حضور قوّي عبر تغطية ميدانية مباشرة ولقاءات حية مع المشاركين والضيوف الأفارقة
”إفريقيا في الجزائر”..و”الجزائر تحتضن إفريقيا”..صفحات وملفات للتاريخ
واكبت “الشعب” بتميز الحدث الاقتصادي الإفريقي الأضخم قبل انطلاقه بأزيد من أسبوعين، حيث خصصت له تغطية استباقية موسعة شملت ملفات تحليلية ورؤى معمقة تجاوزت حدود المعلومة الصحفية إلى تقديم مواد مرجعية قاربت رهانات الجزائر كبلد مستضيف، وتطلعات القارة ككل. ومن خلال صفحاتها، ركزت على أهداف المعرض والمكاسب المنتظرة، وعلى مشاركة أزيد من 2000 فاعل من 75 دولة. ومع انطلاق الفعاليات، عززت حضورها عبر تغطية ميدانية مباشرة من قصر المعارض، بفضل فرقها في القسمين الاقتصادي والوطني، لتؤكد مرة أخرى مكانتها كعين ساهرة على الأحداث الاستراتيجية ذات البعد القاري والدولي.
على مدى أكثر من ثلاثة أسابيع، كرست “الشعب” ريادتها الإعلامية لمواكبة الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية، فجعلت من صفحاتها منبرا لاستعراض رهانات الحدث وما يحمله من فرص واعدة للاقتصاد الجزائري والإفريقي. وانخرطت، بصفتها أول يومية ناطقة بالعربية بعد الاستقلال، في إبراز البعد الاستراتيجي للمعرض باعتباره خطوة نحو تكامل قاري يستند إلى الثروة البشرية الإفريقية، وفي مقدمتها الشباب باعتبارهم وقود النهضة المستقبلية. ولم تكتف “الشعب” بالنقل الآني للأجندة، بل أرفقت ذلك بحوارات وتحاليل معمقة مع خبراء ومسؤولين، لتضع القارئ في قلب الحدث بكل تفاصيله. وقد تحولت صفحاتها، الاقتصادية والسياسية والثقافية، إلى مرآة عاكسة لمعرض منح الجزائر موقعا محوريا كقبلة للتجارة الإفريقية، مؤكدة أنها تظل العين الساهرة التي تنقل الخبر بموضوعية، وتربط بين الفعل الاقتصادي في الميدان وجمهور القراء الباحث عن المعلومة الدقيقة والتحليل الرصين.
ثــروة قاريــة تتوارثهــا الأجيــال
في تغطيتها للمعرض، أبدعت “الشعب” في تنويع معالجاتها الإعلامية عبر ملفات ثرية جمعت بين التحاليل والحوارات والاستطلاعات، لتضيء تفاصيل التحضيرات والاستعدادات، وأهداف المعرض ومكاسبه. ولم تحصر اهتمامها في الاقتصاد فقط، بل أبرزت تكامل القطاعات، من التجارة والصناعة إلى الثقافة، باعتبار أن القوة الناعمة ثروة إفريقية أصيلة يجسدها المبدعون بأعمالهم الفنية والأدبية والسينمائية والتشكيلية، وتشكل رصيدا حضاريا متجددا تتوارثه الأجيال.
وفتحت “أم الجرائد” صفحاتها لمسؤولين وخبراء، فنقلت تصريحات حصرية لكوثر بناني، وعبد الحميد واري، وسليم مهناوي، وإسماعيل إنزران، إلى جانب مواقف مدير التنمية الاقتصادية بمفوضية الاتحاد الإفريقي باتريك أولومو الذي أشاد بالتزام الجزائر بوحدة القارة وتنميتها. كما سلطت الضوء على تحليلات نبيل جمعة الذي وصف الجزائر بالمحرك المحوري للتكامل القاري، وحاورت أسماء بارزة مثل مولود خليف، عبد الرحمان هادف، ولعلى بوخالفة حول فرص الاندماج وآفاق الريادة الجزائرية.
