أكد أساتذة وباحثون، أمس، بمنتدى التعليم العالي الجزائري ـ الفرنسي بالمدرسة العليا للأعمال بالعاصمة، أن التصنيفات العالمية للجامعات يعتمد أساسا على الحضور العلمي الدولي عبر مواقع الأنترنت وجودة التعليم والتدريس ومخرجات البحث، مشيرين إلى أن إدراج الجامعة الجزائرية في ذيل الترتيب لا يعكس المستوى الرفيع الذي وصلته في السنوات الأخيرة.
وصرح غماري عبد الصمد رضا، أستاذ باحث بالمدرسة الوطنية العليا للإعلام الآلي لـ«الشعب”، أن الجامعة الجزائرية عرفت ديناميكية وتطورا كبيرا من حيث نوعية التعليم والهياكل تجاوبا مع المتطلبات الدولية، مؤكدا أن الجهود التي بذلتها الدولة أعطت ثمارها خاصة فيما يتعلق برفع ميزانية البحث العلمي وتوفير عدد هائل من مخابر ومراكز البحث، معتبرا أياها جامعات فتية نتائج أبحاثها ستظهر مع مرور السنين، “فليس من العدل مقارنتها بجامعات كبرى لها تاريخ طويل في الإنتاج العلمي والابتكار والتطور التكنولوجي”.
وأضاف غماري، أن مقاييس التصنيفات العالمية تركز أكثر على المحتوى الإلكتروني، الذي يبقى دون المستوى في الجزائر، بحيث يلاحظ أن مواقع الجامعات الجزائرية تخلو من إنتاجاتها العلمية ونشاطاتها البيداغوجية ولا تواكب ما يحصل دوليا، وهو ما أثر على تصنيفها العالمي سواء تعلق الأمر بتصنيف “جايو تونغ شنغهاي” أو “ذاي أوس” أو “بيومتريكس” وغيرها...
ويرى غماري أن تغيير أسماء الجامعات الجزائرية في كل مرة أثر كذلك على تصنيفها، على اعتبار أن هناك كما هائلا من أعمال بحث قيمة لباحثين جزائريين نشرت وحققت رواجا دوليا، لكن تغيير تسميات الجامعات الوطنية التي ينتمون إليها جعل الإنتاج البحثي لكل جامعة يبدو قليلا بالمقارنة مع باقي بحوث جامعات الدول الأخرى، مشيرا إلى أن التعاون مع الجامعات الكبرى الأجنبية سيساهم في التعريف أكثر بالإنتاجات العلمية للباحثين الجزائريين ويعطيها زخما أكثر دوليا، سيحسن حتما من ترتيب الجامعات الوطنية.
وذكر ممثل جامعة بومرداس بالمنتدى، أن المحيط الاجتماعي والاقتصادي الذي يعيشه الباحث والطالب يلعب دورا مهما في الرفع من مستوى الجامعة الجزائرية خاصة فيما يتعلق بتدفق الانترنت، الذي مازالا ـ حسبه ـ ضعيفا لا يساعد على القيام بمهامهم العلمية على أكمل وجه.
من جهته اعتبر أستاذ بالمعهد الوطني للتجارة، أن مسؤولية رفع مستوى الجامعة الجزائرية تقع على عاتق رؤساء الجامعات، المطالبين باستغلال الإمكانيات المادية الكبيرة التي وفرتها الدولة، مقدما مثالا عن جامعة المدية التي قال عنها أنها تتوفر على كل الشروط، لكن المنتوج العلمي بقي ضعيفا، منوها في نفس الوقت بالتطور الهائل التي عرفته جامعة تلمسان، بحيث أصبح موقعها الإلكتروني مرجعا للباحثين داخل وخارج الوطن.