“الشّعــب” تنقـل آراء العارضـين مــن قلـب “إياتـياف 2025”:

المنتوج الجزائري.. جودة متميّزة وتنافسية عالية

خالدة بن تركي

قطاعـات التكنولوجيـا والصناعـــات الغذائيــة تخطـف أنظـــار الشّركـاء

 يستقطب معرض التجارة البينية الإفريقية بالجزائر اهتمام المشاركين، الذين أجمعوا على أنّ المنتوج الوطني بات يفرض نفسه بجودته وتنافسيته العالية، منتوج أصبح قادرا على احتلال موقع استراتيجي في السوق الإفريقية، بل وحتى تعويض المنتجات الأوروبية، بفضل التزامه بالمعايير الدولية التي تجعله مؤهّلا لاقتحام الأسواق الإفريقية والدولية.

 يظهر تميّز المنتوج الجزائري جليا في قطاع التكنولوجيا والأجهزة الإلكترونية، حيث تعرض شركات جزائرية تجهيزات متطورة، مثل أجهزة الدفع الإلكتروني والهواتف الذكية، التي تحظى بثقة متزايدة لدى الشركاء الأفارقة. أما في مجال الصناعات الكهربائية والطاقة، فقد برهنت الجزائر قدرتها على توفير منتجات عالية الأداء تدعم التحول الطاقوي وتستجيب لاحتياجات الدول الإفريقية.

جـــودة وابتــكار يفتحــان أبـواب إفريقيــــا

 كما يبرز المنتوج الجزائري بقوة في القطاع الغذائي، بفضل جودة المواد الأولية وطرق التصنيع الحديثة، التي جعلت المنتجات الغذائية الوطنية مطلوبة في عدة أسواق. إلى جانب ذلك، سجّلت الخدمات الرّقمية حضورا مميّزا، من خلال حلول مبتكرة تساعد على تطوير التجارة الإلكترونية وتعزيز الشمول المالي في القارّة.
هذه الجودة جعلت المنتجات الجزائرية محل ثقة حقيقية، تُرجمت عمليا عبر توقيع اتفاقيات تصدير وشراكات استراتيجية مع عدد من الدول الإفريقية، ما يؤكّد أنّ المنتوج الوطني أصبح رافعة للتنمية الاقتصادية ومفتاحا لاندماج الجزائر في سلاسل القيمة الإفريقية.
بذلك، لم يعد المعرض مجرّد واجهة للتعريف بالمنتجات الوطنية، بل تحوّل إلى منصة لإبراز قدرة الجزائر على تقديم منتوج متكامل، عصري ومطابق للمواصفات العالمية، قادر على بناء شراكات قوية والمساهمة في دفع عجلة التكامل الاقتصادي.
كما يشكّل المعرض فرصة لتبادل الخبرات بين المؤسّسات الجزائرية ونظيراتها الإفريقية، ما فتح المجال أمام مشاريع تعاون في مجالات البحث والتطوير، وتطوير حلول تكنولوجية مبتكرة تلبي متطلّبات السوق الإفريقية. وبذلك أصبح المعرض فضاءً لتكامل الأفكار بقدر ما هو فضاء لتبادل السلع، ممّا يعزّز مكانة الجزائر كفاعل اقتصادي نشط في القارّة.

