استقرت جائزة “أبناء نوفمبر” المنظمة من قبل وزارتي المجاهدين والاتصال، بمناسبة ستينية الثورة التحريرية، على 9 أسماء من الصحافة المكتوبة والإذاعة والتلفزيون، ورسخ نجاح الطبعة الأولى للمسابقة لتقليد جديد سيشرك الإعلاميين للاجتهاد والمساهمة في كتابة تاريخ الجزائر، عبر التنقيب والتحري لتقديم أعمال نوعية تبرز حقائق الماضي الثوري للبلاد.
قدمت الصحافة الوطنية على مساهمة نوعية في إثراء المساعي الجادة لتوثيق وكتابة تاريخ الكفاح التحريري ضد الاستعمار الفرنسي، وشاركت بأزيد من 200 عمل في مسابقة جائزة “أبناء نوفمبر” التي نظمتها وزارة المجاهدين بالتنسيق مع وزارة الاتصال، قبل أن تكشف سهرة أول أمس، عن أسماء الفائزين.
الوزير الطيب زيتوني، قال في افتتاح الحفل الذي حضره، وزراء من الحكومة منهم حميد ڤرين، وزير الاتصال، محمد عيسى، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، نادية لعبيدي، وزيرة الثقافة، وزهراء دردوري، وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، إلى جانب ميلود شرفي، رئيس سلطة ضبط القطاع السمعي البصري، أن “للمسابقة دلالة قوية كونها تتزامن مع ستينية اندلاع الكفاح المسلح وكذا لترسيخ وتعميق تاريخ الثورة من طرف الأسرة الإعلامية وتخليد القيم والمثل العليا لبيان أول نوفمبر”.
وأكد زيتوني أن وزارة المجاهدين، عملت على إعطاء المبادرة المميزات اللازمة قائلا: “لأننا كلنا أبناء نوفمبر نعمل بقيم ثورتنا المجيدة “، مضيفا أن “ المواعيد التاريخية للبلاد في حاجة ماسة للأعمال الإعلامية لإبراز الصورة اللامعة للجزائر”.
من جهته، اعتبر وزير الاتصال، حميد قرين، تسمية الجائزة “أبناء نوفمبر” تغني عن ألف كلمة لما ترمز له من التضحية وحب الوطن وقيم المجتمع الجزائري، ودعا إلى جعلها تقليديا سنويا، لافتا إلى أن “كل كتابة إعلامية عن الثورة هي تكريم لنوفمبر”.
وبالنسبة لرئيس لجنة التحكيم، المجاهد والوزير الأسبق لمين بشيشي، فإن نجاح المسابقة، فاق كل التوقعات، حيث دفعت غزارة المساهمات إلى تأخير آخر أجل لإرسال الأعمال الصحفية من 01 أكتوبر إلى 15 من ذات الشهر.
لجنة التحكيم عالجت أزيد
من 200 عمل صحافي
ولم يخف بشيشي، أن مشاركة الإعلاميين المقدر بـ82 عملا من الصحافة المكتوبة، كانت أفضل وأرقى، دون أن يقلل من قيمة 90 مساهمة إذاعية و20 مشاركة تلفزيونية.
وتولى عضو اللجنة جمال يحياوي، مدير المركز الوطني للدراسات والبحث عملية الإعلان عن المراتب الثلاث الأولى في مجالات الصحافة المكتوبة، الإذاعة والتلفزيون، وقدرت القيمة المالية للجائزة الأولى بـ500 ألف دج والجائزة الثانية بـ300 ألف دج في حين تبلغ القيمة المالية للجائزة الثالثة 200 ألف دج.
وكانت الجائزة الأولى من نصيب الصحافي في جريدة “يومية وهران” يزيد ذيب عن مقال “نارة من أجل خلود أبدي” تحدث فيه عن المنطقة التي دفن بها الشهيد البطل، مصطفى بن بولعيد، في أعلي جبال الأوراس بباتنة. وعادت المرتبة الثانية في الصحافة المكتوبة دائما لصحافي جريدة صوت الأحرار ناصر لمجد عن مقال “ديغول مصالي، القوة الثالثة”. ومن مجلة ميموريا توجت الصحفية نورة صاري بالجائزة الثالثة بمقال عنوانه: “محارق الظهرة”.
وفازت صحفية إذاعة “الجزائر الدولية”، بالجائزة الأولى عن موضوع حول التعذيب أثناء الثورة التحريرية، وعادت الثانية لفارس بلورنة صحافي من إذاعة ميلة عن عمل عنوانه “قوافل الحرية”، ومن القناة الإذاعية الثانية الناطقة بالأمازيغية، فازت جوهر بورة بالثالثة عن موضوع حول حياة “العقيد محند أولحاج”.
وفيما يتعلق بالعمل التليفزيوني، نال الجائزة الأولى نبيل حمداش صحافي من المؤسسة العمومية للتلفزيون بإنجازه حصة بعنوان: “شهداء أحياء”، أما الجائزة الثانية فعادت للإعلامي خير الدين بن زعرور من قناة “الشروق تي في” بعمل عن القناص أحمد تومي بلهويدي. والجائزة الثالثة للصحفي عبد القادر خربوش من قناة “دزاير تيفي” عن موضوع “الإرث المسموم” الذي تناول ضحايا التجارب النووية الفرنسية برقان.
وقال وزير المجاهدين بعد نهاية الحفل، أن “اليوم هو جزء من كتابة التاريخ ويشجع المجاهدين على تقديم شهاداتهم والإعلاميين على بذل مزيد من الجهد في المجال”، معتبرا أن كثرة الأعمال المشاركة دليل على نجاح الطبعة الأولى للمسابقة.
واعتبر وزير الاتصال حميد قرين، فوز صحفيين من مختلف جهات الوطن ومن مؤسسات إعلامية ووطنية، دليل على أن المتوّجين موهوبين، وأن الصحافة الجزائرية قادرة على كتابة تاريخ الجزائر بدقة وليس بموضوعية فقط، مشددا على توخي الاحترافية كي تصبح سمة متلازمة مع العمل الإعلامي. هذا وتقرر الحفاظ على المسابقة لسنوات مقبلة بعد ما لقيته الطبعة الأولى من نجاح.