أفلا تبصرون؟

القدرة الإلهية في الشّجرة المباركة

روي الإمام الترمذي في سننه قال: حدثنا يحيي بن موسي حدثنا عبدالرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ «كلوا الزّيت وادهنوا به فإنّه من شجرة مباركة».
 وروي الإمام الدارمي في سننه قال: أخبرنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن عبدالله بن عيسي عن عطاء وليس بابن أبي رباح عن أبي أسيد الأنصاري قال: قال رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ «كلوا الزيت وائتدموا به وادهنوا به فإنه يخرج من شجرة مباركة».
 هذا وقد جاء ذكر الزيتون وزيته في كتاب الله في سبعة مواضع أقسم ربنا تبارك وتعالى في إحداها بالتين والزيتون وهو تعالى الغني عن القسم وذلك في مطلع سورة التين. كما أشار القرآن الكريم إلى شجرة الزيتون منكرة في قول الحق تبارك وتعالى: {وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للأكلين} (المؤمنون الآية 20).
«وتنبت بالدهن» أي تنبت ثمارها ملتبسة بالدهن وهو زيت الزيتون. «وصبغ للأكلين» أي وإدام للأكلين، سمي صبغاً لأنه إدام وهو كذلك يصبغ الخبز إذا لامسه.
وفي موضع ثالث امتدح القرآن الكريم زيت الزيتون في مقام التشبيه وذلك بقول الحق تبارك وتعالى: {... يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار..}
 (النور الآية 35).
شجرة الزيتون هي شجرة أو شجيرة دائمة الخضرة، تتحمّل الجفاف بشكل كبير، وهي شجرة معمّرة قد تعيش إلى أكثر من ألف سنة، تنبت أساساً في حوض البحر الأبيض المتوسط، وإن انتشرت اليوم في كثير من دول العالم خاصة في كل من آسيا وأفريقيا.
وقد ثبت مؤخراً أن نسبة الأحماض الدهنية في زيت الزيتون قليلة جداً، وأن ما به من دهون هي دهون غير مشبّعة، ولذلك فلها قيمة صحية عالية لخلوها من المواد المسببة لتصلب الشرايين وضيقها وانسدادها، وبالاستقراء والمسح الدقيق تبين أن تناول زيت الزيتون بانتظام يسهم إسهاماً فاعلاً في الوقاية من العديد من الأمراض التي منها انسداد شرايين القلب التاجية، وارتفاع نسبة الدهون الضارة في الدم. وارتفاع ضغط الدم ومرض البول السكري، وبعض الأمراض السرطانية من مثل سرطانات كل من المعدة والقولون والثدي، والرحم والجلد، كما يقي من قرحات الجهاز الهضمي.
فمن دهون الجسم الرئيسية الكوليسترول، وهو دهن أبيض اللون يوجد بتركيز كبير في كل من المخ والحبل الشوكي. والكبد، ويتخلق أساساً في الكبد والأمعاء، والجلد ليلعب دور الوسيط في كثير من العمليات الحيوية.
ومن أهمها تخليق كل من فيتامين هـ (E) والعديد من الهرمونات، ولكن المغالاة في تناول كميات من اللحوم الحيوانية الدسمة يمكن أن يؤدي إلي زيادة كبيرة في نسبة الكوليسترول في الجسم، فيفيض جزء منها إلى الدم مما قد يؤدي إلى انسداد الأوعية الدموية أو تصفيفها، كما قد يؤدي إلي تصلب جدرها.
 فمن المعروف أن أكسدة الكوليسترول من العوامل المساعدة على تصلّب الشرايين وتضييقها، وقد تم اكتشاف أن زيت الزيتون يلعب دوراً مهماً في منع حدوث تلك الأكسدة. لاحتوائه على فيتامين هـ. وعلي قدر من مركبات الفينولات العديدة (pholyphenolic Compounds) التي تمنع التأكسد الذاتي للزيت وتحافظ علي ثباته، كما تمنع أكسدة الكوليسترول الضار المعروف بالرمز (LDL). وينقي الجسم من أخطار فوق أكاسيد الشحوم (Lipid Peroxides). وأخطار غيرها من المواد الضارة.
 وعلى ذلك فإن تناول زيت الزيتون بانتظام يؤدي إلى خفض المستوى الكلي للكوليسترول في الدم بصفة عامة، وإلى خفض نسبة الأنواع الضارة منه بصفة خاصة. ويعزي انخفاض نسبة الاصابة بأمراض السرطان في دول حوض البحر الأبيض المتوسط إلى تناول سكان تلك الدول كميات كبيرة من الزيتون وزيته خاصة الزيت البكر غير المعالج بأية مواد كيميائية، وهو زيت العصرة الأولى بصفة منتظمة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19622

العدد 19622

الخميس 14 نوفمبر 2024
العدد 19621

العدد 19621

الأربعاء 13 نوفمبر 2024
العدد 19619

العدد 19619

الثلاثاء 12 نوفمبر 2024
العدد 19618

العدد 19618

الإثنين 11 نوفمبر 2024