في جولتنا عبر أحياء مدن ڤالمة وبلدياتها بعد الحملة الانتخابية لاحظنا ملصقات تحمل أسماء وصور المترشحين الذكور ما عدا صور النساء محذوفة، كما سجلنا التنوع في الآراء فهناك من اعتبر حذف صورة المرأة سلوكا إيجابيا وهناك من تساءل لماذا حذف صورا لنساء ما دام قررت المشاركة فحسبهم كيف سيتم التعرف عليهم ومن هن ممثلات الحزب والقوائم.
فقد اختلف الشارع القالمي، هناك من رأى أن للمرأة دورا فعالا في الانتخابات في التأثير والإقناع وأنها نصف المجتمع وجب أن تخوض المغامرة لما لها القدرة أن تخوض في الساحات السياسية وان تصنع القرار والتاريخ يشهد بذلك، فليس كل الرجال لهم القدرة على اتخاذ القرارات وهكذا الحال بالنسبة للنساء.
وفي هذا الشأن يقول محمد شيروف «المرأة في المجتمع القالمي ما زالت تخاف من أحكام المجتمع وخوفا من تقاليد المجتمع تجد التردد كثيرا من قبولهن في المشاركة، وهذا ظهر من خلال الملصقات الدعائية للقوائم الانتخابية لاحظنا أكثريتهن نزعت صورهن بسبب الخوف، ويضيف «وجب على المرأة أن تفرض وجودها وتغير نظرة الشارع لها ما دام القانون أعطى لها حق المشاركة فهو حق من حقوقها.»
وتقول الآنسة عزايزية رشيدة اطار بمديرية النشاط الاجتماعي ان المرأة تتمتع بدور فعال وايجابي للدعم والتنمية، فرغم العقبات التي تتلقاها نظرا لجهل البعض بفكرة الانتخاب التي تعبر بالدرجة الأولى عن صرامة المرأة وعن حريتها. ولهذا على المرأة المشاركة والمساندة القوية من اجل أن تأخذ حقوقها بكل روح رياضية .
كما كان للنساء الأخريات رأي قوي عزز من مكانة المرأة المشاركة ويعطي الدفع لمثيلتها حيث تقول حدة جبابلة عاملة بالصحة بأن مشاركة المرأة فعالة فهي ليست منافسة للرجل وإنما منافسة للظلم ومشاركة لخدمة المواطن والبحث على التنمية، مضيفة أن مشاركة المرأة لا تقل أهمية عن مشاركة الرجل في المساهمة بخدمة الوطن، فالحملة مشروع وطني يجب المساهمة فيه وبكل فخر..
كما صرحت لنا غربي خروفة أرملة نحينح ٥٥ سنة المرأة لها حقوق في جميع الميادين، تساعد في محيط الإدارة ولها صلاحيات للعمل على التغييير والمساهمة في التنمية والقضاء على الظلم، تقول بانها اقتنعت بالمشاركة عن طريق صديقتها التي طلب الكثير منها المشاركة بالقائمة وما رأته من المستوى الأخلاقي والديني، وتضيف بأنها فخورة بالمشاركة.
وتضيف رزيقة زروق موظفة ببلدية لخزارة ٤١ سنة بان مشاركة المرأة كانت إجبارية وهناك من شاركن عن اقتناع، وضمن القوائم الانتخابية بعد محاولات جاهدة، فحسبها هذه التجربة الأولى لتخرج المرأة وتقف مع الرجل لتسيير أمور الشعب خاصة بالمناطق المحافظة هناك صعوبات، وتقول بان الانتخابات القادمة ستشهد مشاركة أكثر للمرأة بعدما ترى نجاح أختها أو صديقتها، المرأة تحتاج لدافع لتأخذ القرارات. فالخوف والرهبة والانغلاق الذي تعاني منه في بعض المناطق هو سبب تراجعهن، فالانتخابات المحلية لسنة ٢٠١٢ ستجعل الشعب يحكم على دور المرأة سلبا او إيجابا فبقانون وضعها، المرأة من ستحدد وتفرض وجودها إما أن بتمثيل سلبي او ايجابي، وتضيف قائلة: «هناك بعض الصعوبات، البعض وضعن الملفات وكن ينتظرن أحكام سلبية من المجتمع وحسبها رؤية المجتمع لها ستكون قاسية ستحمل الكثير من الاتهامات ـ أما ان كان تمثيلها ايجابيا وتكون النساء في مستوى اخلاقي وثقافي سيجعل العامة يفتخر بمشاركة النساء وبكل حرية وثقة.»
وتقول حبيبة بن رمضان مفتش رئيس للضرائب «لا ادري لماذا يتساءلون عن اهمية مشاركة المرأة في الانتخابات وعن ضرورة ذلك من عدمه... ان بناء الوطن كبناء الاسرة والمجتمع بالضبط لا يخلو من تسيير رجل وامرأة جنبا الى جنبا... رغم ما يبدو عليه الشارع من تحضر إلا أن الذهنيات لا زالت قابعة في فكرة وجوب التخلي عن مشاركة المرأة في مجال السياسة وتولي المسؤوليات رغم أن الواقع اثبت أنها جديرة بذلك منذ حقبات السنين التي ولت والأمثلة عنها كثيرة.... للمرأة لمسة ايجابية جدا في تسيير الأمور لأنها تنظر إليها من جانب اجتماعي حساس كثيرا ما يتهاون الرجل في أخذه بعين الاعتبار بطبيعته الرجولية ولهذا هي تمثل نصف المجتمع من جهة وجانبه الحساس أيضا من جهة أخرى ومن يدعي أنها غير مطلوبة في تسيير الوطن وإبراز ذاتها من خلال مشاركتها في الانتخابات من جانب رجولي بحت نرجو منه أن يثبت رجولته في الواقع قبل كل شيء ؟ والدليل على ذلك تخلي الرجل في بيته عن بعض المسؤوليات وتكليف الزوجة بها مثل مشتريات البيت او دفع الفواتير ولهذا خروجها أصبح مسموحا في جميع الإطارات فلماذا يدعي الرفض المطلق لما تطرق باب الانتخابات.