تحت شعار “سنة تمكين النساء وتنمية إفريقيا من أجل تفعيل أجندة 2036”، تعقد الجمعة القادم وعلى مدار يومين بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا القمة الافريقية في دورتها الـ 24.
الاجتماع السنوي لأعضاء البيت الافريقي سيكون ككلّ مرة على موعد مع جدول أعمال مكدّس بالتحديات التي تواجهها القارة السمراء وشعوبها، والمرتبطة أساسا بالمشاكل الأمنية وما يصاحبها من معضلات إنسانية وتدخلات غربية مشبوهة، وانتشار رهيب للإرهاب الذي يخترق حدود الدول ويمدّد مساحته الجغرافية، صانعا أينما حلّ أجواء من الرّعب والفوضى وأنهارا من الدّماء المتدفّقة.
وبكلّ تأكيد سوف لن تغيب عن طاولة القادة الأفارقة بأديس أبابا،مسألة تعثر عملية التنمية والبحث عن علاجات للأسباب التي تبقي السمراء عاجزة عن الانعتاق من اقتصاد التسوّل بالرغم مما تكتنزه من ثروات.
أفريقيا، كما قالها ذات مرّة رئيس دولة غينيا الإستوائية، “تيودور أوبيانغ نغيما”، بلغت سنّ الرشد ومشاكلها ينبغي حلها من قبل الأفارقة أنفسهم، بعيدا عن معضلة تدخّل القوى الغربية التي تلهب النيران ولا تطفئها.
وهذا ما تسعى إليه الدورة الـ 24 للقمة الافريقية التي سوف تبحث عن صيغ عملية لمساعدة الدول التي تواجه الارهاب على اقتلاع شوكته، على غرار نيجيريا حيث تفرض “بوكو حرام” عنفها الدموي، والصومال التي تواصل حربها ضد “حركة الشباب”، وليبيا التي تتحوّل مع الأيام إلى مرتع للمجموعات الارهابية، وجمهورية أفريقيا الوسطى التي تكافح من أجل استعادة أمنها واستقرارها، لكن دون جدوى...
ومن المهم التنويه بالشعار الذي ترفعه قمة الاتحاد الافريقي القادمة، والإشادة بالموضوع المحوري الذي اختارته هذه السنة وهو تمكين المرأة التي تمثّل أكثر من نصف سكان القارة، من التعليم والتكوين والتشغيل والمشاركة السياسية، للقيام بدورها في كافة المجالات دون إقصاء ولا تمييز، خاصة وأن المرأة الافريقية لها قدرة عجيبة على العمل والتحمّل وتكتنز من الطموحات والتطلّعات ما يمكّنها من لعب دور هام في التنمية وتنشئة الأجيال القادمة.
رغم أن القمة الافريقية المرتقبة تنعقد في أجواء صعبة، وتواجه تحدّيات كبيرة، فالآمال تبقى معلّقة عليها للنهوض بالسلم والأمن في ربوع القارة، والدفاع عن حقوق الإنسان، وتشجيع التنمية الإقتصادية المستدامة، وإقرار الديمقراطية.
قمّة التحدّيات
فضيلة دفوس
26
جانفي
2015
شوهد:479 مرة