أخذ الحراك السياسي في الساحة الوطنية منعرجا جديدا، بعدما تقاطعت أحزاب الموالاة والمعارضة على حد سواء في آخر خرجة إعلامية لها في موقف موحد من مبادرة جبهة القوى الاشتراكية «الافافاس» بخصوص «الإجماع الوطني». ورغم أن التيارين يعارضان الحديث عن رفض صريح لهذه الأخيرة، إلا أن تحركهما في حد ذاته مبادرة مضادة تقطع الطريق عليه، وتؤسس لتكتلات جديدة.
تتجه الطبقة السياسية عموما نحو تكتلات جديدة، لكن هذه المرة الأمر مختلف، ذلك أن هذه التكتلات لن تقتصر على الأحزاب المتخندقة في صفوف المعارضة، وإنما تمتد إلى أحزاب الموالاة بعدما أعلن الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عمار سعداني عن «شروعه في الالتقاء بالتشكيلات المساندة لرئيس الجمهورية الواحدة تلو الأخرى».
هذه الخطوة قد تمهد لتكتل جديد قديم، ذلك أن أحزاب المساندة تكتلت في وقت سابق تحت لواء «التحالف الرئاسي»، الذي اقتصر على أحزاب الأغلبية ممثلة آنذاك في «الآفلان» و»الأرندي» و»حمس» على أن تتغير التشكيلات فقط.
وفي الوقت الذي تحدث فيه سعداني عن لقاءات مع الأحزاب رافضا تصنيفها صراحة في خانة مبادرة، أعلنت أحزاب المعارضة رفضها لمبادرة «الأفافاس»، الذي يجري لقاءات مع أحزاب وشخصيات وطنية وممثلي المجتمع المدني، لتتفق المعارضة والمساندة لأول مرة منذ مدة حول نقطة مشتركة ممثلة في القفز على مبادرة «الأفافاس»، رغم أنها لاقت مبدئيا موافقة، وإذا كانت الموالاة تشترط احترام المؤسسات الشرعية، فان المعارضة منقسمة وأي مبادرة تقودها تشكيلة تحسب لها والأمر مرفوض لأنه يؤثر على تموقع باقي التشكيلات ليبقى الأمر مرتبط بحرب الزعامة.
وعلى الأرجح، فان حرب الزعامات ستفرز مستجدات خلال الأيام المقبلة، وستنعكس حتما على المشهد السياسي، الذي قد يعود إلى عهد التكتلات لإعطاء دفع وثقل للعمل السياسي لكل من الموالاة والمعارضة.
مبادرات أحزاب المساندة والمعارضة تنعش الساحة الوطنية
الطبقة السياسية تتوجه نحو تكتلات جديدة
فريال بوشوية
شوهد:347 مرة