التحريرية التي وردت في المذكرات وشهادات الجلادين الفرنسيين.
أكّد وزير المجاهدين الطيب زيتوني خلال “فوروم الإذاعة الوطنية” من وهران أنّ الدولة الجزائرية، تعمل جاهدة على استرجاع الأرشيف من قبل العديد من الدول التي تملكه سواء بالمفاوضات وغيرها من الأساليب حتى وإن تحتّم الأمر شراؤه.
استرجعنا أرشيف ثمين
وأشار الوزير خلال ذات الفوروم المنظم على هامش الملتقى الدولي حول الممارسات القمعية والسياسات الاستعمارية الفرنسية في الجزائر “التعذيب نموذجا” إلى أنّ مؤسستي الأرشيف في الجزائر وفرنسا، قد اتفقتا على مبدأ استرجاع الأرشيف المتبقي إلى البلاد.
وأكد الوزير أن نحو 12 دولة أجنبية، قد قامت مؤخرا بتسليم بعض الأرشيف للجزائر، بناء على الاتفاقيات الدبلوماسية المبرمة بين الطرفين، وتم تخصيص أرشيف يحمل 250 صورة للثورة وأشرطة وثائقية عبر الدبلوماسية الجزائرية، وسيتم تنظيم ملتقيين بفرنسا حول الثورة الجزائرية إلى جانب ذلك تم أمس، عقد ندوة بين لجنتي تنسيق جزائرية وفرنسية لاسترجاع الأرشيف الجزائري الذي يعتبر ملكا للجزائريين.
وذكر زيتوني، بأن رئيس الجمهورية أعطى تعليمات بخصوص كتابة التاريخ الجزائري لإبراز الحقائق التاريخية وتبليغها للأجيال، وبأنّ الوزارة الوصية تحضر المادة الخام لكتابة التاريخ بالأقلام الوطنية.
كما كشف الوزير، عن إصدار الوزارة لـ150 كتاب جديد قبل الفاتح من نوفمبر المقبل، وعدد من الأشرطة والأفلام الوثائقية عن الثورة التحريرية المجيدة، إلى جانب مشروع استحداث جناح خاص بالذاكرة الوطنية بمتاحف كل من وهران وقسنطينة وولاية ورڤلة والعاصمة، حيث إنطلقت الوزارة في دراسة المشروع في انتظار رصد الغلاف المالي لتنفيذه على أن تعمم هذه الأجنحة عبر باقي ولايات الوطن.
4000 ساعة من شهادات مجاهدين ومجاهدات
وقال الوزير أنه تم تسجيل 4000 ساعة من الشهادات الحية التي تؤرخ لمسار الثورة التحريرية ومختلف مجرياتها، قام بها المتحف الوطني للمجاهدتكشف المعانات التي تكبدها الشعب الجزائري خلال مختلف مراحل الثورة التحريرية، وأشار إلى أنّ جامعة قسنطينة، سجّلت 160 ساعة لشهادات الثوار من أجل ترسيخها في ذاكرة الأجيال الصاعدة، خاصة وأن هذا القطاع، سخّرت له كل الإمكانيات والوسائل المادية والسمعية البصرية.
وأعلن وزير المجاهدين من وهران عن تسليم زهاء 22 شريطا وثائقيا في مواضيع مختلفة حول الثورة التحريرية، إلى المؤسسة الوطنية للتلفزيون، لبثها في القنوات الوطنية.
وتشمل هذه الأشرطة عدة مواضيع، تختلف بين مسار الثورة التحريرية اوالشخصيات التاريخية والمعارك، جوانب من الممارسات الكولونيالية، لا سيما التعذيب في السجون والمعتقلات، وكشف ذات المتحدث عن وجود 150 إصدار موجه للطبع والنشر قبل ذكرى اندلاع الثورة التحريرية، مشيرا إلى أنه سيتم التطرق إلى كشف جرائم الاستدمار الفرنسي في حق الجزائريات اللواتي تعرضن للاغتصاب، وعن مظاهر التعذيب والعنف التي تعرض لها الشعب الجزائري خلال الثورة المجيدة، أعلن المؤرخون عن استشهاد نحو 45 ألف قتيل خلال 17 انفجار نووي خلال مجاز 8 ماي 1945.
تسهيل الحصول على بطاقة العضوية ومنحة ذوي الحقوق
كشف زيتوني عن إجراءات جديدة لتسهيل عملية الحصول على بطاقة العضوية بالنسبة إلى المجاهدين، بعد العراقيل والبيروقراطية التي أدت إلى تراكم عشرات الملفات في مديريات ووزارة المجاهدين.
وأوضح الوزير أن مصالحه بدأت إجراءات لاستحداث بطاقية وطنية عبر نظام الإعلام الآلي، كما تمكّن من استخراجها من الولاية التي يقطن فيها حاليا، وقد تم إعطاء قرارات خاصة بإيداع ملفات ذوي الحقوق لتحويل المنحة إلى أرملة المجاهد في حالة وفاته على مستوى الولايات.