احتضن، أمس، مقر اتحاد الكتاب الجزائريين لقاء فكريا، تناول موضوع «مشايخ الطريقة القادرية بين بغداد والجزائر، من مقاومة الاستعمار إلى مكافحة الإرهاب»، بحضور سفير العراق عدي الخير الله، وخطيب الحضرة القادرية الإمام الشيخ محمود جراد العيساوي، والباحث في الشؤون الإسلامية جواد علي كسار.
الندوة الفكرية التي تدخل في إطار الاحتفالات بستينية الثورة الجزائرية نظمت في اطار اتفاقية شراكة ثقافية بين اتحاد الكتاب الجزائريين وسفارة العراق بالجزائر. وقال عنها يوسف شقرة رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين ونائب الامين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب أن الهدف منها استلهام الدرس والعبرة من الثورة الجزائرية في المقاومة واتخاذ تجربة الجزائر في محارب الإرهاب مرجعية في مكافحة التنظيمات الإجرامية خاصة وأن شبكات الإرهاب تنامت وتجاوزت جرائمها الحدود والأوطان ما يستدعي مواجهتها دوليا.
من جانبه، نوّه سفير العراق عدي الخير الله بما يقوم به اتحاد الكتاب الجزائريين من مبادرات وندوات لتنوير الرأي العام بقضايا وطنية وعربية منها ندوة أمس.
الشيخ محمود جراد العيساوي، أحد أحفاد عبد القادر الجيلاني، استهل حديثه في إبراز الدور الذي لعبته الطريقة القادرية في نشر الإسلام، وهي الطريقة التي تنسب إلى عبد القادر الجيلاني، حسني الأب وحسيني الأم، حيث أفنى 30 عاما من عمره في دراسة العلوم الشرعية، مشيرا إلى أن القادرية ساهمت في مواجهة الهجمات التي شهدتها الأمة الإسلامية، وكانت السباقة في نشر الإسلام.
وقال الشيخ، بعدما ذكر بدور الزوايا في مواجهة الاستعمار، أنه لا يختزل الإسلام في التصوف لكنه جزء منه، وقد أطلق على الصوفية هذا الاسم لصفائهم وزهدهم وابتعادهم عن الخزعبلات الدنيوية، مبرزا ـ أيضا ـ أن عبد القادر الجيلاني، وقف ضد هجمات القبائل التركمانية التي أرادت بالدول الإسلامية شرا، وقد رفع راية الرابطة الروحانية، وهي الميزة المشتركة ـ حسب المتحدث ـ بين الجزائر والعراق، اللذين ابتليا بالتطرف والذي لن يقف في وجهه سوى التعاليم الربانية والروحانية النابعة من الزوايا ومن علماء التصوف.
كما تحدث الشيخ محمود جراد العيساوي، عن ما تشهده العراق حاليا، مشيرا إلى أن هذا البلد في امتحان عسير، حيث أن قوات الاحتلال دخلت بلاد الرافدين في 2003 لتحقيق أجندة استعمارية، بدأت بتدمير البنية التحتية للعراق وانتهت بدخول عصابات عاثت فسادا في هذا الوطن، وقال بأن ما يحدث أمر خارق، حيث تمنى أن يبتعد هذا الإجرام عن الجزائر حتى تعيش في أمان.
وأضاف خطيب وإمام الحضرة القادرية أن العالم العربي ابتلي بإرهابيين يقاتلون باسم الإسلام، داعيا إلى ضرورة الوقوف في وجه هذا المد التطرفي حفاظا على الأرواح وحقنا للدماء، عن طريق تكاثف الجهود وتفعيل التربية الروحية وأن لا يتعالى أحد على الآخر.
وشدّد المتحدث على أن» ما يحدث في العراق ليس حربا طائفية، وإنما هو قتال بين العراق وعصابات دخيلة، وأمريكا أرادت أن تنقل الخراب إلى هذا الوطن وتنفذ أجندتها، واستراتيجيتها في صناعة أرضيات جهادية حتى يتحارب المسلمون فيما بينهم».
ونبّه الشيخ العيساوي، إلى ضرورة الاحتراز والتأسيس السليم اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا لتحقيق التنمية المستدامة وتفعيل الركائز، فضلا عن مواجهة الهجمات التي تأتي من الخارج، قائلا «نحن أمام تيار متطرف، علينا مواجهته»، معيبا في الذات السياق على الصمت المطبق الذي تعتمده بعض الدول المستقرة سياسيا، والتنديد بما يحدث في مختلف الدول العربية.
ندوة فكرية بمناسبة ستينية الثورة الجزائرية
«مشايــخ الطريقـة القادريــة بيـن بغــداد والجزائـر»
هدى بوعطيح
شوهد:335 مرة