دعا وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الملك بوضياف، أمس، بالجزائر العاصمة، إلى ضرورة «ترقية وتنسيق التعاون وتنمية البحوث العلمية في مجال مكافحة داء السيدا بمنطقتي شمال إفريقيا والشرق الأوسط».
وأشاد الوزير في كلمة له في أشغال الاجتماع الرفيع للنساء الرائدات في مجال مكافحة السيدا لمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط بـ»نوعية الشراكة القائمة بين المنطقتين مع وكالات منظومة الأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة لداء السيدا لدعم التعاون ومواجهة مختلف التحديات في مجال مكافحة هذا الداء».
وذكر بوضياف في هذا الإطار، بـ»المبادرة الأخيرة الهادفة إلى «ترقية التعاون جنوب ـ جنوب وتنمية البحوث التطبيقية حول التحديات الجهوية»، مبرزا أهمية إنشاء مركز جهوي للبحث والتعاون في مجال الايدز».
بالمناسبة، تطرق الوزير إلى كل جهود الجزائر لمكافحة داء السيدا منذ 1985، مشيرا إلى أنه تم منذ 1989 «تسطير مخططات متتالية لمكافحة السيدا على المستويات القصيرة والمتوسطة والطويلة» والتي سمحت -كما قال- بتسجيل «نتائج معتبرة» في مجال المكافحة.
وشدد ممثل الحكومة «التزام السلطات العمومية على مكافحة هذا الداء من خلال التجند التام للحكومة والفاعلين من بينهم المجتمع المدني ومن خلال وضع الإطار التنسيقي والمتعدد القطاعات وفق المبادئ الثلاث بواسطة مرسوم تنفيذي للوزير الأول.
كما أكد على أهمية تطبيق البرنامج الوطني الاستراتيجي المتعدد القطاعات لمكافحة هذا الداء والذي يتميز بـ»مقاربة التخطيط مبنية على النتائج وفق ما أملته منظمة الأمم المتحدة لمكافحة داء السيدا (صفر إصابة جديدة)».
وينتظر من هذا المسعى، حسب الوزير، تحقيق «تقليص ملحوظ من الإصابات الجديدة والقضاء على نقل فيروس المناعة المكتسبة من الأم إلى الطفل». كما يهدف إلى تقديم مجانية الخدمات الصحية بما في ذلك العلاج الثلاثي للجميع والتوطيد المستمر للشراكة مع وكالات الهيئة الأممية خاصة مع برنامج الأمم المتحدة للسيدا وإشراك الفاعلين من المؤسسات والمجتمع المدني. كما ركز على أهمية مواصلة عملية الكشف وترقية الكشف الطوعي عند فحوصات ما قبل الزواج، ودعم العمل الجواري للوقاية من المرض، لاسيما عند النساء منهن في سن الإنجاب ودعم التكوين الطبي المتواصل لفائدة المستخدمين والتكفل بالإصابات المتنقلة جنسيا وتحسين نوعية العلاج والخدمات السائدة.
وذكر الوزير في نفس السياق، بأهمية إنشاء سبعة مراكز مرجعية جديدة للتكفل بالإصابة بهذا الداء، وتكثيف برامج التربية العلاجية وموصلة نشاطات الدعم للمصابين.
من جهة أخرى، شدد بوضياف في كلمته على «الأهمية البالغة التي توليها السلطات العمومية لمكانة المرأة في المجتمع ودورها في تحقيق التنمية في شتى المجالات»، مشيرا إلى أن نسبة النساء العاملات في قطاع الصحة قدرت بـ44 بالمائة.
ضرورة توفير العلاج المناسب للمصابين
شدد وزير الصحة والسكان واصلاح المستشفيات، عبد المالك بوضياف، أمس بالجزائر العاصمة، على ضرور «توفير العلاج المناسب للمصابين بداء السيدا في مختلف التخصصات».
وأوضح الوزير في ندوة صحفية نشطها بمعية المديرالتنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالايدز، ميشال سيديبي، أن المصابين بداء السيدا «يستفيدون من التكفل العلاجي في مختلف التخصصات كالعلاج النفسي وطب الاسنان والجراحة».
وذكر في هذا الإطار، بالتعليمة الأخيرة التي وقع عليها والتي تنص على «توفيرالعلاج الجيد والتكفل الأنجع بالمصابين بداء السيدا وتوفير الأدوية لهم».
وألح في هذا الإطار، على «التزام السلطات العمومية بمكافحة هذا المرض من خلال تجسيد البرنامج الوطني الاستراتيجي 2013 - 2015 في إطار الأهداف والالتزامات المعبرعنها من طرف منظمة الامم المتحدة حول الإيدز لجوان 2011 والتي صادقت عليها الجزائر. وأشار إلى أن نسبة انتشار السيدا في الجزائر لايتعدى 1ر0 بالمئة، مبرزا بأن الحالات المسجلة تتمركز لدى «شرائح الأكثر عرضة للاصابة بالأمراض المتنقلة جنسيا».
وقال أنه بناء على معطيات المخبر الوطني المرجعي في مجال السيدا «نسجل ما بين 700 و800 حالة جديدة في السنة «علما بأن عدد المصابين منذ 1985 لايتعدى 8 آلاف حالة لحد الآن»، حسب إحصائيات من القطاع.
كما ذكر الوزير بالجهود الوطنية المبذولة لدعم الكشف الطبي والوقاية في إطار العمليات التحسيسية والتوعوية بمشاركة كل الفاعلين وتوفير العلاج وتعزيز الشراكة مع الهيئات الاممية المختصة وبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة داء السيدا.
وأكد ـ أيضا ـ على أهمية محاولة القضاء على نقل فيروس نقص المناعة المكتسبة، لاسيما من الأم إلى الطفل عن طريق الكشف والفحوصات الطبية للمرأة الحامل، وكذا عن طريق الكشف الطوعي وتحسين نوعية العلاج.
وكما ذكر بالبطاقة الصحية، التي تم وضعها منذ سبعة أشهر في مختلف ولايات الوطن لمعرفة الأوضاع الصحية على المستوى الوطني، مقدرا عدد الوفيات المسجلة بسبب الايدز بـ»القليل جدا».
كما شدد الوزير، على أهمية إنشاء مشروع المركز الجهوي لمكافحة السيدا في الجزائر نظرا للإمكانيات المالية والبشرية التي تتوفر عليها لدعم التعاون في مجال مكافحة المرض في المنطقتين العربية والإفريقية. من جهته، دعا السيد ميشال سيديبي إلى أهمية «تكثيف الجهود الجهوية لمواجهة داء السيدا الذي يمكن ان يستفحل بالمنطقة»، خاصة وأن إفريقيا ـ كما قال ـ «تعد المنطقة الثانية في العالم المهددة بانتشار المرض بكثرة».
وأشاد المدير التنفيذي للبرنامج الأممي لمكافحة السيدا بـ»تجربة الجزائر في مجال مكافحة هذا الداء» والتي تمكنت على حد تعبيره في فترة وجيزة من مراقبة انتشار هذا الوباء والتقليص منه، داعيا إلى الاستلهام من «تجربة الجزائر في مجال المكافحة والوقاية من المرض لتحقيق النتائج المرجوة»