لوحت جبهة “البوليساريو” بالعودة إلى الكفاح المسلح لاسترجاع حق الشعب الصحراوي في العيش تحت كنف الاستقلال، وطرد المستعمر المغربي شر طردة.
يبقى خيار السلاح صائبا في ظل النفاق الدبلوماسي وانتشار لغة المصالح والبراغماتية في العلاقات الدولية وباتت قضايا الشعوب العادلة سجلا تجاريا لمصاصي الدماء لكسب الامتيازات والحصول على مزايا على حساب كرامة الشعوب.
يؤكد التاريخ، أن جميع القضايا العادلة انتهت بانتصار الشعوب، خاصة إذا حملت السلاح. فمن الفيتنام، الجزائر وكوبا، إلى جميع الدول التي تم استعمارها، تفوقت الشعوب على الأنظمة الاستعمارية وأجبرتها على الرجوع من حيث أتت، بالرغم من قلة العدة والعتاد. صاحب الحق يدافع عن قناعة، بينما الذي هو على باطل سيخسر مرتين من خلال خروجه يجر أذيال الهزيمة وكذا معاقبته من قبل شعبه الذي زج به في حرب لا تعنيه.
كل المؤشرات توحي بتفوق الصحراويين، خاصة وأن المغرب الذي يكون قد أعاد تسليح جيشه وهو أمر ليس بالكبير في ظل عدم اقتناع الشعب المغربي بالدفاع عن قضية تهم المخزن فقط، الذي يحول لرصيده سنويا ثروات بـ5 ملايير أورو، في الوقت الذي كان يجب أن توجه لخدمة الشعب المغربي الذي يتم إسكاته بأموال المخدرات والكوكايين التي يتفنّـن الرباط في إنتاجها وترويجها.
وعليه، فالسلم الاجتماعي في المغرب هشّ ويتم التحكم فيه من خلال إثارة الأزمات ومحاولة جلب الرأي العام المغربي حولها وحتى استبعاد تنظيم كأس إفريقيا 2015 لم يكن بريئا، لأنّ الراية الصحراوية كانت ستحلق في سماء المغرب، وكانت ستكون فرصة للأفارقة لتجديد مطلبهم باستقلال الصحراء الغربية، وبالتالي فالمغرب بات يخاف من كل شيء فما بالك لو وجهت ضده مقاومة مسلحة.
لقد اتخذ الجزائريون قرار الكفاح المسلح، بالرغم من كثرة الاختلافات الداخلية ولكن التاريخ يفرض في بعض الأحيان اندفاعا زائدا عن اللزوم، لأنّ الزمن الذي نعيش فيه، الجميع يلهث وراء الحياة والمادة بكل الوسائل وقد نجبرهم على اتخاذ قرارات يرونها مستحيلة في وقت السلم