تألقت الصحافية روحية توفالي من جريدة «الجمهورية» بافتكاكها لجائزة أحسن روبورتاج، في مسابقة نظمها متعامل الهاتف النقال «موبيليس»، وانتقت موضوعا تاريخيا متميزا ينفض الغبار عن الذاكرة التاريخية ويمجد تضحيات الشهداء وبطولات المجاهدين، حيث تناولت «دبابة ستراسبورغ تنتظر متحفها» وسلط الربورتاج الضوء على حادثة تفجير الثوار الجزائريين لهذه الدبابة التي شارك بها المستعمر الفرنسي في الحرب العالمية الثانية مستندة في ذلك لشهادات العديد من المجاهدين الذين مازالوا على قيد الحياة.
«توفالي» زارت «الشعب» رفقة زميلاتها من الجمهورية، تتحدث لنا عن هذا التتويج.. وهو تتويج سبق لـ«الشعب» أن فازت به في مسابقة موبيليس للسنة الماضية.
تؤمن روحية التي تنتمي إلى القسم الرياضي أن الحس الصحفي والتحلي بالصدق والموضوعية في أداء الرسالة الإعلامية الطريق الحقيقي نحو الاحترافية والرقي بالأداء الإعلامي الذي يحمل في جوهره عملا نبيلا يرتكز على المصداقية، ولأن فكرة الربورتاج جاءت صدفة دون تفكير عميق منها بل عندما كانت بصدد إعداد ربورتاج حول المصطافين بمرسى بن مهيدي.
وبعد جولات بحث مكثفة وتنقيب عن المجاهدين خاضت في تفاصيل سر تواجد تلك الدبابة على حافة طريق «بوكانون» التي لديها مجسم مصغر في متحف فرنسا، ووجدت نفسها بعد ذلك في رحلة بحث لجمع وتقصي تفاصيل الشهادات التاريخية عبر عدة مناطق، ثم التحري وغربلة كل ما جمعت من أقوال وشهادات وحقائق، مسترجعة بذلك حادثة تفجير تلك الدبابة خلال الثورة التحريرية المجيدة.
وجاء وقع الفوز بطعم خاص للزميلة من جريدة الجمهورية كونها تتعلق بالتطرق لبطولات من صنعوا حرية الجزائر واستعادوا الأرض والسيادة بأرواحهم ودمائهم، وتأكدت أن جزء كبيرا من الحقائق التاريخية لا يمكن للكتب المدرسية ولا التاريخية أن تفتحه أمامنا لأن المجاهدين من الجيل الذي صنع الثورة يكتنز تفاصيل كثيرة مازالت طي النسيان، وتشجعها الجائزة لتكرار مغامرة الخوض في الكتابة التاريخية وتقديمها للقارئ إنصافا وعرفانا لأولئك الذي قدموا دروسا في كيفية استرجاع الوطن المغتصب، وتصنف عملها في إطار التواصل بين الأجيال من خلال رسالة واحدة لا تنقطع كون الضمير المهني استمدته من محيط عائلتها. وتختزل الجائزة التي توجت بها روحية توفالي في عيد الثورة الستين مسار 9 سنوات من العطاء والاحتراق والحرص على أداء إعلامي أحسن في تقديم المعلومة الصحيحة للقارئ دون زيادة أو نقصان. للتذكير فإن الطبعة الأولى للجائزة لسنة 2013 فاز بها الزميل سعيد بن عياد من جريدة «الشعب».