ترسم الجزائر طريق التحول الطاقوي بثبات، مستغلة في ذلك ما تزخر به من ثروات ومواد أولية تدخل في إنتاج الطاقات النظيفة، الجديدة والمتجددة، وعليه تقيم شراكات مع مختلف الدول المالكة لتكنولوجيا هذه الطاقات، بهدف إنجاز مشاريعها، على غرار مشروع الطاقة الشمسية، نظرا لتوفر هذا المصدر الطاقوي ومردوديته المتوقعة.
في هذا الإطار، قدمت مجموعة كيبينغ الصينية، أبرز الشركات العالمية في صناعة الزجاج الشمسي، عرضا لإقامة مشروع إنتاج الزجاج الشمسي في الجزائر.
قدمت مجموعة «كيبينغ» الصينية مقترح مشروع لإنتاج الزجاج الشمسي في الجزائر، بطاقة إنتاج تقدر بـ1.5 مليون طن سنويا، إضافة إلى وحدة لمعالجة وتثمين الرمال السيليسية فائقة النقاء بطاقة 1.08 مليون طن سنويا، مع نسبة إنتاج محلية تصل 90٪. بحسب ما أوردته وزارة الطاقة في بيان لها.
ويضاف هذا المشروع، إلى باقي المشاريع التي تنجزها الحزائر مع شركات صينية متخصصة في محال الطاقات النظيفة الجديدة والمتجددة.
هذا ويدخل الزجاج الشمسي في توليد طاقة متجددة من أشعة الشمس، وتحسين كفاءة الألواح الشمسية، من خلال تقليل انعكاس الضوء وزيادة انتقاله، وحماية الخلايا من الظروف الجوية القاسية، بالإضافة إلى دوره في توفير الراحة الحرارية داخل المباني وتقليل الحاجة للتبريد الاصطناعي، والمساهمة في الاستدامة البيئية وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بحسب الخبراء.
ويساهم هذا المشروع في تعزيز مشاريع الطاقة الشمسية الخمسة التي تعمل عليها الجزائر، لتحقيق هدف إنتاج 115 جيغاواط من الكهرباء النظيفة بحلول 2035، مع زيادة حصة الطاقات المتجددة في توليد الكهرباء إلى 27٪، وتقليص الاعتماد على الغاز في ذلك تدريجيا، وذلك في إطار شراكة مع شركات أجنبية، منها مشروع التحالف الصيني لشركتي «سي.دبليو.إي» (CWE) و»إتش.إكس.سي.سي» (HXCC) الصينيتين، لتنفيذ 5 محطات بقدرة إجمالية تبلغ 780 ميغاواط، ضمن برنامج 2000 ميغاواط. ومشروع ولاية الوادي لإنتاج 300 ميغاواط، بالتعاون مع شركة «سي.إس.سي.إي.سي» (CSCEC) الصينية الحكومية، وكذا مشروع بسكرة لإنتاج 220 ميغاواط، تُشرف عليه شركة «باور تشاينا» الصينية. ومشروع محطة حاسي الدلاعة لإنتاج 362 ميغاواط، بشراكة تركية، إلى جانب مشروع محطة ورقلة لإنتاج 300 ميغاواط من إنجاز شركة «كوسيدار» الجزائرية.
ومن شأن هذه المشاريع أن تقلل من اعتماد الجزائر على الطاقات الأحفورية في إنتاج الكهرباء، ومنه التحول نحو الطاقات النظيفة وتقليل انبعاث الغازات، والحفاظ على الثروات للأجيال القادمة، وتوفر للجزائر مداخيل إضافية من تصدير فائض الكهرباء.