جــــودة وتنــــوّع يعـــزّزان الحضـور الإفريقــي

 قال المكلف بالإعلام على مستوى مجمّع “لابال”، يومان دباح، إنّ مشاركة المجمّع في هذا المعرض تعدّ فرصة ثمينة لإبراز أهمية التعاون الإفريقي ـ الإفريقي وتوطيد روابط الاتصال بين الدول. وأضاف أنّ استراتيجية المجمّع تقوم على التعريف بمنتجاته في الأسواق الإفريقية وتعزيز وجوده خاصة في دول الساحل، مثل السنغال وأنغولا، مع الطموح للتوسّع أكثر.
أضاف دباح أنه، بعد خمسة أيام من المشاركة لمسنا اهتماما متزايدا من المتعاملين الأفارقة للتعرّف على منتجات المجمّع والتقرّب من المتعاملين الجزائريّين، مؤكّدا أنّ هذه الديناميكية قد تفتح المجال أمام توقيع عقود مستقبلية وتبادل الخبرات. وأفاد أيضا أنّ مجمّع “لابال” يتمتّع بخبرة كبيرة في مجال الصناعات الغذائية والتحويلية، وهو مستعد لمد يد العون للأشقاء الأفارقة من أجل المساهمة في تطوير هذا القطاع الحيوي على المستوى القارّي.
عن الإقبال على المنتجات الجزائرية، أكّد دباح أنّ هناك اهتماما واضحا من حيث الجودة والتنوّع، مشيرا إلى القدرات الإنتاجية المعتبرة والتكنولوجيا المتطوّرة، والكفاءات الشابة التي تملكها الجزائر، وهو ما يعزّز ثقة الشركاء الأفارقة ويثبت قدرة الجزائر على ترسيخ حضورها في الأسواق الإفريقية.
في هذا الصدد، صرّحت ممثلة شركة زهواني لصناعة المواد الغذائية، دعاء شيب دراع، أنّ مؤسسة زهواني للإنتاج والتوضيب تضع نصب أعينها تقديم منتجات طبيعية بمعايير صحية مضمونة، حيث تحرص على أن تكون كل مادة مدقّقة ومصنوعة بعناية تامة، مؤكّدة أنّ منتجات الشركة لا تقوم فقط على الجودة، بل أيضا على التنوع لتلبية حاجيات مختلف المستهلكين.
تقوم الشركة بصناعة المنتجات الغذائية، مثل خلّ التفاح، خلّ التين الشوكي، صلصة الطماطم، إضافة إلى خلّ خاص بمرضى السيلياك، حيث توفّر لهم بدائل غذائية خالية تماما من الغلوتين، مثل: الخبز، الكسكسي، الفارينة. هذه الخيارات تمكّنهم من الاستمتاع بأطباقهم المفضّلة دون أي قلق صحي، وهو ما يجعل منتجاتنا أقرب إلى المستهلك وأكثر استجابة لاحتياجاته اليومية.
أما عن فعاليات المعرض، فقالت: “لقد لمسنا إقبالا كبيرا من الزوار الأفارقة على المنتوج الجزائري، والانطباع العام لديهم إيجابي جدّا، فهم يعتبرون المنتجات الجزائرية ذات جودة ومصداقية. وقد لاحظنا اهتمامهم بمنتجات لم تكن مألوفة لديهم، مثل الحلويات الشامية الجزائرية، حيث يطرحون أسئلة حول كيفية تصنيعها وفوائدها، ما يعكس ثقة ورغبة في اكتشاف المزيد عن الصناعة الغذائية الجزائرية”.
بالنسبة لخطط الشركة المستقبلية، صرّحت أنّ المشاركة في هذا المعرض ليست مجرّد عرض للمنتجات، بل هي خطوة نحو توسيع صادرات الشركة نحو الأسواق الإفريقية، انطلاقا من إيمانها بأنّ القارّة السّمراء سوق واعدة لمنتجات الشركة، التي تعتزم أن تكون حاضرة بقوة بما يعزّز مكانة المنتوج الجزائري ويدعم الاقتصاد الوطني.

