يعيش نظام المخزن هذه الأيام حالات من اليأس عكسها الملك محمد السادس في خطابه الأخير، الذي جدد تأكيده على مبادرة الحكم الذاتي لحل قضية الصحراء الغربية، الأمر الذي يؤكد ضعف الحجج المغربية لأن الإقليم لو كان تابعا للمغرب كما يزعم فلماذا يمنحه حكما ذاتيا.
إن الأوضاع الاجتماعية بالمغرب تنبأ بالانفجار، في ظل فشل كل محاولات تهدئة الجبهة الداخلية يلجأ المخزن إلى إثارة المشاكل مع الجزائر فمن دعوات فتح الحدود وتجنيد العديد من العملاء في الخارج للضغط على الجزائر، إلى تهويل حادثة الحدود التي كان وراءها النظام المغربي لتلفيق تهم باطلة إلى الجزائر وأخيرا افتعاله المشاكل لمحاولة رفض تنظيم كأس أمم إفريقيا 2015 الأمر الذي جعل الشعب المغربي يتساءل عن مصير البلاد.
ويذكر أن تنظيم كأس إفريقيا كلف الكثير من الأموال التي كان من المفترض أن توجه للتنمية لكن شح موارد التمويل وضعف المنتخب المغربي الذي قد يقصى من الدور الأول جعل الكثير من المستشارين داخل نظام المخزن يطالبون السلطات المغربية بافتعال أي شيء بعد داء «ايبولا» لإلغاء تنظيم الدورة، كما أن التراجع عن إلغاء تنظيم الدورة سيكون ضربة قاصمة للنظام المغربي الذي يكون قد استغل كأس إفريقيا لتغطية فشله سياسيا وربح بعض الوقت لتوجيه الرأي العام.
إن قضية الصحراء الغربية تسير في الطريق الصحيح وما خرجة الرباط الأخيرة إلا مؤشر على بعض التطورات التي تؤكد تأييد حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وإلا ما كان ليثير الموضوع من أصله.
إن خطاب نظام المخزن سيكون قيمة مضافة للقضية الصحراوية من خلال ربح الوقت لمعرفة مواقف المغرب المتناقضة وبالتالي لا داعي مرة أخرى لتنظيم زيارات للرباط ومحاولة برمجة مفاوضات طالما أن المخزن يستغل كل شيء لتحريف القضية عن مسارها العادل والتحرري، كما أن موقف الشعب المغربي من القضية بات واضحا وهو منح الاستقلال للصحراء الغربية.
والغريب في الأمر أن الملك وعد في خطاب سابق الشعب المغربي بإعادة تقسيم ثروات البلاد ولكن لا شيء حدث أمام كثرة التهكمات الداخلية.
المخزن يفضح نفسه في ملف الصحراء الغربية
حكيم بوغرارة
شوهد:290 مرة