توقف مختار عطار عضو سابق للبعثة الجزائرية الدائمة باليونيسكو عند خصال مستشار رئيس الجمهورية الراحل الدبلوماسي عبد اللطيف رحال، مفضلا إعطاء أدق التفاصيل عن هذه الشخصية التي رحلت في صمت بعد عطاء، تاركة بصماتها في عالم الدبلوماسية الفسيح.
وذكر عطار أن الشهادة التي يدلي بها في هذا المقام عن الدبلوماسي رحال مستندة إلى مشاركته في مختلف دورات المنظمة الأممية للتربية والعلوم «يونسكو» التي قاد خلالها الراحل المفاوضات متعددة الأطراف منتزعا ثقة ومصداقية من الآخرين.
ذكر عطار بهذه المسألة مفضلا تقديم اعترافات عن رجل عمل معه ورافقه في مهمات أداها باتقان ووفاء معززا مقامه ومكانته قائلا في هذا الصدد:» نجح الأخ الأكبر عبد اللطيف رحال في تأدية مسؤوليته في هيئات الدولة على أكمل وجه، لافتا الانتباه لسلوكه واستقامته، فارضا على الآخر الاعتراف بشخصيته في بيت التنوع مثل اليونيسكو التي احتفظت فيها الجزائر برؤيتها الثاقبة للرهانات التربوية ، الثقافية والصداقة الكبرى منتزعة ثقة البعثات الدائمة الأخرى».
حدث هذا بفضل الدور الذي لعبه رحال وطريقة تفكيره ونوعية طرحه في النقاشات المفتوحة حول ملفات معقّدة تجد اقتراحات حلول ورؤية متبصرة من الدبلوماسي الجزائري الذي كثيرا ما يتميّز بتدخلاته من أعلى المنابر. التميّز الذي تحصل عليه مرده إلى بعد التحليل ودلالته وتركيزه على شمولية قيم الحرية، العدالة والكرامة الإنسانية.
من خلال خطابه كان رحال يروّج للجزائر المعاصرة المتفتحة على العالم المتغيّر على الدوام غير قابل للجمود.. الجزائر المشكّلة لهذا المحيط الجيو سياسي المنخرطة في صيرورته، التي تعد طرفا في النقاش الدولي..الجزائر في قلب الوساطة من أجل الأمن والسلم، حيث يشعر فيها كل جزائري بفخر الانتماء إليها روحا وقلبا.
وعاد مختار عطار في وقفته التي يرصد من خلالها مسار الراحل المهني وكيفية تحضيره للملفات عاملا مع أعضاء البعثة الجزائرية في جوّ من التساهل والهدوء المرفوق بالنجاعة قائلا في هذا الشأن:» يتميّز سي عبد اللطيف رحال بصرامته في إعداد الملفات محل النقاش بالمجلس التنفيذي، لكنه لم يفرض أي ضغط على أعضاء البعثة مدركا دورهم الدبلوماسي ومكانتهم في حماية الجزائر وعضويتها ذات الوزن والقيمة في اليونيسكو ومساهماتها الدائمة في ترقية الحوار التربوي والعلمي الذي تتولاّه الهيئة الأممية وترعاه منذ تأسيسها.» على هذا الدرب سار رحال وعمل ظل متفتحا على الآخر مستمعا لآرائه متقبلا لنظرته في مقارعة المتغيرات في البحث عن تحليل معمق لكبريات المسائل وأكثرها تعقيدا من أجل تكوين فكرة وتكوين الصورة الأنسب لعرضها وقت الحاجة والطلب.بذلك كشف الراحل عن شخصية دبلوماسية فريدة تفانت في خدمة الجزائر والدفاع عنها في كل الظروف.
ويحتفظ للراحل بمقولته التي ردّدها بلا انقطاع وظلّ يرافع من أجل التحسيس بها قائلا:» إن الحروب تنمو في أذهان البشر. في أذهان البشر لا بد من رفع دفاعات السلم « في إشارة إلى ضرورة النضال من أجل ترسيخ ثقافة السلم والابتعاد عن الكراهية والحقد المولّد لكل أشكال التناحر والتطرف والصراعات.
ع/ مختار عطار
(عضو سابق في بعثة الجزائر الدائمة في اليونيسكو)
وقفـة تقــدير وعـرفــان للفقيــد عبــد اللطيف رحـال
شوهد:501 مرة