..بــين الجــودة والثقة

 قال زكرياء شباب، مسؤول بشركة “إيجيمات إينوتيس”، إنّ مؤسّسته المتخصّصة في إنتاج المواد الصيدلانية الموجّهة للاستعمال الطبي والجراحي الواحد، تصنع منتجات وفق معايير دقيقة تضمن السلامة والجودة العالية.
كما أضاف أنّ المشاركة في المعرض بمثابة فرصة مهمة للتعريف بالمنتوج الجزائري، والتقرّب أكثر من الشركات والعارضين الأفارقة، الذين عبّروا عن إعجابهم بما تقدّمه الجزائر من منتجات صيدلانية تجمع بين الجودة والموثوقية والأسعار التنافسية، وهو ما يعزّز ثقة المستهلك الإفريقي في الصناعة الوطنية.
كما أشار إلى أنّ وفودا من دول مثل الكاميرون، نيجيريا، موريتانيا وليبيا، أبدت اهتماما كبيرا ورغبة في التعاون مع الشركة، معتبرا أنّ هذا التوجّه يفتح المجال أمام إبرام شراكات واتفاقيات مستقبلية، تساهم في ترسيخ الحضور الجزائري في السوق الإفريقية. وأكّد أنّ منتجات “إيجيمات إينوتيس” موجّهة خصيصا للاستعمال داخل المستشفيات من طرف الأطباء والجراحين، لافتا إلى أنّ الشركة تسعى لتوسيع نشاطها في القارة الإفريقية بخطوات مدروسة، معبّرا عن ثقته في أنّ جودة المنتوج الوطني ستكون المفتاح الحقيقي لنجاح هذا التوسّع، وتحقيق حضور أقوى في الأسواق الخارجية.
من جهتها، شركة “صوفيكلي” الوطنية الرائدة في مجال الصناعات المعدنية، التي تختص في إنتاج الأقفال، مقابض الأبواب، العربات اليدوية، الخزنات الإلكترونية ولوحات ترقيم السيارات، بقدرة إنتاجية تصل إلى 20 مليون لوحة سنويا، تحرص على تقديم منتجات تجمع بين الجودة والمتانة، ما جعلها تكسب ثقة الزبائن محليا وخارجيا.
قال المكلف بالإعلام على مستوى الشركة، عسير خير الدين لـ«الشّعب”، إنّ معرض التجارة البينية الإفريقية 2025 يشكّل فرصة مميزة لعرض منتجات “صوفيكلي”، التي أثبتت قدرتها التنافسية من خلال الجودة العالية والتنوع. كما سمح المعرض للشركة بالتعريف بخبرتها الصناعية الرائدة، وتأكيد مكانة المنتوج الجزائري كخيار موثوق في السوق القارية.
تطمح “صوفيكلي” إلى توسيع شبكة التصدير نحو أسواق إفريقية جديدة، بعد أن نجحت في ولوج عدة بلدان على غرار السنغال، ليبيا، تونس، المغرب وموريتانيا. وتسعى الشركة إلى عقد اتفاقيات تعاون وشراكة مع شركاء أفارقة، في خطوة تعكس طموح الجزائر لإثبات حضور منتجاتها الوطنية في إفريقيا.
كما تعمل “صوفيكلي” على تطوير منتجات جديدة تلبي متطلّبات الزبائن في مختلف الدول الإفريقية، مع الحرص على ضمان الجودة والالتزام بالمعايير الدولية. وتولي الشركة أهمية للمشاركة المنتظمة في المعارض واللقاءات الاقتصادية داخل القارّة، لأنها فرصة للتعريف بالمنتوج الجزائري وإبراز قدرته على المنافسة.
الشركات الوطنية أظهرت قدرة منتجاتها على المنافسة في الأسواق الإفريقية بفضل جودتها وتنوعها. كما أنّ التزامها بالمعايير العالية وحرصها على التقارب مع شركاء أفارقة يجعلها قادرة على فرض حضور قوي، يعكس طموح الجزائر في تعزيز مكانة منتجاتها الوطنية خارج الحدود.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19871

العدد 19871

الثلاثاء 09 سبتمبر 2025
العدد 19870

العدد 19870

الإثنين 08 سبتمبر 2025
العدد 19869

العدد 19869

الأحد 07 سبتمبر 2025
19868

19868

السبت 06 سبتمبر 2025