اقـتراح مشاريـع مشتركة بمكاسب وفوائـد جمـــة لجميـع الأطــراف
يؤكد رئيس مؤسسة شباب الجزائر ياسين تاج الدين بوهريرة، أن الجزائر تحتضن المعرض التجاري البيني الإفريقي 2025، بحضور 140 دولة، وحركية اقتصادية جدّ نشطة، في سياق دولي وجيوسياسي معقد فرض قوانينه على الساحة الاقتصادية العالمية، بما فيها الساحة الإفريقية التي لم تتعد حجم تجارتها البينية فيها نسبة 15 %، في الوقت الذي وصلت النسبة في أوروبا إلى 60 %.
قال ياسين تاج الدين بوهريرة، في تصريح خصّ به “الشعب”، إن بلدان القارة أمام تحدي تعزيز العمل المشترك وتوحيد الصفوف للخروج من هذه البوتقة التي لا تخدم ازدهار الأوطان ومجتمعاتها، خاصة أن الدول الإفريقية تقاسمت نفس التاريخ والماضي أين استعمرت أغلبها وتحرّرت واستقلت، وهي اليوم تواجه تحديات مشتركة لبسط سيادتها وتعزيز مكانتها الاقتصادية القارية والدولية.
وإيمانًا بتعزيز الوحدة الإفريقية وخدمة مصالح القارة العليا، مثلما أضاف بوهريرة، أظهر خطاب رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الذي ألقاه بمناسبة الافتتاح الرسمي للطبعة الرابعة لإياتياف 2025، عزم الجزائر على توحيد الجهود بسواعد افريقية، منوها على أن ذلك لن يتحقق في ظل الرضا بالبقاء تحت رحمة قارات أخرى، ودعا الجميع للتلاحم والنهوض في صف واحد لتنمية القارة وتحقيق ازدهارها، وهو التوجه الذي حظي بتأييد جميع رؤساء الدول الإفريقية، مما يؤكد على أن احتضان بلد الشهداء لمثل هذه الأحداث الضخمة، قد رسّخ مكانته كمحطة إجماع وثقة بين مختلف البلدان.
ومن هذا المنطلق، وبالنظر إلى ما تتميز بها القارة السمراء من فرص حقيقية قياسا إلى مواردها الباطنية والطبيعية الهائلة ومناخها المميز والملائم لكل الزراعات، ناهيك عن كون أغلب سكانها من فئة الشباب، يمكن القول أنها أمام سانحة تاريخية لتحقيق تطلعات شعوبها، من خلال دراسة نقاط قوة كل بلد والعمل على تكاتف الجهود التنموية بسواعد شبابية، وهي الشريحة التي لطالما تكلم عليها رئيس الجمهورية في خطاباته الوطنية، لإيمانه العميق بمدى مساهمتها في ترقية الاقتصاد الوطني، وهو نفس الإيمان الذي يحدو الشباب الإفريقي في تنمية أوطانه وازدهار قارته، وفقًا للمصدر ذاته.
كما أن إيمان رئيس الجمهورية الكبير بالشباب الجزائري والإفريقي لصناعة النهضة، بحسب المتحدث، يحتم عليهم اليوم الوقوف أمام تحديات داخلية وخارجية تفرض أدوار أساسية في تنمية بلدانهم والحفاظ على أمنها واستقرارها، بالاعتماد على عدة نقاط مثل تعزيز التواصل الفعال بين مختلف شباب القارة عبر خلق فضاءات تبادل ثقافي وفكري وعلمي وتفعيل العمل الدبلوماسي الإفريقي-الإفريقي بين مسؤولي قطاعات الشباب والشؤون الخارجية للدول الإفريقية، وهو ما سيسمح بتنظيم ملتقيات وندوات وجلسات عمل ضمن الدبلوماسية الشبابية الكفيلة بتسطير برامج مستقبلية مشتركة بناءة والتواصل الافتراضي القائم بين شباب القارة السمراء عبر مواقع التواصل الاجتماعي بإمكانه أن يكون وسيلة فعالة ومستدامة للتقارب والترويج للفرص المتاحة في كل بلد لترقية الاستثمار الاقتصادي والتجاري والسياحي والثقافي والرياضي وغيرها.