وعززت التغطية بحوارات مع خبراء وأكاديميين منهم فريد كورتل، الهواري تغرسي، عبد المجيد قدي، فارس هباش، يوسف غازي، فارس مسدور، مراد كواشي، وعبد القادر بريش الذي كان حضوره لافتا، إضافة إلى عبد القادر سليماني وبوزياني عمرو رئيس الفدرالية الجزائرية للمصدرين، الذي كشف عن طموح الجزائر في بلوغ 100 سوق وتحقيق 20 مليار دولار صادرات خارج المحروقات. بهذه المقاربات، جسدت “الشعب” رسالتها كمنبر وطني وقاري يؤكد أن إفريقيا ليست مجرد سوق واعدة، بل ثروة حضارية واقتصادية تحمل سر نهضتها المستقبلية.
محطة مفصليـة في مسـار الاندمـاج
في ملف ضخم، عنونت “الشعب”: “الجزائر المنتصرة تصنع المستقبل الإفريقي “...و”إفريقيا في الجزائر”..و”الجزائر تحتضن إفريقيا ”، مشددة على أن جاهزية الجزائر لاحتضان المعرض لم تأت صدفة، بل بفضل استثمار في البنى التحتية واعتماد الرقمنة في مختلف المراحل. ولم تقتصر على إبراز الجاهزية التقنية، بل نقلت أيضا شهادات إعلاميين جزائريين وأفارقة حول استعدادهم لتغطية الحدث الاقتصادي الأبرز، مؤكدة أن الجزائر بصدد التحول إلى مركز اقتصادي قاري.
كما نشرت تصريح كاتبة الدولة المكلفة بالشؤون الإفريقية سلمى بختة منصوري، التي أكدت التزام الجزائر بدعم مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية وتعزيز التكامل الإقليمي والتحول الاقتصادي للقارة. وأشارت في تحليلاتها إلى أن جزائر الانتصارات محطة مفصلية في مسار الاندماج الإفريقي، وأن آثار الحدث تتجاوز حدود الجزائر لتشمل القارة بأكملها.
وفي صفحاتها الأولى، برزت عناوين مثمنة لقيمة المعرض مثل: “الجزائر المنتصرة تقود إفريقيا إلى الاستقلال الاقتصادي”. كما واكبت أصداء العارضين داخل أروقة إياتياف، حيث ظهر المنتوج الجزائري بجودة عالمية وقدرة تنافسية. وخصصت تقاريرها لتوسع شراكات سونطراك الإفريقية، توقيع مذكرة تفاهم مع كينيا، مشاريع لتوسعة الأنابيب وتأمين الغاز، والتعاون الجزائري–الأوغندي بمشاريع ملموسة، إلى جانب القفزة النوعية في صناعة مواد البناء.
ولم تهمل الجانب الإعلامي، إذ خصصت مساحة بارزة للتغطية الإفريقية تحت عنوان: “قارة ملتزمة ومتضامنة وطموحة”، حيث أكدت وسائل إعلام إفريقية أن الجزائر أصبحت فضاءً جامعًا وقطبا استثماريا صاعدا.
حصيلـــة إيجابيـــة تعكس نجــاح المعــــرض
أنهت “الشعب” تغطيتها بحصيلة تعكس نجاح الطبعة الرابعة للمعرض، بعد حضورها توقيع عقود فاقت 300 مليون دولار بين مؤسسات جزائرية وإفريقية، ومواكبتها لتصريحات وزير التجارة حول مشاريع دفع النهضة القارية، إلى جانب إعلان شركة “السويدي إلكتريك” المصرية نية الاستثمار في الجزائر بـ2.5 مليار دولار. وعلى امتداد أسبوع كامل، لم تتوقف تغطيات طاقمها الإعلامي بين ريبورتاجات وحوارات واستطلاعات مع مستثمرين وشباب ونساء أعمال ومسؤولين من مؤسسات إفريقية كـ«أفريكسيم بنك” ومنطقة التجارة الحرة “زليكاف”. وبهذا الأداء المهني، بصمت “الشعب” المشهد الإعلامي الوطني، مؤكدة أنها تظل العين الساهرة التي تنقل الصورة الكاملة بموضوعية وعمق وولاء لجزائر الأحرار والشهداء.