مشاريع بحثية وتطبيقات مبتكرة ثمرة الإصلاحات الجديدة
قام رئيس الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات، البروفيسور محمد هشام قارة، بزيارة جناح الابتكار التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وذلك ضمن فعاليات الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية المنعقد بالجزائر. وقد شكّلت هذه الزيارة فرصة للاطلاع على أحدث المشاريع البحثية والتطبيقات المبتكرة، التي عرضتها مختلف الجامعات ومراكز البحث.
خلال زيارته لجناح الابتكار بقصر المعارض رفقة الوفد المرافق له، أكّد البروفيسور هشام قارة في تصريح لـ «الشّعب»، أنّ الاهتمام بالمشاريع العلمية والابتكارات يمثل أولوية كبرى، موضّحا أنّ الهدف الأساسي يتمثل في جمع المعلومات حول ما يدور في الساحة الوطنية من أفكار مبتكرة، خاصة وأنّ الدولة تعول كثيرا على طاقات الشباب في هذا المجال.
أضاف رئيس الأكاديمية، أنّ الجامعات ومراكز البحث العلمي في الجزائر تبذل مجهودات معتبرة، وهو ما تعكسه الجوائز التي تحصّلت عليها البلاد في مختلف الميادين، سواء في الصحة أو الصناعة أو الزراعة، وحتى في مجالات متقدمة مثل صناعة السيارات والهيدروجين. وأوضح أنّ هذه الإنجازات تبرز المكانة المرموقة التي تحتلها الجزائر على المستوى الإفريقي.
أفاد البروفيسور أنّ التحدي المقبل يكمن في كيفية إيصال هذه المنتجات المبتكرة إلى الأسواق الإفريقية والخارجية، فالمسألة لا تتعلّق بالتصنيع فقط، بل بإيجاد سبل ناجعة لتسويقها وتصديرها بما يضمن حضور الجزائر القوي في محيطها الإقليمي والدولي.
كما وقف رئيس الأكاديمية على بعض المشاريع الابتكارية والعلمية، حيث اطلع على ابتكار قدمته شركة «دي جي روتس إكس»، يتمثل في مشروع تعليمي يحمل اسم «ناير»، موجّه للأساتذة في الجامعات، يتيح لهم الوصول إلى مواد وتجارب علمية طبيعية بشكل مبسّط، مثل الصور الميكروسكوبية، الصور الإشعاعية، وصور التشريح، بما يساعد على تحسين أساليب التعليم ويجعل التعلم أكثر وضوحا وفعالية.
استمع البروفيسور قارة إلى الشباب المبدع، الذي عمل على تطوير حلول إلكترونية متخصّصة لدعم التعليم في مجال الطبّ، إضافة إلى توفير أدوات رقمية تسهّل عرض المحتوى العلمي، سواء في الطبّ أو التشريح أو علوم الطبيعة. هذا الابتكار يهدف إلى الجمع بين التكنولوجيا والمعرفة، بما يمكّن الأساتذة من شرح المواد بطريقة حديثة وتفاعلية.
كما زار أيضا شركة علمية متخصّصة في صناعة الغذاء الحيواني من بقايا التمور غير الصالحة للاستهلاك البشري، حيث استمع إلى أصحاب المشروع الذين قاموا بتثمين هذا المورد المحلي. وكانت النتائج مذهلة، إذ أبدت الوفود الإفريقية اهتماما كبيرا به، خاصة أنه يساهم في تعزيز الأمن الغذائي من خلال دعم إنتاج اللحوم.
كما اطلع رئيس الأكاديمية على منتج ثانٍ حاز الجائزة الثانية لرئيس الجمهورية، وهو نظام متكامل يضمّ ثلاث براءات اختراع، يتيح التحكّم الذكي في السقي والتسميد ومراقبة الأمراض الزراعية، مع المحافظة على الموارد المائية خاصة في المناطق الصّحراوية. كما يمكن متابعة العمليات عن بعد عبر الحاسوب أو الهاتف الذكي. وهذان الابتكاران من شأنهما دعم التنمية المستدامة وتعزيز الأمن الغذائي، ليس في الجزائر فقط بل على مستوى القارّة الإفريقية.