علاوة على ذلك، فإن تبادل التجارب والخبرات الناجحة بين الشباب في ظل الآليات المطروحة على مستوى دولهم من شأنه تعزيز التضامن وتوحيد الرؤى على مستوى القارة الإفريقية، وسيبعث لا محالة لاقتراح مشاريع مشتركة بمكاسب وفوائد جمة للأطراف المعنية، وطرح آفاق تنموية واعدة لتحقيق التنمية الاقتصادية، فضلا عن مواكبة التحولات المتسارعة في العالم وتكييفها، لا سيما في المجالين التكنولوجي والرقمي بما يسمح للشباب بالبقاء في موقع الريادة.
كما أن الاعتماد على شباب الجالية الإفريقية بالخارج نظير ما تزخر به قارات أوروبا وأمريكا وآسيا من كفاءات مليونية، التي تشتغل في وظائف ومهام حساسة ومهمة وإستراتيجية، يجعل من هذه الفئة ورقة رابحة جدا يمكن الاستثمار فيها، إذا ما تم توفير الوسائل والإمكانات اللازمة الكفيلة بضمان بيئة مماثلة لاستقطابهم، ومنه يتسنى الاستثمار في سواعدهم لتنمية أوطانهم واقتصادات قارتهم، يذكر ياسين تاج الدين.
وتابع: “لن يستطيع الشباب الإفريقي تجسيد حاضره وبناء مستقبله إذا لم يكن واعيًا بتضحيات أسلافه وما قدموه من تضحيات جسام لاستقلال بلدان القارة وتحقيق سيادتها، فتعزيز القيم الإفريقية لدى الشباب يبقى أحد الركائز الأساسية لبناء جيل واع، ومستعد لبعث نهضة تنموية شاملة المجالات بما فيها المجال الاقتصادي”.
وفي ظل هذه المعطيات، تظل الجزائر الجديدة والمنتصرة والمزدهرة بفضل الإصلاحات الدستورية والقانونية والإقتصادية التي باشرها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بداية سنة 2020، والعمل المستمر بجدية على تعزيز مكانة الشباب في صناعة القرار السياسي، وجهة مثالية قارية وعالمية، ومثالا يقتدى به لدى البلدان الإفريقية للرفع من جاهزيتها التنموية على مختلف الأصعدة، وهو ما يبشر بعصر جديد للأفارقة أساسه التعاون الإيجابي بمختلف القطاعات بغية المضي قدما نحو تحقيق الوحدة والاستقلالية الاقتصادية والسياسية والثقافية، يقول رئيس مؤسسة شباب الجزائر، ياسين تاج الدين بوهريرة.
جدير بالذكر، أن رئيس الجمهورية، شدد خلال إشرافه على افتتاح الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البيني الإفريقي 2025 الذي تحتضنه الجزائر بين الرابع والعاشر من سبتمبر الجاري، على ضرورة توحيد جهود الدول الإفريقية من أجل تمكين القارة من المساهمة في صناعة القرار الاقتصادي الدولي وتجاوز التهميش الذي تعاني منه، مؤكدا أن القارة الإفريقية هي المستقبل، بالنظر إلى الطاقات الشبانية التي تزخر بها، كونها قارة شابة والقارات الأخرى دخلت في شيخوخة، وما يجري القيام به سياسيًا واقتصاديًا هو لفائدة الشباب الجزائري والإفريقي، والمستقبل يكمن في هذه الشريحة.
ويُنتظر أن تُفضي الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البيني الإفريقي IATF 2025، التي تحتضنها الجزائر في الفترة الممتدة من الرابع إلى العاشر سبتمبر الجاري، إلى تحقيق مكاسب اقتصادية هامة جدا لإفريقيا، وتكثيف الاستثمارات التنموية، والانطلاق في إنجاز مشاريع وبرامج مشتركة كبرى في الصناعة والطاقة والفلاحة والخدمات واللوجستيك والسياحة والمناجم، ناهيك عن رفع وتيرة تشييد البنى التحتية مثل مشروع السكك الحديدية الذي يربط شمال الجزائر بجنوبها وصولا على عمق منطقة الساحل الإفريقي.